الكل يعرف القول المأثور عن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: (علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)، منهج تربوي خالد صرَّح به الفكر الإسلامي منذ قرون، وأصبح ركيزة من ركائز التنشئة السلوكية الصحيحة.. والقواعد التي أرساها الخليفة الراشد هي اليوم تُدَّرس في الجامعات والمعاهد والمدارس التعليمية، وقد انشئت لها النوادي والاتحادات الرياضية وأصبح لها قوانين وأنظمة ولوائح، وتجرى لها المنافسات والمسابقات الدولية، حيث جمعت بين الرياضة والثقافة رياضة الجسم ورياضة الذهن وتكوين العلاقات الإنسانية بين الشعوب. ولعله من المفيد أن يكون هذا القول هو شعار أولياء الأمور الذين حقاً يحرصون على تربية أبنائهم التربية الإسلامية الصحيحة.. ولو ركّزنا على عنصر السباحة ذلك العنصر المشوق والمفيد لوجدنا توجه قطاع رجال الأعمال للاستثمار في هذا الجانب، وذلك بفتح الأندية الخاصة للتدريب على أصول السباحة، حيث راجت رواجاً طيباً ومقبولاً. والدفاع المدني حريص على تفشي هذه الظاهرة الصحية، نظراً لما يعانيه من كثرة حوادث الغرق في مسابح المنازل والاستراحات وفي التجمعات المائية بعد سقوط الأمطار وما يتعرض له صغار السن من غرق في تلك الأماكن لجهلهم بأصول السباحة. ونحن إذ نشد على أيدي أولياء الأمور بأن يستثمروا فرصة الإجازة ويستفيدوا من تلك الأندية في تدريب أبنائهم على تعلم السباحة، وسوف يرى أولئك الفائدة العظيمة التي سيجنونها من ذلك أولاً كرياضة تفيد الجسم وتحافظ على لياقته، وثانياً كنقطة سلامة متحركة عند تعرضه لأي موقف طارئ له أو لغيره، حيث سيجد فائدة ذلك في إنقاذ نفسه أو إنقاذ آخرين تكتب لهم الحياة على يديه.. فحافظوا على فلذات أكبادهم ودربوهم على السباحة والرماية وركوب الخيل. والله خير حافظ. * مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالمديرية العامة للدفاع المدني