إن ما اقترفته أيدي المجرمين من جرم بحق هذا البلد الآمن ليعطينا دلالة صادقة بأن هؤلاء المفسدين حاقدون على ما تنعم به بلادنا من أمن ورخاء وصلابة في عقيدتها وأن أعداء الإسلام على اختلاف مشاربهم يقفون وراء هذه الأعمال الإجرامية التي تحدث في بلادنا فجماعات الشر وما تحمله من فكر ضال ومعتقد باطل يضعنا جميعا في صف واحد وفي مسؤولية مشتركة نحو التصدي لهم وما هم عليه من مسلك يخالف صحيح الدين ومنهج السلف، إن هذه الفئة الباغية وما تقوم به من أعمال إرهابية مصدره الجهل بأحكام عصمة الدماء التي أوضحها الإسلام بجلاء وبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته في أحاديث صحيحة فالغلو في الدين مسلك خوارجي وهو وسوسة شيطانية تقود أصحابها إلى تفريق الأمة وزعزعة أمنها وإعطاء الفرصة للمتربصين من أعداء الدين للنيل من الإسلام وأهله، وإن الخلط بين الجهاد والإرهاب هو ما نعيشه واقعا لم يتبينه هؤلاء الشباب المغرر بهم فالجهاد في شروطه وتفاصيله الشرعية وأحكامه قد أوضحه العلماء المحققون في كتبهم وخطبهم وفتاويهم أما ما يسكله هؤلاء من أعمال إجرامية ويمارس باسم الدين فهذا من الخلط الذي سلكه قبلهم الخوراج وإن هذه التنظيمات والتجمعات الإرهابية جنت على أمتنا وبلادنا بالآتي: أولاً: توظيف الشباب المتحمسين لتحقيق ما يريده الأعداء بأمتنا. ثانياً: النيل من قدرات الأمة وتفتيت عضدها وإزاحة الإسلام وعقيدته من طريقها ثالثاً: استهداف بلادنا كونها تحكم بشرع الله وهي رائدة في العمل الإسلامي ونصرة قضايا المسلمين في كل مكان. فاستخدام العنف وزرع بذوره في بلاد الحرمين الشريفين من أعظم الجرائم كون هذه البلاد المباركة حاضنة الإسلام ومنها سطع نور التوحيد وهي ثروة برجالها وقيمها وتحكيمها وهو ما يحرص عليه أعداء الدين في استهدافهم لهذا الوطن فما رأيناهم حاربوا وثنية أو قاوموا بوذية وإن قيام هذه الجماعات الإرهابية في بلادنا يضعنا جميعا في صف واحد لممارسة التصدي لهذه الفئة الشاذة ولابد من توسيع الدائرة لتشمل كل فئات المجتمع فالعلماء والخطباء والمثقفون ومديرو المدارس والمعلمون والآباء والأمهات ومكاتب رعاية الشباب عليهم من الواجب ما يجعل الشباب والناشئة يدركون ما يريده الأعداء منهم إضافة إلى بيان ما يعتقده أصحاب هذا الفكر الضال والتوجه الفاسد. إن ما حدث في بلادنا المباركة من أحداث إجرامية أمر يستحق من الجميع الاهتمام به والتصدي لمن قاموا به فهؤلاء قلة أرادت أن تسيء إلى الدين بأفعالها وأعمالها وإلا ما ذنب الآمنين في مساكنهم وطرقاتهم حتى يموتوا أو تقطع أطرافهم أو تتعرض ممتلكاتهم للدمار من جراء تلك الأعمال الإجرامية. إن علينا جميعا أن نقف وقفة واحدة ترد هؤلاء إلى صوابهم وتوقظهم من غفلة الجهل والحسد وما نريده ونطلبه من الله هو تمكن رجال أمننا من القضاء على هؤلاء واقتلاع بذورهم من بلادنا ليستمر الأمن في أرض الحرمين الشريفين. أسأل الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وإسلامها وقادتها ويحمينا جميعا من كافة الشرور ودواعي الفساد.