سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العبدلي.. صاحب أول هدف سعودي في دورات الخليج يروي ل« الجزيرة » أبرز أحداث مشاركاته الخليجية: نظام المجموعتين سقط في الثالثة.. والمنتخب انهار في «15 دقيقة»!
لدورات الخليج أهمية كبرى بين دول مجلس التعاون الخليجي، حيث شكلت نقلة نوعية في تطور الكرة الخليجية وإحداث وثبة سريعة على المستوى الخارجي، والتي خلالها دخلت تلك المنتخبات أبواب العالمية وعانقت الكثير من المكتسبات على الصعيد القاري والعالمي. ففي الوقت الذي كانت مشاركة تلك المنتخبات عبارة عن إقامة لقاءات ودية وحبية في حقبة الثمانينيات الهجرية.. جاءت فكرة إقامة وتنظيم أول بطولة عام 1390ه بالبحرين لتمثل باكورة المشاركات الرسمية للرياضة الخليجية.. واستمرت بطولاتها كل عامين لأكثر من ثلاثة عقود زمنية.. كانت عنواناً مثالياً لروح المنافسة الشريفة وتعزيز أواصر التعارف وتبادل الخبرات فيما بينهم. (الجزيرة)، ومن منطلق تفاعلها مع خليجي 17 الذي سيقام قريباً في العاصمة القطرية « الدوحة»، تستضيف عدداً من نجوم الكرة السعودية الذين شاركوا في دورات مختلفة عبر حلقات تنشر تباعاً، مزودة بالحقائق التاريخية والصور النادرة والقديمة.واليوم نتناول أحد هذه الأسماء المحفورة في الذاكرة بعطائها الرفيع وسمعتها الطيبة.. ضيفنا هو مهاجم النصر والمنتخب السعودي سابقاً اللاعب محمد سعد العبدلي.. صاحب أول هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج.. استضفناه ليروي لنا أبرز أحداث مشاركاته الخليجية. ***** مشواري مع الكرة علاقتي بالرياضة بدأت في الطائف، وتحديداً في حي الشرقية - أحد الأحياء الشهيرة في المحافظة - ومع فريق الحي!! ثم سُجلت في المصيف 1384ه شبلاً، ومثلته موسمين، ثم انتقلت للوسطى، وانضممت لفريق النصر عام 1386ه عن طريق الأمير ممدوح بن سعود. وأتذكر أن مدربه آنذاك السوداني أشركني في جميع المراكز باعتبار ان بدايتي في المصيف كنت مدافعاً.. ولكثرة المدافعين بالفريق الأصفر آنذاك جربني في العديد من المراكز حتى استقررت في خط الهجوم (رأس حربة). مثلت النصر مع أبرز مهاجميه أحمد الدنينيي وميزرابان، ونجحت في فرض اسمي على الخارطة النصراوية بسرعة بفضل الله ثم بفضل المدرب عبدالمجيد الترنة الذي اهتم بي وعزز قدراتي الهجومية والتهديفية.. ومنحني الفرصة مبكراً. استمررت في ميدان المنافسة حتى عام 1402ه ذكريات الأخضر مشواري مع المنتخبات انطلق في أواخر الثمانينات، حيث لعبت مع منتخب الوسطى في كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف، وقد أشرف على تدريب الوسطى آنذاكر حسن خيري وحسن سلطان.. ثم التحقت مباشرة بمنتخب المملكة الأول عام 1389ه.. طبعاً كانت لقاءاتنا مع الأخضر في تلك الأيام الخوالي عبارة عن لقاءات حبية مع بعض الفرق والمنتخبات العربية الزائرة، وفي عام 1390ه اخترت كذلك للمنتخب في دورة الخليج الأولى.. وأبعدتني الإصابة عن الثانية، وشاركت في الثالثة والرابعة. سكينر أهدى الكأس للكويت أتذكر أول مباراة دولية شاركت فيها كانت أمام الكويت في الدورة الأولى.. وخسرناها 3-1 رغم تقدمنا في الشوط الأول، وكان بالامكان ان نحقق الفوز أمام الكويت والظفر باللقب الأول لولا تخبط المدرب (جورج سكينر) في التشكيلة التي لعب بها في هذه المباراة.. وأبرز هذه الأخطاء إصراره على بقاء سعيد غراب والنور موسى وهما الأسوأ في الملعب.. وفضل بقاء النكش والناصر في الاحتياط.. وفي ظل سلبية الغراب والنور تحول انتصارنا في الحصة الأولى إلى خسارة كبيرة ضد المنتخب الكويتي.. كانت كفيلة بتعزيز فرصته في الظفر بكأس البطولة الأولى! مشاكل فنية في الأولى عانى المنتخب من مشاكل عدة، وأبرزها حالة التسيب التي أدت إلى قيام بعض اللاعبين بالخروج من المعسكر دون إذن من إداريي المنتخب (الدهام والعليق).. لذلك طال هؤلاء اللاعبين قرار الشطب والإيقاف نظراً لتقصيرهم وارتكابهم هذه الأخطاء بقرار من الأمير خالد الفيصل (مدير عام رعاية الشباب آنذاك). نجوم (الثانية) الأبرز أعتقد أن المنتخب الذي شارك في الثانية بالرياض هو الأبرز من الناحية العناصرية، والأفضل على الإطلاق.. ولو كان هناك قليل من (الحظ) لحقق الأخضر كأسها وحسمها من أول لقاء أمام الكويت. طبعاً عسكرتُ مع المنتخب فترة طويلة في المنطقة الغربية استعداداً لهذه الدورة، وكان مدرب المنتخب آنذاك (طه إسماعيل) حريصا على إشراكي أساسياً لولا الإصابة التي تعرضت لها قبل انطلاق الدورة ب30 يوماً تقريباً في مفصل القدم اليمنى.. واذكر ان الأمير عبدالله الفيصل (أطال الله عمره) تبنى حالتي وإرسالي للسودان على حسابه الخاص لعلاج إصابتي، نظراً لوجود طبيب مشهور في علاج مثل تلك الحالات اسمه (مغربي).. وقد أصرر المدرب على ضمي وإدراج اسمي ضمن البعثة المشاركة في الدورة بعد عودتي قبل بدايتها، بيد ان تأخر فترة العلاج بالسودان أدى لإسقاط اسمي واستدعاء النور موسى مرة أخرى بدلاً مني. الوحش قادنا في الثالثة ففي الدورة الثالثة بالكويت عام 1394ه كان هناك رغبة جامحة من الجميع بأن يحقق المنتخب السعودي البطولة، خاصة ان العناصر التي شاركت في الثانية دخلنا بها في هذه الدورة.. وكان هناك بالفعل نجوم في جميع المراكز.. وأتذكر ان الأمير فيصل بن فهد كان المشرف على المعسكر الذي أقيم في البداية في بيوت الشباب بالمربع ثم سافر لمصر وتونس.. وبعد شهر ونصف الشهر تقريباً غادرنا للكويت قبل انطلاقة البطولة بأسبوع لتهيئتنا بصورة افضل، حيث كان التحضير الفني والنفسي جيدا جداً، خاصة ان الأمير فيصل بن فهد وفر لنا كافة الإمكانات المتاحة في سبيل الإعداد الجيد لبطولة كانت تحتاج للإعداد النفسي أكثر من الفني، طالما ان المنتخب يضم نجوما في جميع المراكز ويقودهم مدرب معروف وصاحب خبرة جيدة وهو محمد عبده صالح الوحش. أربعة الكويت أزعجتنا شهدت الدورة الثالثة ولأول مرة تطبيق نظام المجموعتين، حيث ضمت المجموعة الأولى السعودية والبحرينوالإمارات في حين ضمت المجموعة الأخرى كلا من الكويت (البلد المنظم) وقطروعمان التي اشتركت لأول مرة.. وأتذكر أننا تصدرنا مجموعتنا وتأهلنا للدور قبل النهائي بعد أن كسبنا الإمارات 2-0 والبحرين 4-1 وصعد الإمارات معنا.. في حين تصدرت الكويت مجموعتها بعد فوزها على عمانوقطر.. ثم لعبنا الدور قبل النهائي أمام قطر وفزنا عليه 2-1 وفازت الكويت على الإمارات بستة أهداف، ليلتقي المنتخبان السعودي والكويتي على النهائي الذي انتهى كويتياً ب4-0 . لعبتُ (15 دقيقة فقط) الحقيقة أُصِبتُ بإحباط شديد بعد ان استبعدني الوحش عن التشكيلة الأساسية قبل بداية المباراة النهائية بساعات لأسباب تكتيكية ساهمت في خسارتنا أمام الكويت 0-4، فقد كنت متحمساً لهذه المباراة وكنت في قمة جاهزيتي خاصة أنني مع الغراب والصاروخ وناجي عبدالمطلوب كنا نتفاهم ونجحنا في تحقيق الانتصارات المتوالية للاخضر في هذه الدورة.. وأتذكر بعد تقدم الكويت ب3-0 أشركني الوحش في ربع الساعة الأخير، ولعبت مباراة كبيرة وقدمت مستوى عاليا حيث نجحت في تسديد أكثر من كرة خطرة، ويكفي الإشادات التي نلتها من الصحف الكويتية رغم ال15 دقيقة التي لعبتها فقط.. وأتذكر جيداً ان صحيفة كويتية كتبت عن المباراة بعنوان عريض (الوحش دفع ثمن بقاء العبدلي في الاحتياط ..)!!! 3 انتصارات فقط قبل بداية الدورة الثالثة كنا متفائلين بالفوز بكأسها؛ لأن ذلك كان طموحنا كلاعبين.. خاصة أننا كنا الأفضل طوال أيام البطولة، والامكانات الفنية متوافرة وكان هناك نجوم بالفعل في جميع المراكز، والتحضير كان جيدا جداً، والدليل أننا حققنا ثلاثة انتصارات متتالية.. لكن مدربنا محمد عبده الوحش رفض تفوقنا بعد ان ساهمت أخطاؤه في تلقي الأخضر خسارة كبيرة وثقيلة لا تناسب سمعة وإمكانيات الفريق السعودي في هذه البطولة! أنا وجاسم يعقوب من المواقف التي لا أنساها في تلك البطولة أذكر في المباراة الختامية التي جمعتنا بالكويت، سجل نجم المباراة الأول جاسم يعقوب هدفاً خامساً في آخر دقيقة من عمر المباراة حينما سدد كرة قوية من خارج خط ال18 ودخلت الكرة من تحت الشبكة وخرجت من أسفلها من قوة التصويب.. المهم أخذ الجمهور الكويتي يصيح ويطلق أهازيج الفرح بهذا الهدف، غير ان حكم المباراة (لا أذكره حالياً) ألغى الهدف لأنه توقع انها لم تلج المرمى، واحتسب الكرة لصالحنا وسط احتجاج من لاعبي الكويت.. وأصر الحكم على قراره.. وأتذكر أنني توجهت لصاحب الهدف (جاسم يعقوب) في محاولة لتهدئته وهو في قمة انفعاله، فقلت له هدِّئ نفسك.. ما تكفيكم الأربعة؟! فضحك لأن البطولة أصبحت كويتية سواء بهذا احتُسب الهدف أو أُلغي! دورة مثالية بالتأكيد تعتبر الدورة الثالثة بالكويت الأجمل من الناحية المثالية، حيث تجلت فيها الروح الرياضية والتنافس الشريف بين المنتخبات المشاركة في أجمل صورة؛ إذ لم تحدث إصابات عنيفة ولم يكن هناك أية حالة طرد.. والبطاقات الصفراء كانت قليلة مقارنة بالدورات الماضية، فكانت الروح الرياضية والتنافس الأخوي أبرز سمات تلك الدورة، وهذا بالطبع الهدف الأسمى من تنظيم وإقامة هذه الدورات الخليجية. نظام المجموعتين سقط في الثالثة!! لكن من أبرز سلبيات هذه الدورة نظامها المتمثل في تقسيم المنتخبات المشاركة إلى مجموعتين، ولأول مرة يطبق هذا النظام.. طبعاً السلبية تكمن في قلة عدد المنتخبات (ستة).. فلو كان عددها مثلاً ثمانية كما هو حاصل في البطولة القادمة في قطر في خليجي 17 لأصبحت الاستفادة أكبر.. طبعا منتخبا عمانوالبحرين لعبا فقط مباراتين طوال الدورة (أقصد الثالثة)؛ لأنهما فقدا فرصة التأهل للدور قبل النهائي، ونظراً لعدم جدوى هذا النظام تم إلغاؤه في الرابعة؛ لأن المنتخبات افتقرت للإثارة والندية مقارنة بالنظام الأول. ****** في الكويت افتقدنا (أبو داود) في الكويت افتقد المنتخب السعودي لقائده الكبير ومدافعه الشهير عبدالرزاق أبو داود الذي قاد الأخضر في الثانية، حيث أُبعد عن تشكيلة الأخضر المشاركة في الثالثة لأسباب غير فنية بعد أن كان ضمن النجوم الذين عسكروا مع الأخضر في تونس ومصر استعداداً لها. وعبدالرزاق أبو داود كان يمثل واحداً من أبرز النجوم الذين مروا على الكرة السعودية في خط الدفاع، وكان النجم الذي أرتاح بوجوده في المنتخب؛ نظراً لسماته القيادية وشخصيته القوية بالملعب.. واعتبره بلا شك النجم الذي افتقده الأخضر في هذه البطولة. ****** نجوميتي تجلت في «الأولى» لعبت في جميع المراكز الهجومية، وتألقت بالطبع في مركز رأس الحربة سواء مع النادي أو المنتخب، وكانت نجوميتي في دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين عام 1390ه حيث تمكنت من هز الشباك الكويتية على الرغم من صعوبة الوصول لمرمى المنتخب الأزرق، عطفاً على النجوم والأسماء الكبيرة الموجودة في خطوطه.. صحيح أننا لم نحقق اللقب في هذه الدورة، ولكن أشعر بالسعادة لأنني راضٍ بما قدمته في البحرين؛ فأنا أول لاعب سعودي يحرز هدفاً في تاريخ دورات الخليج، وليس النور موسى كما زعم البعض!! ****** أخطاء «عيد» دفع ثمنها في «15 دقيقة» لا أعرف بالتحديد ما الذي أصاب حارسنا أحمد عيد، فقبل بداية المباراة ضد الكويت كان في وضع نفسي سييء ولم يكن مهيأ أساساً لحماية العرين الأخضر في ظل وجود الحارس البديل مبروك التركي الجاهز فنياً ونفسياً، فقد تلقت شباكه في 15 دقيقة 3 أهداف بصورة غريبة لا تلج في مرمى حارس مبتدئ، ولو لعب مبروك لما استقبلت شباكنا هذه الأهداف السريعة، وهذه أيضا من الأخطاء التي وقع فيها المدرب!! ****** خطة (الوحش) أضاعت علينا الكأس الثالثة كانت النزعة الهجومية، وهي الأسلوب الذي لعب به المنتخب (طريقة 4-2-4)، تناسب المنتخب الذي كان يملك نجوما على مستوى عالٍ في خط الهجوم، غير ان الطريقة الدفاعية التي انتهجها الوحش أمام الكويت في اللقاء الختامي كان كفيلاً بأن نخسر هذه المواجهة التاريخية.. حيث أبعدني عن التشكيلة الاساسية وسحب الغراب لخط الوسط وعطل أخطر مهاجم عندما أبقاه في خط الوسط لدعم المنطقة الدفاعية.. وأوصل الوحش تخبطه عندما اشرك إدريس آدم (أسوأ اللاعبين) في الوسط، وأبقى صالح خليفة المتميز في الاحتياط دون الاستفادة منه بعد تقدم الكويت في الحصة الأولى من المباراة والذي انتهى بثلاثة أهداف. طبعاً كنا سيئين في هذا الشوط.. وفي الشوط الثاني أضاف جاسم يعقوب الهدف الرابع بمباركة من الوحش الذي لعب بطريقة عقيمة لا تناسب بالطبع امكاناتنا وقدراتنا الفنية كأفراد.