استحوذت كل من دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان على النصيب الأكبر في التجارة العربية البينية خلال العام الماضي 2003. وأكد التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2004 فى نسخته الأولية أن الواردات العربية ارتفعت في ثماني عشرة دولة خلال عام 2003.. مرجِعاً هذه الزيادة في جزء منها إلى تأثير انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل جميع العملات الرئيسية، كما تعزى الزيادة في جزء آخر منها إلى التوسع في حركة النشاط الاقتصادي في الدول العربية خلال عام 2003 كما تعكسه الزيادة الملحوظة في معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي مقارنة بالعام السابق. وقد سجلت قيمة التجارة الخارجية للدول العربية تحسناً ملحوظاً خلال عام 2003، فقد أدى الارتفاع المهم في أسعار النفط الخام في السوق العالمية، والزيادة في أسعار بعض السلع والمواد الأولية إلى ارتفاع قيمة الصادرات العربية لتبلغ حوالي 298 مليار دولار، وذلك مقارنة بحوالي 239.8 مليار دولار في عام 2002.. فقد بلغت نسبة الزيادة في الصادرات العربية 24.3% لعام 2003. وقد فاق معدل نمو الصادرات العربية في عام 2003 معدل نمو الصادرات العالمية الذي بلغ حوالي 15.6% ذلك العام ، مما أدى الى ارتفاع حصة الصادرات العربية في الصادرات العالمية لتصل نسبتها إلى 4% مقارنة بنسبة قدرها 3.7% عام 2002 ارتفاع الصادرات وعلى صعيد أداء الصادرات حسب الدول العربية فرادى، تشير التقديرات إلى ارتفاع الصادرات في جميع الدول العربية خلال عام 2003 مقارنة بالعام السابق باستثناء سوريا وموريتانيا. وقد شملت تلك الزيادة الدول التي يشكل فيها النفط الخام السلعة الرئيسية للتصدير والدول الأخرى غير النفطية على حد سواء. فمن بين الدول التي يشكل النفط الخام سلعة التصدير الرئيسية فيها، سجلت ليبيا أعلى زيادة في قيمة الصادرات خلال عام 2003 بنسبة 43.1%، ثم الكويت بنسبة 36.4% والسعودية بنسبة 31.5%، والجزائر بنسبة 30.7% والإمارات بنسبة 2.26%. كما بلغ معدل الزيادة في مصر 24% في حين ارتفعت صادرات السودان بنسبة 20.8% نتيجة لزيادة صادراته النفطية خلال عام 2003 مقارنة بالعام الماضي. أما في البحرين وقطر واليمن وعمان، فقد بلغ معدل نمو الصادرات خلال عام 2003 حوالي 18.6% و3.14%، و9.8% و3.4% على التوالي. ومن جانب آخر ارتفع معدل نمو الصادرات بدرجة ملحوظة في لبنان خلال عام 2003 حيث بلغ 41.9%، كما ارتفعت الصادرات في تونس بنسبة 14.9% وفي المغرب بنسبة 11.4%. واشار التقرير إلى زيادة قيمة الواردات العربية الإجمالية بنسبة 12.2% لتبلغ حوالي 192.3 مليار دولار عام 2003 مقارنة بحوالي 171.3 مليار دولار في العام السابق. ونظرا لأن الواردات العالمية قد سجلت معدل نمو أعلى من معدل زيادة الواردات العربية وبمقدار 16.7% عام 2003، فقد تراجعت حصة الواردات العربية في الواردات العالمية بدرجة طفيفة لتبلغ 5.2%، وذلك مقارنة بحصة قدرها 2.6% في عام 2002.. وقال التقرير الذى يصدر سنويا من الجامعة العربية ويوزع على جميع الدول العربية إن السعودية تحافظ على مركزها كأكبر مصدر إلى الدول العربية حيث ارتفعت قيمتها لتبلغ 3.6 مليارات دولار، وذلك مقارنة بحوالي 5.7 مليارات دولار في العام السابق. وتشكل صادرات السعودية للدول العربية حصة 30% من الصادرات البينية العربية، تليها الإمارات التي ارتفعت صادراتها إلى الدول العربية إلى 3.6 مليارات دولار عام 2003، مقارنة بحوالي 3.2 مليارات دولار في العام السابق، وتشكل حصة صادراتها البينية 17.1% من الصادرات البينية العربية. وبخصوص مساهمة الدول في الواردات البينية، تعتبر الامارات والسعودية وعُمان أكبر المستوردين من الدول العربية بما يزيد عن 7 مليارات دولار، وقد سجلت الإمارات أعلى قيمة للواردات البينية تقدر بنحو 2.7 مليار دولار ونسبة 13.5% من الواردات البينية العربية.. وتأتي السعودية كثاني أكبر مستورد من الدول العربية بقيمة 2.2 مليار دولار، وحصة 11.3% من الواردات البينية العربية، ويلي ذلك عُمان التي بلغت وارداتها من بقية الدول العربية نحو 2 مليار دولار عام 2003، وبنسبة 10.6% من إجمالي الواردات البينية العربية. كما بلغت واردات خمس دول أخرى، هي السودان والعراق والكويت ومصر والمغرب من بقية الدول العربية قيمة تزيد عن مليار دولار وتشكل مساهمتها الفردية نحو 5.6% في المتوسط، من إجمالي الواردات البينية العربية.