من بين المناظر التي استرعت الانتباه وصول حاخام يهودي من النمسا إلى المستشفى الفرنسي الذي كان يعالج فيه الرئيس ياسر عرفات - رحمه الله - وقد شكل وصول هذا الحاخام الذي كان متعاطفا مع أبو عمار - ضربة للعنصرية الصهيونية - فالحاخام موسيه أري فريدمان حاخام الطائفة اليهودية في النمسا، لم يكتفِ بإظهار تعاطفه مع الحالة التي وصل إليها الرئيس الفلسطيني بسبب الحصار الذي فرضه ارييل شارون، بل تحدث وبإسهاب أمام الصحافة الدولية التي كانت تغطي الوضع الصحي في المستشفى الباريسي، ووصف ما تقوم به إسرائيل من ممارسات بحق الفلسطينيين بأنها عملية (هولوكوست جديد) أي محرقة. فريدمان كرر أقواله هذه في مقال له بعنوان (إسرائيل وعصا الهولوكوست) حيث قال : إن العالم يتفرج منذ 58 عاما على كيفية تصفية العرب في فلسطين وكيفية تدمير سكنهم، وكيفية طردهم وملاحقتهم بشكل دموي من قبل دولة الابارتهيد في إسرائيل، وأن الفلسطينيين ليست لديهم الفرصة للدفاع عن أنفسهم لأنه فورا يتم استخدام (عصا الهولوكوست) كي يتم إسكات أي صوت منتقد لعمليات التطهير العرقي هذه. وأضاف الحاخام اليهودي، في مقاله، الذي نشرت مقتطفات منه في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ذلك يتم أمام أعين كل العالم، الأمر الذي ليس له سابقة في تاريخ العالم .. موضحا أن ممارسات إسرائيل تجعل الناس يتوصلون إلى نتيجة مفادها أن اليهود شعب سيئ وأنهم عنيفون ومتعطشون للدماء، وتابع يقول : إنه لا يمكن تحميل اليهود المؤمنين المسؤولية عن الأعمال التي قام بها غير المؤمنين وغيرهم من أصل يهودي، لأن الأمر يسري على الصهاينة وإسرائيل فوجودهم يتعارض مع الديانة اليهودية .. وأكد الحاخام اليهودي (فريدمان) في مقاله، الذي رصدته الجزيرة على أن الصهاينة الذين سقطوا من اليهودية لا يمكن لهم أن يمثلوا اليهودية وهم يظهرون بأعين الرأي العام وبشكل حقيقي بأنهم قتلة، مضيفا أنه في عيد الفصح اليهودي جرى التذكير من قبل الرب في التوراة عدة مرات بأن اليهود كانوا لاجئين، وعلى أساس تجربتهم الخاصة يتوجب عليهم التصرف إزاء الآخرين الذين يتواجدون في وضع صعب بشكل حساس ورحيم، ويجب عليهم التذكير بأنه لا يوجد أي حق في العالم يمكن له أن يحرم ستة ملايين فلسطيني من العودة إلى وطنهم. وتساءل الحاخام اليهودي في مقاله لماذا يسمح المجتمع الدولي بتصفية الزعماء الروحيين الفلسطينيين، بينما ما يسمون بالحاخامات الأكبر في إسرائيل والذين يقفون وراء العمليات العسكرية الإرهابية والدموية يتم استقبالهم بشكل احتفالي من قبل حكومات دول العالم كلها، مضيفا إن هؤلاء في كل حال لا يمثلون الدين اليهودي .. واختتم فريدمان مقاله بالقول : إن اليهود المؤمنين بالتوراة المعادين للصهيونية هم الذين يمثلون المعتقد اليهودي الحقيقي، وقد حان الوقت الآن كي يعترف بذلك الرأي العام العالمي والكنيسة الكاثوليكية والفاتيكان، وألا يسمحوا بأن تستمر عملية ابتزازهم من قبل الصهانية.