استشهد المواطن الفلسطيني محمد موسى الحاج (24 عاماً) وثلاثة آخرون برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء تبادل للنيران في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة صباح أمس الخميس، وقالت مصادر فلسطينية ذكرت ذلك أن محمد الحاج الذي كان يتصدى مع آخرين للتوغل الإسرائيلي في المخيم، كان ناشطا في حركة المقاومة الإسلامية حماس. وصرح الدكتور بكر أبو صفية مدير الاستقبال والطوارئ بمستشفى الشفاء بمدينة غزة بأنه أصيب بعيار ناري في القلب قضى نحبه على أثره مشيراً إلى أنه تم تحويل ثلاث إصابات إلى المستشفى من شمال القطاع.وكانت مصادر طبية فلسطينية أفادت بأن سبعة فلسطينيين أصيبوا بجروح مختلفة إثر هجومين شنتهما مروحيتان إسرائيليتان ليل الأربعاء الخميس على مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وقال شهود عيان إن معارك ضارية نشبت في شمال قطاع غزة أمس الخميس حينما دخل رتل من الدبابات الإسرائيلية مشارف مخيم جباليا للاجئين أثناء حملة بحثاً عن نشطاء يطلقونصواريخ على إسرائيل. واشتبك مسلحون فلسطينيون مع القوات الإسرائيلية بعد يوم من نشر القوات فيما سماه الجيش عملية غير محددة المدة، وترددت أصداء انفجارات شديدة وقال سكان إن مروحية تحلق فوق الرؤوس أطلقت صاروخاً على المسلحين، وجباليا أكبر مخيمات اللاجئين في قطاع غزةوالضفة الغربية ومعقل للنشطاء وموطن لنحو مئة ألف فلسطيني.وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلية المدعومة بعشرات الآليات العسكرية قد قطعت الطرق الرئيسية الموصلة إلى مخيم جباليا، حيث احتلت منطقة شارع السكة (المدخل الشرقي لمخيم جباليا) وسيطرت على مبنى الإدارة الأمنية المتحكم في مدخل المخيم الذي يصله بشمال قطاع غزة.. بينما تمركزت آليات عسكرية بمنطقة تلة الحاكم وتل الزعتر.وقد شن الجيش الإسرائيلي الأربعاء عملية عسكرية واسعة النطاق استمرت صباح أمس الخميس في قطاع جباليا بحجة السعي إلى منع إطلاق صواريخ القسام انطلاقاً من هذا القطاع، وأمس الأربعاء تم إطلاق سبعة صواريخ قسام باتجاه جنوب إسرائيل، غير أن مصادر إسرائيلية زعمت أن ذلك لم يؤد إلى حدوث خسائر، وشملت الاعتداءات الإسرائيلية قيام قوة إسرائيلية خاصة مساء الأربعاء باختطاف شرطي فلسطييني من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية أثناء وقوفه أمام مركز شرطة المدينة. وقالت مصادر فلسطينية إن قوة إسرائيلية خاصة كانت تستقل سيارة مدنية هاجمت الشرطي مصطفى حسام الدين دراغمة وسيطرت عليه قبل أن تضعه داخل السيارة التي كانت تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، وأوضح الشهود أن أفراد القوة كانوا يرتدون زياً مدنياً ويتسلحون بأسلحة خفيفة للتمويه.وحذرت مصادر أمنية من تكرار عمليات الاختطاف خاصة في ظل تحليق مكثف لطائرات الرصد والاستطلاع في سماء المدينة منذ صباح الأربعاء. وعلى صعيد آخر انتقد وزير الخارجية البريطاني جاك استرو خطط إسرائيل لبناء ألف منزل إضافي للمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية. وقال سترو في مقابلة نشرتها صحيفة الجارديان أمس الخميس إن أحدث إعلان عن المستوطنات في تقديري خطير جداً لأنه قد يؤدي إلى تطويق القدسالشرقية وفصل القدسالشرقية عن الضفة الغربية. وأضاف قوله (إنه خارج خارطة الطريق) وهي إشارة إلى خطة سلام دولية للشرق الأوسط، وقال: الشيء الذي أشعر بقلق كبير منه هو الطريقة التي تتطور بها الحقائق على الأرض وتقوض حل الدولتين الذي يسانده المجتمع الدولي دولة آمنة لإسرائيل ودولة لفلسطين لها مقومات البقاء.