المجلة الأدبية الفصلية (الآطام) التي تصدر عن نادي المدينةالمنورة الأدبي تتمتع بحضور مميز لدى القارئ فهي دورية تسعى دائماً إلى الانضباط في مواعيد صدورها، والمحافظة على تقديم المادة الأدبية والإبداعية بشكل واضح ومحدد إذ لا تخلط هذه الإصدارة المميزة بين فن وآخر، أو ثقافة وأختها إنما هدفها الرئيس كما يقول القائمون على شؤون تحريرها أنها أدبية قلباً وقالباً. في العدد الجديد (التاسع عشر) والذي طرح في الأسواق هذه الأيام تبرز هذه الرؤية المعرفية الرائدة، إلا أن القارئ يدرك أن في قصة صدورها أمر جمالي مدهش يتمثل في كون هذه الإصدارة تتنازعها ذائقتا شاعرين مؤتلفين ومختلفين في آن واحد هما الشاعر الدكتور محمد العيد الخطراوي، والشاعر عيد الحجيلي فإئتلافهما في أمر النشر والإصدار تتوجه هذه الصورة المتميزة للعدد الجديد من الآطام، أما اختلافهما فإنه يتمثل في أن كلاً من الشاعرين ينزعان إلى مدرسة مختلفة عن الأخرى، فالدكتور الخطراوي أمده الله بالصحة والعافية ينتمي إلى مدرسة الخضرمة والريادة في مشروعنا الشعري، فيما يأتي الحجيلي قائداً فذاً لجيل جديد من الشعراء النابهين الذين تتلبسهم حساسية الخطاب الإبداعي الجديد. هذا التجاذب الشعري بين الشاعرين الخطراوي والحجيلي انعكس فعلاً على طروحات المجلة حيث يشم القارئ ويتذوق بين دفتي هذا العدد فاكهة الشعر التي عني بها مع جهد زملائهما في (الآطام)، فذاك تصدير رائع للمجلة وسمه الأديب محمد الدبيسي بأسئلة المبتدأ.. تلك التي تستفهم وبوعي عن مآل ثقافتنا الآن.. رغم ما ذكرنا من تعلق شعري بمفردة الخطاب التحريري يجد القارئ العديد من الإبداعات الأخرى من مقالة وقصة فمن أبرز كتاب في هذا العدد : جبار عباس اللامي، عامر الحلواني، أحمد محمد ويس، علي القاسمي، رشيد برهون، فيصل عبدالمحسن، مجبل المالكي، محمد القشعمي، وإضمامة أخرى من بهاء الإبداع سرداً واعياً لجار الله العميم وهيفاء الربيع وآخرين.