في الغرفة رقم 426 بالدور الرابع في فندق اليمامة ألتقيت 3 من لاعبي المنتخب القطري واحداً منهم لم يشارك مع فريقه في هذه الدورة وكان في الدورة الأولى قد حصل على كأس أحسن لاعب، والثاني هو الآخر لم يشارك فريقه في هذه الدورة بما فيه الكفاية، أما الثالث فهو لاعب أساسي يلعب في خط الوسط وساهم في هذه الدورة بإيجابية.وهؤلاء اللاعبون هم: خالد بلان - طالب بلان. محمد غانم.وقد دار بيني وبينهم حديث أورده كما يلي: * قلت في بداية الحديث.. وكان سؤالي موجهاً للاعب خالد بلان: ممكن أن تعرف لنا خالد بلان أحسن لاعب في دورة الخليج الأولى. - خالد: خالد بلان هو لاعب أدى واجبه على أكمل وجه.. وتحمل المسؤولية تحملاً كاملاً.. وفي النهاية حصل على ما حصل عليه. * طالب يرد: هذا غرور يا أخي!.. - خالد يعقب: وهم اختاروني ليه!.. من شان سواد عيوني؟ * قلت: اتركونا الآن من هذا الموضوع، فقد بذل خالد جهداً استحق عليه كأس أحسن لاعب.. والآن أريد منك يا أخ خالد أن تشرح لنا أسباب الإصابة التي جعلتك تتخلَّف عن مشاركة فريقك في هذه الدورة؟ - خالد: سبب إصابتي التي تسببت في تخلفي عن مشاركة فريقي هي كالتالي: طلب إلي أحد الأصدقاء أن أوصله إلى أم الصلال ففعلت وعند العودة كنت مسرعاً فاصطدمت السيارة بحجر كبير مما جعلني أفقد السيطرة على مقود السيارة فانقلبت أكثر من مرة في المرة الأولى كانت القلبة قوية.. وفي الثانية أستطعت أن أقفز من السيارة ولولا عناية الله لكنت فارقت الحياة. وإنما أصبت بإصابات بالغة كسرين في الفقريات وكسر في الكتف الأيمن وشرخ في الحوض وإصابة في الكيلة اليسرى وفي المثاني.. وأنا ما زلت تحت العلاج وبسبب حبي للجمهور الرياضي في السعودية الشقيقة الكبرى تركت علاجي في إنجلترا وحضرت إلى الرياض لأشاركهم هذه الدورة لا بصفتي لاعباً وإنما عضو إداري في متنخب قطر. * قلت: نتمنى لك شفاء قريباً وأن تعود للملاعب في فورمتك المعهودة. - خالد: شكراً. * قلت: لكن الجمهور الذي خسرك كلاعب من خلال هذه الدورة بماذا ستعوِّضه؟.. - خالد: بالحضور بعد شفائي إن شاء الله للعب مع فريقي في الملاعب السعودية. * طالب يعقب: إذن فهو وعد؟ - محمد غانم يعقب أيضاً: ووعد الحر دين عليه. * قلت: بماذا تعلل أسباب المستوى السيئ الذي ظهر به فريقكم في هذه الدورة.. أخ خالد؟ - خالد: العامل الأساسي في هذا المستوى السيئ الذي ظهر به منتخب قطر هو تخلف معظم لاعبيه (الأساسيين بسبب) إصاباتهم في الدوري، والعامل الثاني هو قلة الاحتكاك وانعدام الخبرة في الموجودين. * قلت لخالد: خالد بلان.. طالب بلان هل هما ثنائي خطر أم ماذا؟ - أطرق قليلاً ثم رفع رأسه.. في الوقت الذي عاد فيه طالب إلى مكانه على السرير المقابل إلى جانب محمد غانم الذي كان يصغي بانتباه لجميع أسئلتي.. حتى يكون.. كما يبدو على استعداد حين يأتيه دوره. - خالد: (مستفسراً) ماذا تريد مني أن أقول؟ .. إنني.. وهنا قاطعه طالب قائلاً: قل نعم إنه ثنائي خطر يلعب لخط هجوم ناديه العروبة بطل الدوري والكأس. * قلت: وعلى ماذا تعتمدان في اللعب.. أي بأي أسلوب تلعبان؟ - خالد: أنا طبعاً صانع ألعاب وأعتمد على حسن تمركز طالب وبراعته في التسديد. * هنا كان لا بد لي أن أوجه سؤالاً لمحمد غانم لاعب خط وسط المنتخب القطري! فقلت: أنت تلعب للمنتخب في خط الوسط هل هو نفس المركز الذي تلعب فيه لفريقك؟ - محمد غانم: (بعدما اعتدل في جلسته) نعم نفس المركز. * قلت: ما هي.. من الوجهة الفنية.. الشروط المطلوب توفرها في لاعب الوسط؟ - محمد غانم: اللياقة البدنية العالية.. المهارات الفردية.. المحاورة الهادفة، حسن الاستقبال والتصريف وإجادة التنويع هذا بالنسبة للهجمات حتى تأخذ انتباه المدافعين وتصرفهم عن المراقبة. * قلت: (وسؤالي موجه لطالب بلان) لقد عرفنا الأسباب التي جعلت خالد يتخلف هذا العام عن مشاركة المنتخب.. ونريد أيضاً أن نعرف منك الأسباب التي جعلتك لا تشترك في هذه الدورة إلا في مباراتكم مع منتخب البحرين ولمدة ربع ساعة؟ - طالب: لا بد أنك تعلم أننا وصلنا من قطر إلى الرياض بطريق البر.. وكنتيجة لهذه الرحلة ساءت صحتي ومرضت فور وصولي ومكثت يومين في الفراش، بعد ذلك نزلت للتمرين وحصل لي تمزق في عضلة الفخذ.. ولذلك فقد تأخرت عن المشاركة في مباراتنا مع منتخب الإمارات.. وفي مباراتنا مع منتخب البحرين اشتركت في كرة مع الحارس البحريني وكان أن أصبت مرة أخرى وما استطعت أن أكمل المباراة. وعموماً لقد كان هذا العام بالنسبة لي عاماً رياضياً نحساً، إذ أصبت في بغداد أثناء اشتراكنا في دورة كأس فلسطين ولم أتمكن من اللعب مع فريقي ضد الجزائر.. وبعد ذلك لعبت بمستوى أقل بكثير من مستواي العادي. * والشيء الجدير بالذكر هنا هو أن اللاعب طالب بلان خريج كلية الآداب جامعة القاهرة.. ولذلك كان لزاماً علي أن أتوجه إليه بالسؤال التالي:في هذه الدورة تحققت مجموعة كبيرة من الأهداف وذلك بسبب تعادل المنتخب السعودي والمنتخب الكويتي في أولى مباريات الدورة والسباق بينهما إلى تحقيق البطولة عن طريق حيازة أكبر قدر ممكن من الأهداف .. فما هي من وجهة نظرك مساوئ هذه المادة من نظام الدورة وما هي آثارها على بقية المنتخبات التي تحضر وتشارك بقصد الاحتكاك والاستفادة؟ - طالب: من مساوئ هذه المادة أنها أولاً تفقد المباريات رونقها.. وتضفي عليها نوعاً من الارتجال الذي يسببه السباق إلى المرمى لتحقيق أهداف كيفما اتفق.. بعيداً عن التخطيط والتنسيق واللعب الاستعراضي بعد أن يضمن الفريق فوزه بعدد معقول من الأهداف..ثم إنها قد تتسبب في تعقيد لاعبي بعض المنتخبات حديثة العهد بالمسابقات الكبيرة.. وبالتالي أعتقد أنها بعيدة عن روح المشاركة الصحيحة ولا تتيح مجالاً للمنتخبات الصغيرة للاستفادة من تجارب كبار اللاعبين من نجوم المنتخبات الكبيرة وهي تواجه هزائم كبيرة وبأعداد وافرة من الأهداف .. وبودي لو جعلت مباراة فاصلة بين المنتخبات التي تتساوى في عدد النقاط وهو أمر أحسن وأجدى للمنتخبات الصغيرة.. وهذه وجهة نظري أنا شخصياً. * لم أكن حين حضرت قد أعددت الأسئلة لهذه المناسبة وإنما كنت أستمدها من واقع الحديث..ولذلك جاءت مفككة وليس بينها ترابط.. فكان هذا السؤال لمحمد غانم عن تأثير تخلف خالد بلان عن الاشتراك معهم.. فأجاب قائلاً: - محمد غانم: كثيرون من نجوم الفريق تخلفوا هذا العام عن المشاركة ومن بينهم خالد وشقيقه طالب وعبد الأمير وهم من خيرة اللاعبين فكان بالطبع لهم تأثير كبير على أداء المجموعة، أما بالنسبة الأخ خالد فتأثيره على الفريق بلا شك كان تأثيراً كبيراً ويكفينا انه نجا من موت محقق ويسهم معنا بخبرته وإرشاداته القيِّمة ويسندنا بتجاربه. * وبعد هذه الإجابة عدت أسأل خالد بلان.. قلت: من منكما أكبر سناً من الآخر أنت أم طالب؟ - خالد: طالب يكبرني بسنتين. قلت: السؤال الآن لك أخ طالب.. هل تعتقد أن خالد بعد شفائه سوف يعود إلى الملاعب بنفس مستواه السابق؟ - طالب: أحب أن أبشرك أولاً أنه حسب قول الدكتور أنه سيعود إلى الملاعب بعد عام إن شاء الله.. ومن خلال معرفتي له أستطيع أن أقول إنه بعد عامين سيستعيد مستواه الحقيقي. - خالد: إن لم أعد لمستواي الحقيقي سوف أعتزل. * قلت: (وسؤالي موجه لطالب) ما هي عيوب خالد وما هي كذلك محاسنه؟ - طالب: عيبه عندما تكون الكرة في حوزته يحاور كثيراً ومن محاسنه حينما تكون الكرة مع أحد زملائه يفتح خانة بسرعة.. وكذلك هداف بكلتا قدميه. - خالد: أنا لا أحاور حباً في المحاورة وإنما بقصد سحب أكبر عدد ممكن من المدافعين حتى أسهل مهمة طالب. * قلت: سؤال أخير أخ خالد: من خلال مشاهدتك للمنتخبات المشتركة ما هو الشيء الذي ترى أنه ما زال ينقصها؟ - خالد: 1 - بالنسبة لمنتخب السعودية لا ينقصه سوى اللعب الجماعي.. لياقة أفراده ممتازة ولعبهم رجولي وهو ما نراه نحن غريباً، حيث الميوعة في اللعب ما زالت متفشية بيننا. 2 - منتخب الكويت متكامل بالنظر إلى مستوى كرة القدم في الخليج.. أما لو وسعنا دائرة النظر إلى مستوى المنتخبات العربية لوجدناه في بداية الطريق. 3 - منتخب البحرين ينقصهم الاحتكاك وتنقصهم التجربة ولذلك فإن مستواهم غير ثابت. 4 - منتخب الإمارات ما زالوا في بداية الطريق وهو ما زال طويلاً أمامهم وبدايتهم حسنة. 5 - منتخب قطر بدأ كما تعلم بالاشتراك في دورة الخليج الأولى وفي دورة كأس فلسطين وهذه الدورة وأمامنا فرص لنكمل النواقص فيه وبالجهود أن شاء الله سوف يتحسن مستوى كرة القدم في الخليج وفي السعودية. * قلت: أعتقد أنني شاركتكم وقتكم وأخذت عليكم منه الشيء الكثير. - خالد: بالعكس يشرِّفنا كثيراً أن تكون معنا باستمرار .. بلِّغ تحياتنا لقراء الجزيرة.