صدفة كالحلم التقينا تجمد الدم في عروقي فأخرس لساني وشل جسدي في لحظة غدوت كطفلة تمسك بجمرة ولأول مرة تخطو خطوة.. وتنطق كلمة فجأة أبصرت أمامي بئراً، فهممت أن أرتشف رشفة أروي بها ظمئي، فقد أشرفت على الهلاك ولكني خشيت أن يكون سماً زعافاً، خشيت أن أمد دلوي فتقطع حبال قلبي فربما خلف الوردة خنجر مسموم، كم أتوق إليك وكم أنا عطشى إليك وكم أخشاك وما أقسى أن نخشى لقاء من نحب، أحبك وأتمناك فلماذا أخشاك فكم تمنيت أن أنال رضاك وكم حلمت أن أحظى بلقاك؟ ياللمفاجأة يا أمنية الأماني يا شوقي ويا حلمي، لا تلمني ولا تحاسبني ففي قلبي أمل ضعيف أوهن من بيت العنكبوت سأرعاه سأحميه بعيداً عنك، أخشى أن يتحول هذا الأمل الضعيف إلى ألم عظيم؟ منذ أن ودعتني ودعت بهجة الحياة تركتني وتركت لي نارا تستعر في قلبي، كم أبكيك بحرقة وأبكي حبي لك، وكم أشكو هجرك وكم تجلدني سياط ذكراك، آه من هذا الثالوث المميت الذي يميتني عبر الزمن لم يعد يحتمل فكري هماً، ولم تعد تحتمل عيناي دمعاً، ولم يعد يحتمل قلبي ألما، ولم تعد تحتمل روحي جسدي وأحس أنفاسي سهاما تغرس في قلبي وتنزع منه لا أحسب أني جرحتك جرحاً فكل الجراح في قلبي سواء، فلم تتألم ألماً إلا وسبق ألمك ألمي ولم تفرح فرحة إلا وعانق الفرح قلبي يا توأم روحي لا تفكر لحظة أن أنساك فقد نسيت نفسي وكل الناس وذكرتك فجذور حبك تتنامى.. تتعملق في قلبي لم يعد لي قلب يحتمل بعدك، أنت روح في جسدي أنت نبض في عروقي وأنت ضوء عيني لم يحو قلبي حباً مثل حبي لك ولم يتعذب قلبي عذاباً مثل عذابي منك فكيف تصبح حباً فاق كل حب وكيف تصير عذاباً فاق كل عذاب؟.. يا نبض افراحي وأحزاني ويا سيد زماني ومكاني، قلبي المتيم بحبك يتقلب في بحر عذابك أعطيتك كل شيء فحرمتني من كل شيء إلا من عذابك، حفرت في قلبي ألف بؤرة للعذاب ورسمت في عيني الف صورة للحزن ورميت بفكري في قاع بحرك تتلاعب به أمواجك لتعزف على أوتار قلبي لحن الموت البطيء، فإذا رأيت بحراً هادراً فتذكر عمق الحب واضطرام الشوق في قلبي لك، وإذا رأيت عيناً تذرف دماً فتذكر أنها من فيض دمي وإذا رأيت بركاناً يستعر لهباً فتذكر سعير اللهب في قلبي منك، بدونك أتوسد الحزن وافترش الألم وألتحف الدمعة فيصهرني العذاب إذا كان حبي لك جرحاً فحبك أماتني وأمات كل شيء جميل في حياتي، جيوش الحزن تقتحم بوابة قلبي وأشباح من العذاب تطاردني، كل ما حولي أراه أطلالاً بالية، بدونك أصبح كل شيء بلا لون بلا طعم بلا رائحة، ما أسعد هذه الأرض التي تحتضن خطواتك ليتني ذرة من تراب هذه الأرض، وما أسعد تلك العيون التي تصافحك صباح مساء، ليت لي نظرة من بين تلك العيون أبصر بها الحياة فكل الحياة معك وكل الحب لك ويلفني الموت بدونك..