أهداني أخي الزميل خالد الدوس رسالته في الماجستير وهي عن التعصب الرياضي المستشري لدينا.. وهي دراسة غنية.. أود لو تختصر.. وتنبثق منها ورقة عمل وورش لندوات لرؤساء الأندية ولرؤساء روابط المشجعين ولرؤساء الأقسام الرياضية بالصحف.. وللمسؤولين في القنوات التابعة للمملكة العربية السعودية. - وبعيدا عن رسالة أخي خالد.. فإن تعصبنا الكروي بالمملكة قد فاق كل وصف.. وخرج عن كل أخلاقيات الرياضة وفروسيتها.. فجماهير الأندية ليسوا سوى ضحايا لرؤساء أندية وإعلام متزمتين كرويا ولا أقول رياضيا.. وقد سنوا سنة سيئة لهم وزرها إلا من رحم ربي. - إنه ليظهر لكل ذي لب وبوضوح شديد أنه تم في الماضي.. ويتم في الحاضر.. ممارسة الإسقاط بكل طرقه على الطرف المتفوق.. وذنبه الوحيد أنه متفوق.. جريرته (التفوق).. وبالتالي فبدلا من اللحاق به ومجاراته أو منافسته نجد الآخرين يسخرون جماهيرهم ليسقطون مشاعرهم وأحاسيسهم المحبطة.. والمليئة بالشجن على أولئك المتفوقين.. فيستمر التعصب ويتنامى.. تدفعه النوازع والنواغز الدفينة للإسقاط على الآخر.. وتستمر العملية التعصبية تدور في حلقة مفرغة.. بل ومتخلفة وغبية.. ومع ذلك فهناك من يسكب عليها الزيت لإشعالها كلما هدأت وخبت.. والشواهد كثيرة. - لقد أثبتت الدراسات الأمنية الاجتماعية.. أن ذلك التعصب ينتقل من فرد لآخر أحيانا دون وعي من المتلقي حتى يصاب بالعدوى السلوكية السالبة وبالتعصب المقيت دون وعي كامل بما هو فيه.. بل وتنتشر انتشار النار في الهشيم في بعض الأوساط قليلة التعلم.. وحتى لو حصل على قسط كبير من التعليم يبقى ذلك التعصب داخل النفس.. وأكرر أحيانا يكون بغير وعي.. فيستمرئ الشخص الاستهجان بالآخر.. وادعاء محبة ناديه.. بينما هو يشبع رغبات مكبوتة في دواخله.. فهو في الحقيقة لا يحب غير نفسه الإمارة بالسوء.. وللحديث بقية - بإذن الله -. الأهلي وريفالينو!! بعض الزملاء يتناول بعض الأحداث الكروية.. بحسن نية أو بسوئها لا يعلم النوايا إلا الله.. وإنما يرمون الكلام على عواهنه.. ويريدون من المتلقي تصديقه. من ضمن ما طرح موضوع اللاعب الاستثنائي ريفالينو.. وقصته مع الطرف الأهلاوي.. والقصة باختصار.. أن سمو رئيس الهلال الأسبق الأمير عبد الله بن سعد - رحمه الله - قد نقص عليه مبلغ مليون ريال من قيمة عقد اللاعب الفذ ريفالينو و(كان حينها مبلغاً مهولاً).. فقابل ابن خاله الأمير محمد العبد الله الفيصل (شفاه الله وأرجعه سالماً معافى) وعرض عليه الأمر.. فقال الأمير محمد: أبشر وعلى خشمي.. إنما بعد مباراتكم مع الأهلي!! رئيس الهلال الأمير عبد الله بن سعد - رحمه الله - خشي على الصفقة التاريخية من الضياع.. فذهب لخاله صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله الفيصل - رحمه الله وغفر له - وهو محب للهلال كحبه للأهلي.. وكان يردد - رحمه الله - أنا بجدة أهلاوي وبالرياض هلالي.. فما كان من رائد الرياضة إلا أن قال: أبشر يا أمير عبد الله هذا شيك بالمليون. هذا وقد حصل من سمو الأمير عبد الرحمن بن سعود رئيس نادي النصر - رحمه الله - أن كتب في مقاله بصحيفة الملاعب بأن الجماهير الرياضية أصبحت تردد (سدد ديونك يا هلال) من أجل رواتب ريفالينو.. فما كان من الأمير عبد الله الفيصل إلا أن استفسر من الأمير عبد الله بن سعد عن متأخرات ريفالينو إن وجدت.. فرد رئيس الهلال وحدد المبلغ المتبقي وكان راتب شهرين.. فأرسل له رائد الرياضة المبلغ الزهيد الذي كان يتقاضاه ريفو مقابل الملايين المتلتلة التي (يلهفها) أشباه اللاعبين من محليين وأجانب هذه الأيام.. هذه كل الحكاية. الأهلي والنصر ومحمد سعد العبدلي!! والشيء بالشيء يذكر فإليكم القصة الصحيحة لانتقال اللاعب محمد سعد العبدلي من الأهلي للنصر.. فقد كان اللاعب محمد سعد العبدلي يلعب لنسور المصيف كلاعب مهاجم وهداف من الطراز النادر.. وقد تم وانتقل إلى الأهلي.. والعبد الفقير لله قد سألته عن ميوله لأننا كنا منتمين لنفس الفريق الطائفي هو في الفريق الأول وأنا في الأشبال وهو ما يعرف حالياً بالناشئين.. فقال محمد سعد: أنا أهلاوي.. ثم سمعنا فيما بعد عن انتقاله للأهلي.. وأصبح يتمرن في الوقت الذي كان لدى الأهلي عدد كبير من المهاجمين أمثال اللاعب عمر راجخان - رحمه الله - وسعود سمان وعبد العزيز خليل وغريّب بشار.. الذي خسرته الكرة السعودية.. قبل أن يخسر نفسه. في هذه الأثناء قامت إدارة النصر بطلب اللاعب محمد سعد العبدلي بما أنه أعطى كلمة للأمير ممدوح بن سعود بأن يلتحق بالنصر في حديث جمعهما في الطائف.. وتطور الأمر حتى رفعت الإدارة النصراوية شكوى إلى مقام مجلس الوزراء الذي قام بدوره بإحالة الشكوى للأمير عبد الله الفيصل للنظر فيها.. فما كان من النصراويين إلا أن قدموا إلى جدة وقابلوا سمو الأمير عبد الله الفيصل الذي رحب بهم.. ووافق على طلبهم على أن يقابلوا إدارة الأهلي لاستكمال مسوغات الانتقال.. فما كان من الوفد النصراوي إلا أن حضر تمرين الأهلي عصرا على ملعب الأهلي بطريق مكةالمكرمة آنذاك.. ثم الالتقاء مع إدارة الأهلي مساء وهكذا انتقل اللاعب الفذ محمد سعد العبدلي من الأهلي للنصر.. وهذه كل الحكاية في حصول النصر على خدمات لاعب استثنائي ومهاجم لا يتكرر. الأمر الثالث وقد سئلت عنه مرارا.. كون الأمير محمد العبد الله أحضر لاعبين تونسيين لبعض أندية الرياض.. وأؤكد أن سموه كان في طريق عودته من تونس إلى الرياض بطائرته الخاصة بعد تعاقده مع طارق ذياب.. فسمح بمرافقة اللاعبين التونسيين الذين التحقوا بأندية الرياض بتلك الرحلة لا أقل ولا أكثر. لذا أرجو من الزملاء توضيح كل الأمور.. وألا يتبع بعضهم طريقة (لا تقربوا الصلاة....).. فاللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه. انتهت المساحة ولم تنتهِ الموضوعات.. نلقاكم - بإذن الله -.