لم يكن موعده مع المجد مجرد مصادفة أو لقاءً عابراً في مفترق الطرق بل كان موعداً لرجل صنع تاريخ أمة.. فكان المجد سبيله.. ليسجل التاريخ ميلاد أمة مع وثبة فارس أشم لم يكن استرداد ملك آبائه وأجداده والانتقام هدفاً له -وان كان ذلك حقاً مشروعاً له- ولكنه جاء ليصنع المجد لأمته ويرفع راية التوحيد شعاراً لها والسيف حامياً لقيمها ومبادئها، فدانت له الرقاب وتحققت له الفتوحات، ففتحت صفحات التاريخ له ولأمته ليكتب فيها أروع الملاحم وأبدع الإنجازات. كان العفو منهجه.. وذلك من شيم العظماء. وكان الحق ديدنه.. فكان المجد عنوانه انه عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود. رجل جاء في زمن الهزيمة والانحطاط والاحباط ليسجل أروع الملاحم.. ملاحم العز والنصرة للدين أولاً ثم لقيام دولة التوحيد على أرض البطولات والملاحم، فكانت هذه الدولة الفتية وهذا الشعب الرائع الذي يسير على نهج الموحد العظيم - طيب الله ثراه -. ولعل أروع ما في هذه الأمة أن الأسس والمنهج الذي وضعه المؤسس هي نبراسها الذي تسير عليه اليوم وغداً وسوف تورثه للأجيال القادمة.. ولهذا نجدها تسير من مجد الى مجد ومن إنجاز الى إنجاز ومن حسن الى أحسن انه روعة الاعجاز والانجاز. وما دام أننا نسير على نهج المؤسس فلن نخيب ابداً. ولعلنا نلمس ذلك اليوم في كل شؤون حياة وكيان هذه الأمة.. فمن توفيق الله للملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- ان رزقه ذرية صالحة تسير على منهجه ومبادئه وقيمه التي رسخها قبل سبعين عاماً. ونلمس ذلك اليوم في احد المواقف العصيبة التي يمر بها العالم بعد الاحداث الارهابية التي شهدتها الولاياتالمتحدةالامريكية حيث حمل احد أحفاد الموحد قيم ومبادئ جده ويقدمها لدولة عظمى وهي تمر بمحنة كبرى لم تشهدها من قبل فأكد لهم موقف المملكة المتفرد عندما حث صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أمريكا على ضرورة ان تكون حملتها ضد الارهاب متزنة تهدف الى العدل لا الانتقام، نعم العدل لا الانتقام وهذا هو منهج المؤسس والموحد العظيم فكان له ما أراد فأسس دولة تستظل براية التوحيد وتسخر كل مقومات الحضارة والمدنية لتسجل شعبها في طلائع الشعوب المتقدمة في كل المجالات. فرحم الله عبدالعزيز صانع الأمجاد وحفظ الله ابناءه البررة الكرام الذين يسيرون على منهجه ومبادئه وأسسه. ومن عز الى عز ومن مجد الى مجد يا بلد الامجاد والخيرات، وقبلة على ثراك الطيب في ذكرى توحيدك. [email protected]