يمتزج الأسى والحزن على مئات القتلى في المدرسة الاوسيتية مع حالة من الغضب العارم لدى اهالي الضحايا بسبب ما يرون انه اكاذيب مارستها السلطات عليهم للتقليل من حجم الكارثة حتى وهي في لحظاتها الاولى، في الوقت الذي يتناقل السكان قصصاً عن العديدين من المفقودين الذين لم يعثر لهم على اثر بين الموتى ولا الجرحى ولا بين الناجين. فقد اعلن متحدث باسم حكومة اوسيتيا الشمالية لي دجوغاييف ان السلطات الاوسيتية ابلغت بفقدان 18 من الرهائن السابقين لم تعثر عائلاتهم عليهم بين الجرحى في المستشفيات ولا على جثثهم بين القتلى. وقال المصدر نفسه ردا على سؤال لوكالة فرانس برس بعد معلومات عن هؤلاء الرهائن ان سبعة من هؤلاء الرهائن المفقودين شوهدوا احياء على حد قول اسرهم، بعد اخلاء المستشفى وفقدوا منذ ذلك الحين. وحول هذه المعلومات، اشار المتحدث الى تعليقات اطباء نفسيين قالوا انهم يعرفون اشخاصاً يعتقدون تحت تأثير ضغط شديد، انهم تعرفوا على ابنائهم مع ان ذلك يكون مجرد تشابه بين اطفال. ولم يستبعد المتحدث ان يكون هؤلاء بين 115 قتيلا لم يتم التعرف على جثثهم حتى الآن بينها 42 بقايا جثث لا يمكن التعرف عليها بدون تحليل وراثي. كما انه اشار الى احتمال ان يكون اطفال في حالة صدمة فروا من المدرسة التي كانت تحترق وحيث احتجزوا 53 ساعة، واختبأوا في مكان ما لا يجرؤون على مغادرته.وأخيرا قال دجوغاييف ان بعض الاطفال المصابين يمكن ان يكونوا قبلوا بغير اسمائهم، مشيرا الى صبيين يرفضان ذكر اسميهما بسبب الصدمة النفسية التي تعرضا لها. وبعد ثلاثة أيام من كارثة مقتل أكثر من 400 من الاطفال والبالغين في أسوأ هجوم من نوعه في روسيا مازال أقارب الضحايا المكلومون والمراقبون في العالم يتطلعون إلى معرفة ما حدث بالتحديد في تلك المأساة. وقال رئيس أوسيتيا الشمالية الكسندر دزازوخوف الذي كان يتوق فيما يبدو لطمأنة شعب اعتاد تداول معلومات مغلوطة من السلطات (يجب أن نخبر الناس بالحقيقة كاملة ونوضح لهم حقيقة ما حدث). لكن الشعب الروسي غير مقتنع فيما يبدو فالشعور بالأسى إزاء فقدان ذويهم يمتزج بالغضب الشديد حيال المحاولات الواضحة لتقليل حجم الكارثة التي وقعت في أول أيلول - سبتمبر. وقال أحد سكان مدينة بيسلان حيث وقعت المذبحة (منذ الدقائق الاولى لهذه المأساة خدعنا نحن والبلاد بأكملها). فبعد يوم من حصار المدرسة في أول يوم للدراسة تساءل السكان المصابون بالحيرة عن السبب الذي حدا بالسلطات إلى التقليل على نحو متواصل من عدد الرهائن الموجودين داخل المبنى. فقد أصر مسؤولون حتى انتهاء الحصار على أن هناك 354 رهينة داخل المدرسة وهو أقل من ثلث العدد الاجمالي الحقيقي للرهائن داخلها. وقال أحد المحليين لصحيفة (موسكو نيوز) (نشأنا جميعاً هنا والناس الذين يعيشون في هذه المنطقة يذهبون جميعاً إلى هذه المدرسة وكان داخلها أكثر من ألف). وتكهن الإعلام الروسي بأن السلطات تعمدت تقليل العدد الحقيقي للمحتجزين تجنباً لإشاعة الذعر على نطاق واسع. وجاءت صيحات الغضب الحقيقية حينما تحدث مسؤول كبير في جهاز أمني عن (عملية ناجحة) لتحرير الرهائن.