استأنف الوفدان الباكستانيوالهندي برئاسة وكيلي وزارتي الداخلية في البلدين محادثاتهما في يومها الأخير وسط جو من الترقب والحذر وتضارب الرؤى والتوقعات. وأشارت وسائل الاعلام الباكستانية إلى ان هذه الجولة من المحادثات على الرغم من أنها غير مخولة بتوقيع اية اتفاقات الا انها ذات حساسية خاصة لاتساع هوة الخلاف بين الجانبين في النظر إلى الملف الرئيسي فيها وهو الارهاب عبر الحدود. ففي الوقت الذي تطالب فيه باكستانالهند بايقاف رعايتها للارهاب في داخل باكستان تطلب الهند من باكستان الكف عن رعايتها لما تسميه الارهاب في اقليم كشمير. وتنظر باكستان إلى أحداث اقليم كشمير الخاضع للسيطرة الهندية على انه نوع من المقاومة المسلحة التي تسعى إلى الحرية والاستقلال وانه لا يمكن وصفها بالارهاب. ويرأس الوفد الهندي إلى المحادثات وكيل وزارة الداخلية الهندية دهيراندرا سينج بينما يرأس الوفد الباكستاني طارق محمود وكيل وزارة الداخلية الباكستانية.وعلى الرغم من ان جولة المحادثات الباكستانيةالهندية لم تختتم أعمالها بعد ومازال امامها يوم جديد من البحث والنقاش وتبادل الآراء والمعلومات الا ان صحيفة (ذى نيوز) الباكستانية الصادرة صباح امس (الاربعاء) لم تنتظر البيان الختامي وسارعت إلى اتهامها بالفشل. وقالت الصحيفة ان الجانبين الباكستانيوالهندي فشلا في التوصل إلى مفهوم محدد للارهاب، وهي المسألة الرئيسية في هذه المحادثات والتي كانت باكستان تعول عليها كثيرا في ايجاد أرضية مشتركة بين الجانبين في النظر إلى الارهاب. وأشارت إلى أن الجانبين تمسكا بمواقفهما المعروفة سلفا- فالهند تزعم ان الكشميريين إرهابيون الا ان باكستان ترى انهم من المناضلين من اجل الحرية او انه لا يمكن وصفهم بالارهابيين.وكانت مصادر مطلعة في وزارة الخارجية الباكستانية قد كشفت ان طارق محمود سيسعى إلى الضغط على نظيره الهندي لكي يحدد مفهوم الارهاب. كما أكد مسعود خان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية ان بلاده لن تحيد عن موقفها المتمثل في ان الكشميريين هم اناس يدافعون عن حريتهم وانه لا يمكن في أي حال من الاحول ان نصفهم بأنهم من الارهابيين. أما صحيفة دون (الفجر) الباكستانية واسعة الانتشار فقد وصفت المباحثات بأنها جرت في يومها الاول في جو ايجابي مشجع وانها تناولت الملفات الشائكة التي تتركز على وقف الارهاب عبر الحدود بالاضافة إلى القضاء على أنشطة تهريب المخدرات عبر حدود باكستانوالهند. ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الداخلية الباكستانية عبد الرؤوف شودري أن المحادثات كانت ايجابية.. غير انه استبعد ان يتم التوصل إلى اتفاق خلال الجولة الحالية. وأشار إلى ان جدول أعمال المحادثات لا يتضمن توقيع أية اتفاقات بين الجانبين ..غير انه رفض الكشف عن تفاصيل المحادثات. وأوضح شودري ان أهمية هذه المحادثات ترجع إلى محاولة تضييق هوة الخلافات بين الجانبين الباكستانيوالهندي تمهيدا للتوصل إلى اتفاق بينهما الا ان القرارات لن تتخذ الا خلال اجتماعات وزيري الخارجية الباكستانيةوالهندية.