* لن ينسى التاريخ النصراوي.. رئيسه اللامع ورمزه الخالد الأمير عبد الرحمن بن سعود - رحمه الله - .. هذا الرجل العصامي الذي كان وسيظل أحد فرسان البيت الأصفر الأوفياء الذين نجحوا في وضع الأسس الصحيحة والدعائم المتينة لهذا الصرح الرياضي العملاق الحافل بالانتصارات الذهبية والإنجازات الغالية حتى غدا (فارس نجد) من مصاف الأندية الكبيرة التي اشتهرت بجماهيرها وإنجازاتها ونجومها. * فعلى مدى 40 عاماً أو تزيد قدَّم (الراحل) الكثير من التضحيات الجسيمة والعطاءات الجليلة لخدمة رياضة الوطن فسطَّر التاريخ الرياضي بالمنطقة الوسطى اسمه بحروف بارزة وكان لزاماً علينا أن نرصد ذكريات هذا الرمز الخالد في ساحة تاريخ المنطقة مع بعض معاصريه من اللاعبين والإداريين ومن ضمن هؤلاء الذين تحدثوا عن ذكريات عمرها أكثر من 28 عاماً ارتبطت (بفقيد الرياضة) مع جوكر النصر في التسعينيات الهجرية والمدرب الوطني الحالي الكابتن علي كميخ. فتعالوا نقلِّب هذه الأحداث التاريخية التي تمخَّضت قبل أكثر من عقدين ونصف العقد من الزمن. ذكريات عمرها 28 عاماً * تعود علاقتي بالفقيد الغالي الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) إلى ما قبل 28 عاماً عندما انضممت في صفوف فريق النصر للناشئين عام 96 - 1397ه حيث كان يشرف على هذه الفئة السنية آنذاك المدرب العربي القدير محمود أبو رجيلة وأتذكر أن أبا خالد عندما سجلت بالنادي استقبلني استقبالاً حاراً لدرجة أنه قدَّم لي مبلغ 3 آلاف ريال مساعدة مالية وكان انضمامي آنذاك متزامناً مع إقامة الفريق الأول معسكراً إعدادياً في الخارج بقيادة المدرب الراحل (بروشتش) حيث رُشحت للالتحاق بهذا المعسكر الذي تقرر اقامته في النمسا لمدة (45 يوماً) وبالطبع زادت علاقتي به (رحمه الله) بعد سفره مع الفريق هناك خصوصاً وانه كان يتواجد معنا فترات وأوقاتاً طويلة داخل المعسكر رغم أن تلك الأيام كانت وقت اجازة صيفية، وأبو خالد معه أسرته وأولاده لكنه كان حريصاً على التواجد يومياً بالمعسكر حيث يتناول معنا وجبة الغداء وأحياناً العشاء ويتواجد في التمارين وكان يتلَّمس حاجات اللاعبين.. طبعاً كان هناك عدة أشياء أساسية حريصاً عليها (رحمه الله) وهي: أولا: أن يستفيد اللاعبون من وجودهم بالمعسكر وألا يغريهم الكثير من المغريات خصوصاً اللاعبين الصغار كونهم في بلد أوروبي مختلف طبيعةً وشكلاًً والمعسكر كانت بدايته في شهر رمضان أعتقد في 12-9- 1397ه وكان حريصاً إزاء ذلك على صيام اللاعبين وتأمين وجبات الإفطار لهم ومتابعته لتفاصيل المعسكر بالإضافة إلى حث اللاعبين على الالتزام بالسلوك القويم سواء في اللقاءات الودية أو خارج المعسكر. حنكة أبي خالد أنقذت اللاعبين!! * إبان معسكرنا في النمسا تعرَّض حارسنا الراحل مبروك التركي (رحمه الله) لحادث اطلاق نار واعتداء من مجهولين وكان معه فهد بن دحم ومحمد سعد.. طبعاً كان الاعتداء مخيفاً ومزعجاً مما سبب إرباكاً للمعسكر خصوصاً أن بعض أولياء أمور اللاعبين عندما وصل الخبر لهم قاموا باتصالات مستمرة، في مقر المعسكر غير أن الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) نجح بحنكته وخبرته الرياضية في احتواء الموقف وتطمين أهالي اللاعبين الذين بادروا بالاتصالات المستمرة للاطمئنان على أبنائهم ومن شدة حرصه (رحمه الله) على توفر نواحٍ أمنية وبث الاطمئنان داخل أروقة المعسكر تواجد معنا ساعات طويلة ولا يغادر إلا متأخراً بحكم وجود أسرته معه حتى إنه كان ينتقل معنا بالباص أثناء توجهنا من الفندق إلى الملعب لأداء التمارين لمتابعة أحوال اللاعبين والاطمئنان على الأوضاع. قوي الشكيمة !! * لكن الحادث الذي هزَّ نفوسنا وشعورنا كنصراويين عندما تعرَّض زميلنا الحارس سلطان مرزوق لحادث مروري وتوفي رحمة الله عليه عام 1402ه والفريق في وسط الدوري يخوض لقاءاته.. طبعاً سلطان مرزوق كان من الحراس الصاعدين الذين ينتظرهم مستقبل كبير في عالم النجومية وقد تألق في أول مباراة له أمام الأهلي وتوفي بعد المباراة بيوم وكانت لدينا مباراة يوم الاثنين ضد الاتفاق، ورغم هول الموقف إلا أن أبا خالد وكعادته استطاع أن يصمد ويقوي عزائم اللاعبين بما يملك من خبرة وحنكة في اخراج اللاعبين من مغبة الحزن والأسى وأتذكَّر قبل مباراتنا أمام الاتفاق جمع لاعبي النصر وألقى كلمة أمامهم قال فيها: (يجب علينا الإيمان بالقضاء والقدر والموت مصير كل إنسان ونحن فقدنا آباءنا وأجدادنا ويجب أن نتحلى بالصبر) وكان (رحمه الله) يكرر الصبر من الأمور التي حث عليها الإسلام حتى إنه كان يذكر الآية {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ...} الآية ونجح في إخراج اللاعبين من قضية الحزن ولعبنا واحدة من أجمل المباريات أمام الاتفاق في الدوري. عبد الرحمن بن سعود خلف نجاحي!! * بلا شك الأمير عبد الرحمن بن سعود (رحمه الله) كان له دور كبير بعد توفيق الله في اثراء حياتي الرياضية لاعباً ومدرباً فبصمات هذا الرجل لم تكن لعلي كميخ في بداية حياتي الرياضية إنما لكل الناشئين الذين لعبوا معي في بدايتي الكروية.. أنا وهاشم سرور ومحمد سعد بخيت وسلطان مرزوق ومحمد الجنوبي وتيسير الصقعبي وغيرهم، وكمجموعة طلعنا في تلك الفترة ولعبنا مع الفريق الأول خلال فترة قياسية من انضمامنا لفريق الناشئين.. طبعاً فوجئت بشخصيته (رحمه الله) وتواضعه فقد كان كثيراً ما يوجهنا للأفضل ويغرس في نفوسنا حب الشعار والاخلاص له حيث كان يحثنا على الانضباط الذي هو أساس النجاح في كل شيء وبالاضافة إلى ما كان يوجهه من رسائل للاعبين الصغار والكبار كان يتبنى شخصية اللاعب من خلال الطموح وانك تلعب بفريق كبير وعريق كالنصر يجب أن تصل لتمثيل منتخب بلادك من خلال نادي النصر وهذا شرف لكل لاعب وكل هذه الأشياء لا شك كان لها دور مثمر في اثراء حياتي الرياضية بالذات كلاعب. الراحل كشف لي الأسرار ! * لفقيد الرياضة السعودية عبد الرحمن بن سعود قدرة عجيبة على إعداد اللاعب وتهيئته نفسياً للمباراة.. أتذكَّر أول مباراة لعبتها مع الفريق الأول كانت ضد الاتحاد أواخر عقد التسعينيات الهجرية فبعد إصابة زميلي يعقوب مرسال رُشحت من قِبل المدرب الراحل بروشتش لتمثيل النصر أمام الاتحاد.. طبعاً الاتحاد كان في عز مستواه ولديه لاعبون أجانب أمثال بوكير وتميم الحزامي والمباراة أمام جماهيره وأنا صغير.. المهم قبل المباراة بيوم غادرنا لجدة وأول رسالة وجهها لي الفقيد ونحن نغادر لجدة قال: (شفت التمرين ترى المباراة أسهل من التمرين).. طبعاً أبو خالد عارف اني أُشارك في المباراة أساسياً ولما جاءت ليلة المباراة ونحن نتعشى جلس بجواري وأخذ يمازحني أكثر وكان يُقدم لي مرة تفاحة ومرة برتقالة وهو يُكرر أنت تلعب مع نجوم النصر وأخذ يعدد أسماء اللاعبين.. طبعاً الرجل كان يوجه رسالة لي.. وكان مركِّزاً (عليَّ) وقبل البداية بساعة قال: أنا واثق فيك وهذه مباراة مهمة وتعرف جمهور النصر وترى ماجد عبد الله من قبلك ويوسف خميس ولكن أقول لك حاجة واحدة (اللي تقدر عليه سوه في المباراة وترى الفرصة لا تعود ولا تتكرر مرة ثانية للشخص أما جمهور الاتحاد اللي تلعب أمامه اليوم تخيَّل نفسك انه جمهور النصر كلما شجع اللاعب الاتحادي يشجعك أنت كالنصراوي والي أطلبه منك اللعب بروحك وطبِّق ما يطلبه منك المدرب وأنا واثق 100% انك ستؤدي المطلوب) وبالفعل دخلت المباراة بنفسية مؤججة بالحماس ونجحت في كسب ثقة الرئيس وخرجنا فائزين ب4-1 كانت بالفعل انطلاقتي مع الفريق الأول بدعم ومؤازرة رمز النصر الأمير عبد الرحمن بن سعود الذي نجح في رسم ملامح هذا التفوق باعداده وتحضيره النفسي المتميز. كُوفئت ب2000 ريال * وجاء نجاحي وبروزي القوي أمام الاتحاد في أول مباراة لي مع النصر خصوصاً عندما كُلفت بمراقبة بوكير، وبوكير في ذلك الوقت أبرز لاعب لياقياً وفنياً وكان يُشكل رقم (1) في المملكة والحمد لله بعد نجاحي في هذه المهمة وفوزنا بالمباراة أتذكَّر ان الأمير عبد الرحمن بن سعود عانقني بحرارة وهنأني بالمستوى الذي قدمته وضاعف لي المكافأة من 400 ريال إلى 2000 ريال حيث قال لي (إن أهلك وأصدقاءك لما يشوفوك في التلفزيون فائزاً لازم أنت تجيب لهم هدايا فأعطاني المبلغ)، وتخيَّل ( والكلام علي لسان كميخ) كيف تكون الدفعة المعنوية لك لما تجيء إلى بيتك ب2000 ريال وفائزاً، وهذه من ضمن الأشياء اللي تدفع اللاعب لبذل مزيد من العطاء إخلاصاً للشعار الأصفر الذي غرسه رمز النصر في نفوسنا جميعاً. لا للوساطة !! * عشق أبي خالد للنصر وحبه الذي يجري في عروقه جعله يرفض (الوساطة) فكل شيء يصلح عنده التدخل فيه إلا (الكورة) ما فيها واسطة فاللاعب الأجدر والأحق حتماً سيرتدي القميص الأصفر.. طبعاً أبو خالد كان يختلف مع بعض الأعضاء والإداريين بسبب ذلك لكن يظل حبه الأول والأخير مدى استفادة النصر من هذا الخلاف ولا غرابة في ذلك فالفقيد كان يؤثر ويقدم النصر على نفسه وعلى أولاده بدليل تواجده مع اللاعبين في النادي ساعات كثيرة فهو أول من يدخل النادي وآخر من يغادره وعُرف عنه تنازله عن حقوقه إذا كانت من أجل الصالح العام مع احتفاظه بحق النادي. التركي قدوة حسنة !! * من الأشياء الجميلة التي لا تزال عالقة في ذهني من خلال ارتباطي بفقيد الرياضة السعودية أتذكَّر عندما كرَّمت إدارة النصر برئاسته (رحمه الله) نجم النصر الدولي سابقاً خالد التركي في النصف الثاني من عقد التسعينيات استدعى أبو خالد مجموعة من اللاعبين من درجة الشباب وكنت أحدهم وقال لنا: خالد التركي أفضل لاعب أنجبته الملاعب السعودية وكابتن منتخب المملكة، الآن يترك النصر لزيادة تحصيله العلمي.. ترك مجال الرياضة بعدما قدَّم الكثير لناديه ولمنتخب المملكة لمواصلة دراسته العليا والذي أتمناه ان كل واحد منكم يقدم للنصر ولكن لا ينسى التحصيل العلمي وكانت رسالة لها مفعول وواقع في كثير من نفوس اللاعبين. وبالمناسبة إدارة الأمير عبد الرحمن بن سعود تعتبر من أكثر الإدارات تكريماً واهتماماً بأبنائها اللاعبين المعتزلين وأتذكَّر عام 1399ه أُقيم مهرجان تكريم جماعي لستة من لاعبي الفريق وهم الدنيني وسعد الجوهر وكرداش (رحمهم الله) وجوهر مرزوق وأبو حيدر وعثمان بخيت حيث تمَّ تكريمهم تقديراً للسنوات الطويلة التي خدموا فيها النصر بكل اخلاص وتفانٍ وهذا التكريم كان يراه (رحمه الله) تحفيزاً للاجيال الصاعدة ووفاء لمن خدم الشعار النصراوي. إنسانية أبي خالد * الوقوف على قضاء احتياجات اللاعبين ومساعدتهم وحل مشاكلهم الاجتماعية كان هاجساً يؤرِّق أبا خالد ويسعى وراءه بصورة أو بأخرى فهو يملك أسلوباً حكيماً في معالجة أوضاع اللاعبين فعندما يحتاج اللاعب لمبلغ لشراء سيارة أو سداد دين وخلاف ذلك يقوم بايصال مشكلة اللاعب للعضو الفلاني وتُحل.. ومشكلة اللاعب الأخرى للعضو الفلاني وهكذا.. كان أعضاء نادي النصر يحلون مشاكل اللاعبين بناء على طلب من الأمير عبد الرحمن بن سعود وأنت تعلم ان الأمير عبد الرحمن بن سعود كان يقف خلف انهاء مشكلة أي لاعب.. أتذكَّر في يوم من الأيام الأمير سيف الإسلام بن سعود قدَّم لي مبلغاً اشتريت به سيارة بحكم ان سكني كان في عتيقة ومقر النادي في شارع الخزان وفوجئت أن أبا خالد كان له دور كبير في حل موضوعي ومن خلف الكواليس ونكتشف أنه نقل المشكلة للأمير سيف الاسلام أو الأمير حسام أو الأمير ممدوح وهكذا. الاعتزاز بشعار النصر!! * كان رحمه الله يفتخر ويعتز بالنصر وبشعاره ويرفض التقليل من شأنه بأي حال من الأحوال أتذكَّر عندما كنا نجتمع في منزله وقرأ مثلاً لقاءً صحفياً مع أحد لاعبي النصر وذكر في حديثه ان احتمال فوز النصر في المباراة القادمة (ضعيف) كان يعتب عليه فيبادره (رحمه الله) قائلاً: (ليش انت عندك روح انهزامية) المفروض ما تقول هذا الكلام.. أو يذكر أحد اللاعبين ان مهاجم الفريق الفلاني الأفضل فيرد عليه نحن نملك مهاجمين أفذاذاً مثل محمد سعد العبدلي وماجد عبدالله ودرويش سعيد وعندنا أيضاً أفضل حراس مبروك وسالم فكان لا يحب أن يقلل من شأن النصر في الوقت ذاته كان يحرص وهذا جزء من الإعداد النفسي في رفع روح اللاعبين سواء كانوا مهاجمين أو مدافعين أو حراساً، وهكذا عند كل مقابلة لأي لاعب نصراوي يناقشه إذا وصل الأمر لمثل ذلك. (الباص) كشف تواضع الفقيد * أبو خالد كشخصية رياضية واجتماعية معروفة بطيبتها المتناهية والتواضع الجم وكل سمات الخير كانت متوفرة في هذه الشخصية المثيرة أذكر هنا موقفاً يدل على تواضعه (رحمه الله) ففي عام 1401 - 1402ه سافر بالباص للخرج لخوض مباراتنا بالدوري أمام فريق الكوكب وكان أبو خالد معنا في الباص.. المهم في منتصف الطريق تعطَّل الباص ونزل أبو خالد وطلب من الاداريين واللاعبين فقط الاحتياط دفع الباص وفضَّل بقاء اللاعبين الأساسيين بعيداً عن قيامهم بالدفع.. المهم نزل أبو خالد مع الاداريين واللاعبين الاحتياطيين ودفعوا الباص، وعندما أدرك ان الوقت ليس في صالحه أوقف عدة (تكاسي) وطلب نقل اللاعبين الأساسيين للسكن بالخرج حتى يأخذوا قسطاً من الراحة قبل بداية المباراة بساعات وبقي معنا إلى أن تم اصلاح الباص ثم واصلنا السير للخرج.. هذه الصورة لا تزال في ذاكرتي لانها كشفت تواضع هذا الرجل حفيد المؤسس وابن الملك سعود رحمهم الله. آخر اتصال بالرئيس !! * بلا شك رحيل هذا الرمز خسارة ليس على نادي النصر إنما للرياضة السعودية فهذا الرجل له أفضال وأدوار كبيرة لا يمكن أن يتجاهلها التاريخ الرياضي بالمملكة ويكفي انه قضى اربعة عقود زمنية أو تزيد في خدمة الحركة الرياضية، ولكن ما لفت نظري الأثر الطيب الذي تركه هذا الرجل وأقول: اذكروا محاسن موتاكم.. فعندما جاء تبرع كبير من أحد أعضاء النصر قبل وفاته بأسابيع أمر بايقاف التعاقدات وطلب من سنترال النادي الاتصال بالعاملين بالنادي حتى الذين عملوا قبل سنوات ولم يستلموا حقوقهم المالية.. طبعاً تمَّ الاتصال بهم وحضر للنادي كم كبير من العاملين واستلموا حقوقهم وكنت أحد هؤلاء وهم يشكرون الأمير عبد الرحمن بن سعود ويدعون له.. طبعاً أحببت أن أنقل هذه المشاعر لسموه واتصلت عليه (رحمه الله) وأخبرته ان الجميع يشكرك ويدعو لك فردَّ علي وبهذا الكلام (وهي آخر مكالمة معه) قال: (شوف يا علي الشكر لله سبحانه وتعالى والحمد لله الآن أحس بأن الموسم القادم «بعمل »وأنا شايل على ظهري حمل عظيم.. حقوق الناس من أصعب الاشياء ولكن خليني أكون منصفاً والشكر موصول لأهله، وقال: يا علي (بأمانة) انك تنقلها لمن تقابل ولمن سئلت عنه.. الشكر لرمز النصر الكبير الأمير عبد العزيز بن فهد حفيد المؤسس وابن قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي يعتبر الملاذ الآمن لكل محتاج ولمن تقطَّعت به السبل لازم الناس يشكرونه.. وهؤلاء الناس أبناؤنا وخدموا ناديهم والله وسَّع علينا عن طريق هذا الرجل جعلها في موازين حسناته). ودائماً لن أنساها ما حييت وسأكررها في كل محفل إعلامي لانها آخر مكالمة لي مع الفقيد. تكريم عبد الرحمن بن سعود !! * أتمنى أن يتم تكريم فقيدنا الغالي (أبو خالد) وثقتي كبيرة بالمسؤولين بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بأن يُكرَّم هذا الرجل الذي ضحى بوقته وماله وصحته لخدمة رياضة الوطن وأتمنى أن يكون هذا التكريم في محفل كبير يليق به ويُكرَّم فيه أيضاً رجالات الحركة الرياضية الذين خدموها ويُقدَّم أعلى وسام لهذه الشخصيات الرياضية فمثلاً يكون التكريم في نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وأعتقد أن مبادرة الأمير تركي بن خالد تُثمَّن له ويُشكر عليها سموه الكريم وأتمنى أن يفعَّل مشروعه من أصحاب السمو ورجال الاعمال ويُطلق على هذه المبادرة اسم (جمعية عبد الرحمن بن سعود للأيتام) أو يُختار لها اسم (خيري) يكون دعماً لأبناء الشهداء رجال الأمن كما فعل رئيس الاتحاد منصور البلوي عند خصص دخل مباريات الاتحاد لصالح هذه الأسر وأعتقد انها رسالة اجتماعية يُشكر عليها الأستاذ منصور البلوي. ولا أنسى ان الفقيد كان يحرص على تفعيل الجانب الاجتماعي فمثلاً المباراة الخيرية التي أُقيمت في الموسم الماضي بين منتخب نجران وفريق النصر في منطقة نجران خصص دخلها لصالح الجمعية الخيرية بنجران. ************ أمير الرياض كرَّم رئيسي قطبي العاصمة * لم تكن بادرة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض مستغربة عندما وجَّه - حفظه الله - بإطلاق اسمي الأمير عبد الرحمن بن سعود والأمير عبد الله بن سعد (رحمهما الله) على شارعين من شوارع العاصمة تقديراً لدورهما في خدمة الرياضة السعودية.. وهذا التكريم بلا ريب يُعتبر تكريماً لكل الرياضيين وليس غريباً على محبوب نجد وعاشق نجد، وأتمنى أن يكون كل اسم بجوار النادي الذي ينتسب له كل رئيس تخليداً لاسميهما. ************* (الرمز) و(الشيخ) يتفقان على المثالية!! * الأمير عبد الرحمن بن سعود والشيخ عبد الرحمن بن سعيد رمزان ينتميان لجيل الحركة الرياضية السعودية ودورهما الكبير لا يمكن أن يتجاهله التاريخ الرياضي بالمملكة، وهاتان الشخصيتان ساهمتا في صنع الاثارة للرياضية في المنطقة الوسطى ولاشك بأن تنافس قطبي الوسطى « النصر والهلال» لا يمكن أن يتجاوز حدود ميدان الركض. فما ذكره أبو خالد قبل وفاته عن دور ابن سعيد والثناء على هذا الرجل الذي ضحى بوقته وماله وجهده لخدمة الحركة الرياضية بالذات الوسطى، وبالمقابل ما قام به أبو مساعد عندما حرص على تقديم واجب العزاء في وفاة فقيد الرياضة السعودية رغم ظروفه الصحية يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك ان تنافس القطبين تنافس شريف وأخلاقي عنوانه المثالية في كل شيىء. *************** رسالة عمرها « 28» عاماً من عبد الرحمن بن سعود إلى شبل النصر! * يقول علي كميخ إن أغلى رسالة تلقاها من الراحل تلك التي كتبها أبو خالد إبان معسكر النصر في النمسا عام 1397ه.. كانت رسالة رقيقة ذات معانٍ وأبعاد تركت أثراً كبيراً في مسيرته الرياضية وقد كتب رمز النصر في رسالته إلى الابن والأخ شبل النصر الصاعد علي كميخ: أرجو من كتب بهذا الحبر الأزرق وعلى تلك الورقة الصفراء والذي ينتج عنهما بالتالي شعار نصرنا الغالي أقول لك قولين لشاعرين عزيزين أرجو أن تفهمهما جيداً الأول: إن أطلقوا النصر تعريفاً لنادينا فالاسم والفعل في التعريف صنوانا والثاني هو أن تعمل به كلما واجهتك عقبة سأظل رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة ************ السلوك أولاً ! عاتبني (رمز النصر) بعد طرد ريفالينو! * كان (رحمه الله) يحرص على غرس السلوك القويم في نفوسنا ويحثنا على التحلي به داخل أرض الملعب وخارجه، أتذكَّر عندما لعبنا أمام الهلال أعتقد عام 1401ه وطرد نجمه العالمي الشهير ريفالينو بسببي وقتها كان يدرب النصر البرازيلي (فوميقا) المهم بعد نهاية المباراة استدعاني (رحمه الله) وسألني وكان يردد هذه الكلمة عندما يستجوب أي لاعب (بأمانة) هل انطرد ريفالينو بسوء سلوك منك وهذا أقوله للتاريخ!! وهل صدرت منك ألفاظ نابية تجاه ريفالينو جعله يتنرفز ويضربك فأجبته بلا وشرحت له القصة أن ريفالينو كان زعلان من الحبشي والعمار وعندما قطعت الكرة كان متنرفزاً من زملائه وضربني وهذا سبب طرده قال (برافو عليك يا بطل) أنا توقعت انك انتهجت هذا الأسلوب والأسلوب هذا مرفوض لأنه لا يضرك يضر نادي النصر.. هذا الموقف كشف لي حرصه (رحمه الله) على سمعة النصر والتحلي بالسلوك الحسن داخل أرض الملعب لأن نجومية اللاعب (فنياً) مرتبطة بسلوكه هذه نظرته (رحمه الله).