هل شبابنا المنخرطون في مراحل التعليم المختلفة والخريجون الذين يمثلون فئة المثقفين يهتمون بالقراءة التي تؤهل للارتقاء بالعقل والفكر؟ حقيقة ستكون الإجابة: (أشك في ذلك). فشبابنا لديه اهتمامات أخرى غير القراءة، منها: معضلات التوظف، والسكنى والزواج، والمعيشة... الخ، من صعوبات اجتماعية تضطرنا للتفكير في كيفية مد يد المساعدة لهؤلاء الشباب كي نمكنهم من اجتياز تلك الصعاب. نعم هذه هي معظم هموم الشباب والذي يكرسها ولا يساعد في حلها ذلك السيل المنهمر في وسائط الاتصال الحديثة، وهذا الخضم الزاخر من الفضائيات سواء كانت على الصعيد المحلي والعربي او تلك المساحة الممتدة عبر الآخر (الأجنبي) ومخرجات هذا الواقع الانتشاري التراجع الشديد في القراءة.والأمر الأدهى ان المناهج التعليمية تكرس هذا الواقع، وان ايقاع الزمن السريع يشكل مصدات تحول دون التفرغ للقراءة، وان كان فهو تحصيل القليل لعدم وجود وقت للتحليل والتفسير والنقد.. ولأن الحصول على المعلومة ثمة وسائط تنقل وتعرض المعلومة دون جهد لبلوغها او الحصول عليها، من هذه الوسائط المذياع والتلفاز وكذلك حسب طبيعة العصر (الإنترنت).والحق نقول ان المعلومة المستخرجة عبر برامج هذه الوسائط ليست كافية لرصيد المعرفة الإنسانية، فهي وقتية مرتقبة حديثة.نسوق هذا القول الداعي للاهتمام بالقراءة ونحن في مجتمع تصل الأمية فيه لأكثر من 50% أمية هجائية مما يجعلهم يقفون على هامش ثورة التكنولوجيا مشدوهين والنصف الثاني نصفهم لا يستطيع مواكبة ثورة المعلومات والاتصالات وذلك لأنه نأى عن امكانات تناول المستحدث في الكتاب المطبوع ولم يستطعم حروفه الهجائية الراكضة في اللا محدود من المعلومات في نفس الوقت ليس ثمة اهتمام بانتقاء واقتناء الكتاب غير المدروس. ولهذا فمعظم شبابنا غير ممكن من تخطي مشكلات الواقع وغير قادر على التصدي لتحديات العصر مما يقضي على طموحات وتوقعات ما هو آت مما يفقده مقومات توازن الشخصية. وإذا تجاوزنا المستوى الفردي والاقتناء الشخصي للكتاب لصقل عملية القراءة وامكانات التحصيل الذاتي لاكتساب المعلومة تلو المعلومة، فهو يصدق كذلك على المكتبات العامة والتي غالباً يلجأ اليها طلاب الجامعة والدراسات العليا وهي فئة ان كانت متميزة فهي قليلة العدد جدا في عددها وتخصصاتها المختلفة وكذا ابحاثها المتعددة والمتفردة. نسوق هذا عزيزي القارئ لنؤكد ان القراءة فيها نماء للعقل وتأثير على نمط الشخصية وإثراء للثقافة الإنسانية ودعم للحياة نظرا لان القراءة هي المعين للعلم والثقافة والحياة. من هذا المنطلق يتوجب اكتساب عادة القراءة والاهتمام بها وتهذيبها والمداومة عليها فهي مصدر المعرفة وأساس فهم الحياة وهي شعلة اذكاء العقل وتنويره مما يتيح له التفكير الناقد وتكوين الاتجاه العلمي ودعم الرأي القائم على المقدمات الصحيحة والنتائج الاستدلالية مما يحدد ملامح الشخصية ومما يتيح فرصة حل مشكلات الواقع وتجاوز هذا الواقع وصولا لمتطلبات المستقبل ودواعيه.ومن قائل ان القراءة لها تأثير فاعل وموجب على حجم المعرفة وعلى كنه الإنسان كون أنه إنسان واعي بتطور عصر المعلومات مما دفع بتزايد أهمية دور القراءة والاطلاع المدرك على حياة الإنسان وتفعيل دوره في بناء المجتمع المستنير. والواجب المحتوم علينا ان نشجع ابناءنا على القراءة وتناول الكتاب بشغف وحب واهتمام وتقبل مع الإيمان بأن الاطلاع متعدد المشارب والتنقل بين الكتب التراثية والعلمية الحديثة التي تتيح للشباب الانتقال الى العالم الجديد والآفاق العلمية الجديدة وتخطي صعوبات الحياة وتوسع المدارج الفكرية وتهذيب الوجدان والمسلكيات. إزاء ذلك يجب العمل على تحفيز الشباب على الاقبال على القراءة في حب للحكمة والمعرفة ومن حسن الاهتمام بإدارة المسابقات وتقديم الجوائز المناسبة، وفتح المكتبات العامة وتيسير عمليات الاستعارة الداخلية والخارجية وتزويدها بأحدث الإصدارات والكتب.وحث الشباب على الإطلاع هو تشجيع لتعرف الجديد في الثقافة والعلم لخلق الشخصية الثقافية ونمط الإنسان العلمي المفكر القادر على التواصل مع ماضي أمته من جانب ومن جانب آخر العيش وسط تلك التحديات العالمية وما وراء تلك الأحداث الهادرة في جنبات العالم المعاصر.إن القراءة في المنظور السلوكي تستخدم كعلاج لبعض من العلل النفسية، وتحسين للقدرات العقلية، وبناء للشخصية، فضلاً عما تمد به الإنسان من غزارة في المعلومات ومن طاقة وقدرة على البحث والتنقيب في كافة المجالات الأدبية والعلمية والتي تعبر عن الوجدان والعقل والهموم والطموحات.