عندما أتذكر شخصية بعضهم أتذكر مباشرة الكرتون بكل تفاصيل صفاته.. وقد يستغرب البعض من هذا التشبيه الغريب.. ويعتقد أنه لا محل لذلك لا من قريب ولا من بعيد.. ولا أبالغ إن قلت إن الفرق الوحيد هو أن احدهما محسوب على الكائنات الحية فقط. وبشيء من التأمل فإن الكرتون مصنوع من مادة ورقية خفيفة.. تبقى كذلك مهما حاولوا زيادة سمكها.. عادة ما يكون فارعاً مجوفاً مهما كبر حجمه.. وتفنن الفنانون بتشكيله.. او غيروا من لونه ووضعوا عليه أثمن الأصباغ وألصقوا عليه اجمل الورود.. قد يلفت الانتباه ولكنه في الحقيقة يبقى كرتوناً.. يخدم في بعض الاشياء ويحمل شيئاً من المتاع ولكنه لا يستطيع حمل كل شيء لان له حجماً معيناً ووزناً محدداً والا تكسر وتهشم ومن اهم ميزاته انه خفيف يسهل حمله ورفعه لدرجة أن الهواء يستطيع حمله إلى مسافات بعيدة.. ويتأثر بما يحيط به من هواء وشمس وماء.. فإن جاءه الهواء طار به وان لمسه الماء ذاب مباشرة وان رأته الشمس لمدة طويلة جف وتكسر.. سريع الاشتعال فأدنى حرارة كفيلة باشتعاله.. ومن السهل طويه وتخزينه لكي لا يأخذ مكاناً في المخزن.. والتخلص منه غير مكلف وفي نفس الوقت غير ضار بالبيئة. وهكذا فإن بعض الأشخاص يحمل تماماً صفات الكرتون فهو فارغ لا يفقه شيئاً مهما حاول أحد أن يعلمه.. ولا يمكن ملؤه بشيء ثقيل لأن له طاقة استيعابية والا تكسر وصارت له ردود فعل غريبة.. يبقى كما هو كالكرتون مهما زين نفسه وغير ملبسه وسار مع غير جنسه وحاول تغيير لهجته ومنطقه وحتى ألفاظه.. وسرعان ما تتكشف المادة الورقية المصنوع منها من أول احتكاك.. ليس له رأي امعة يسير مع الآخرين فيتبع أي تيار فكري يواجهه وأي موضة تعرض له وأي اشاعة توافقه فهو كالكرتون يطير مع أي هبة هواء. يشتعل من ابسط شيء ويذوب من أي رطوبة.. شخص مهمش في الحياة ليس له معنى فركنه على اي رف سهل جداً.. واخراجه منه سهل ايضاً وفي اي وقت.. التخلص منه بسيط فوجوده كعدمه لان مثله الكثير وبدل الكرتون كراتين.. فموته او اختفاؤه لا يؤثر في المجتمع ابداً ولا يضر بالبيئة. كلما تمعنت في ذلك الشخص وبالكرتون كلما وجدت اوجه الشبه الكبيرة بينهما والصفات المشتركة والفروقات البسيطة.. فيا ترى هل على عدد كل تلك الكراتين التي نراها يوجد اشخاص كراتين وبنفس العدد؟!.. إن كان كذلك فاللهم ارحم أمتي.. وقفة: ذلك الشخص قد يؤثر في حساباتنا.. لأن عدد السكان سيزيد رقماً!!.. * مستشفى حائل العام [email protected]