في الصباح الباكر يستيقظ أهالي المجصة على أصوات الشاحنات حيث تستقبل في اليوم الواحد أكثر من مائة ناقلة مياه من مختلف مدن وقرى منطقة حائل؛ حيث تعاني من عدم وجود الطرق المسفلتة. هذه القرية تمد أكثر من 470 قرية وهجرة يقطنها أكثر من 80.000 نسمة بمائها، بل أصبحت (المجصة) حديث المجتمع الحائلي. (مياه المجصة) ثروة تستحق العناية والاهتمام ودعم مصادر مخزون المياه فيها بما يضمن استمرار تلك الثروة من خلال إقامة سدود على أوديتها لزيادة مخزون المياه. المجصة بمياهها العذبة النقية المتدفقة من روافد الحرة مهددة بالجفاف، وهذا الخطر قد ينذر بهجرة أكثر من 80.000 نسمة للمدن الرئيسية في المناطق الإدارية إذا لم تتخذ الاحترازات وجندت الإمكانات ووفرت السدود. هذه البلدة الواقعة في الجنوب الغربي من مدينة الحائط في منطقة حائل من أهم قرى المنطقة القابلة للنمو والتخطيط العمراني تعانق روح التطور العمراني نظير الانفجار السكاني الهائل الذي يقدر بحوالي 5000 نسمة ومع ذلك ما زالت البلدة تنتظر المزيد من الخدمات الأساسية ولا سيما الخدمات الصحية والطرق المعبدة والسدود والتخطيط العمراني. (الجزيرة) زارت القرية والتقت عدداً من الأهالي الذين أكدوا أن صحة أبنائهم أصبحت في خطر نتيجة تلوث أحياء القرية بالغبار والأتربة وعوادم الشاحنات التي شكلت جسراً صحراويا من خلال 100 شاحنة تعبر القرية يومياً لشراء المياه من الآبار المجاورة للقرية. المواطن عبد الله مرجي العويمري أشار إلى أن البلدة غنية بالمياه الجوفية العذبة إلا أن الطلب فاق العرض وخاصة بعد نضوب آبار مدينة الحائط والحليفة والسليمي والغزالة مؤكداً في الوقت نفسه أن المياه غزيرة في البلدة وهي في حاجة إلى إنشاء مشروع لسقيا القرى والهجر المجاورة للمجصة. فيما طالب المواطن سعود عواض الرشيدي وزارة المياه والكهرباء بدراسة إقامة سدود على الأودية المتفرعة من ضفاف الحرة لزيادة مخزون المياه ومواجهة الطلب المتواصل. ويشير المواطن غنام راشد العويمري إلى ضرورة تعبيد الطريق لخدمة مزارعي القرية بالاضافة إلى سفلتة شوارع الأحياء السكنية وإنارتها وإيجاد مخطط سكني لأبناء القرية. أما المواطن فهد الشايع فقال: إن معاناة الأهالي لم تتوقف عند هذا الحد فهناك الوضع الصحي حيث لا توجد خدمات صحية تواكب التطور الذي تشهده المجصة مطالباً وزارة الصحة بسرعة إنشاء مركز للرعاية الصحية أسوة بالقرى الأخرى. من جانبها التقت (الجزيرة) بعدد من اصحاب الناقلات وأكدوا في مجمل أحاديثهم أن جفاف الآبار في القرى الجنوبية من المنطقة أسهم بشكل كبير في زيادة قيمة الرد الواحد وخاصة المدن البعيدة ومنها الغزالة والسليمي والبركة والحماد ومراغات والحليفة والحائط. ويذكر أن قرية المجصة في حاجة إلى طريق معبد بطول 15 كيلو متراً.