تتنوع المتنزهات البرية في منطقة الرياض فلا تقتصر على موسم الربيع وهطول الأمطار، فإن هواة الرحلات لا يقفون عند حد فصلي الشتاء والربيع، بل تعدى ذلك فلم يمنعهم ارتفاع درجة حرارة الجو من التنقل في رحلات برية في فصل الصيف، ومن المواقع التي تجذب اهتمامهم المواقع الأثرية وخصوصاً الموجودة في مواقع نائية خارج المدن التي يتناسب معها مسمى (الآثار البرية) ولعل ما يجذبهم لهذه الآثار وجود المتعة في زيارتها وأخذ العبرة منها، وخصوصاً أن بعضها قديم جداً غائر في التاريخ، ومنها ما هو دليل على تحدي الأجداد لصعوبة الحياة، ومنها ما يحكي أروع قصص البطولات التي سطرها أجدادنا. وتتنوع الآثار البرية في منطقة الرياض، فمنها النقوش القديمة والأطلال ودروب الإبل والمراقيب والقصور الطينية والصخرية والآبار، فنذكر منها على سبيل المثال: (النقوش الثمودية شمال مصيقرة على طرق مكة التي تدل على وجود السباع والوعول والنعام في هذه المنطقة في الأزمنة السابقة، والنقوش القديمة في جبل برمة وجبل البراشيع شرق الرياض، والأحجار القائمة جنوبالمزاحمية التي حيّرت الباحثين، فلم يعرف ما هو الهدف من وجودها، وأطلال المباني الحجرية في جبل الفهدة جنوبالمزاحمية، والنقوش القديمة على الصخور في أعلى وادي الفريشة جنوب شرق المزاحمية، وقصر أبو جفان وبئر القموص ودرب الخشبي جنوب شرق الخرج والذي يدل اختيار مكان هذا القصر على ذكاء وحنكة الملك عبد العزيز رحمه الله، ومرقاب رغبة الفريد من نوعه، وقصر الشمس جنوبمرات، وآبار مصدة في جبال العرمة، ودرب أبا القد شرق المزاحمية الذي يدل على تغلب أجدادنا على صعوبة الحياة، ودرب مصيعط، ودرب زبيدة، ودرب السقطة، شرق ضرماء، ودرب أبا الغبطان غرب العيينة الذي يسميه الرحالة الأجانب حافة الموت أو نهاية العالم، ودرب عجلان شرق نعام الذي قال فيه الملك عبد العزيز قصيدة رائعة، وغار الإمام تركي في عليه، وعين العيينة، وقصر الثرماني شرق البرة الذي سطر فيه الأجداد أروع قصص البطولات في زمن غاب فيه الأمن والاستقرار) وغيرها الكثير حصرتها لتكون ضمن سلسلة المتنزهات البرية في منطقة الرياض.