لا يوجد شيء أكثر متعة في هذه الحياة من الأعمال الخيرية. الحديث عن الجمعيات الخيرية لو أردنا الخوض فيه لطال حديثنا، من هنا أقول: الأمر الذي دفعني إلى كتابة هذه المقالة هو عندما اطَّلعت على التقرير السنوي الثاني لجمعية البر الخيرية بالأرطاوية؛ حيث كان التقرير يوضح الإيرادات والمصروفات والتبرعات التي وصلتها وأنشطتها الحقيقية. من خلال التقرير أعتبر هذه الجمعية عصامية استطاعت أن تشق طريقها رغم ما اعترضها من معوقات، منها قلة الموارد، وتكلفة مبناها الاستثماري الذي تم إنشاؤه مؤخراً، ولكن وُفِّقت بوجود أعضاء ورئيس حاولوا الصمود مع جمعيتهم أمام هذه الظروف حتى ظهرت إلى حيِّز الوجود، حتى انتشر نشاطها أكثر حتى شملت مساعدتها المحتاجين والأرامل والأيتام. ها هي اليوم تعمل -ولله الحمد- رغم العوائق التي واجهتها، ولكنها ما زالت بحاجة إلى مزيد من الدعم، بحاجة إلى عطاء من أهل الخير، بحاجة إلى أيدٍ تُنفق لينفق الله عليها، بحاجة إلى تضحيات مالية من كل مقتدر. (هذه الجمعية يتيمة وتحتضن أيتاماً) ليس يتيماً واحداً، بل أيتام تتولاهم جمعية البر الخيرية بالأرطاوية، فعندما ننظر إلى أغلب الجمعيات الأخرى نجد لها استثمارات تجارية، لها دخلها السنوي، هذا الأمر هو الذي جعل جمعية الأرطاوية يتيمة، رئيسها وأعضاؤها أملهم بأن يكون لها استثمارات مثل غيرها، ولكن كيف يتحقق ذلك إذا لم يكن لها دعم قوي من رجال أعمالٍ قادرين؟!