من بين الأدغال الإفريقية.. والأشجار اللوزية.. أطفال ليس كالأطفال ..أطفال أخذوا من الطفولة اسمها ورسمها! ..ولم تحمل حياتهم معناها.. طفولة لم يتذوقوا منها سوى ..حروفها التي تطبع على ملامحهم.. لم يفرحوا بدمية بين أيديهم.. أو سيارة صغيرة تبهرهم إضاءة أنوارها.لم يعرفوا.. كرة تتلقفها أرجلهم..أطفال هم لم يعيشوا الطفولة.. لم يجدوا الكساء ..ليحلموا بملابس زاهية.. جميلة.. أنيقة..لم يهنأوا.. بأطعمة متنوعة.. لم يتذوقوا قطع الحلوى كالأطفال!!..ألم الجوع رفيقهم.. أجساد..نحيلة.. عظام بارزة وأيدٍ صغيرة..مكسوة بجلد ..أغمض الكون عيونه..وأصمّ العالم أذنيه.. ونسي أن هناك من يحتاجه.. موت يتربّص بهم.. وكل يوم تهدي .المجاعة للموت.. فرداً.. فرداً..أطفال لم يهنأوا بطفولة.. أو لعب كالأطفال الذين..تبهرهم الملاهي.. وألعابها المجنونة..حتى أحلامهم لم تسعفهم ليتخيلوها ..فقط.. صنعت لهم أحلامهم.. خيالاتهم.. قطعاً من طعام زائد.. قطرات ماء تجتمع ..في كوب صغير.. وثوب رث بلا أزرار!! ..طفولة.. سلبها الدهر كل شيء.. ولكن بقي ..شيء لم يسلبه ولن يسلبه...ابتساماتهم التي تشق وجوههم.نظراتهم التي تمنح اليوم وكل يوم..تفاؤلاً بسعادة قريبة..طهرهم.. براءتهم.. صفاء قلوبهم..رغم الحرمان بقي..أجساد بالية بلا رداء.. أفواه..مفتوحة تحلم بغذاء..فهل سيستيقظ العالم قبل فوات ..الأوان.. وبوار الأطفال؟..فما زالوا....ينتظرون إجابة من العالم..علّه يستيقظ سريعاً؟؟.