يقول دعاة تغريب وتحرير المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية: إن المرأة في المجتمع المسلم يجب أن تخرج من بيتها لتعمل وتشارك الرجل في كل شيء، وتساويه في الحقوق والواجبات لأن المجتمع الذي لا يفعل ذلك يكون نصفه معطلا ويتنفس برئة واحدة!! فأقول: لاشك أن بقاء المرأة محتشمة مصونة في بيتها هو الأصل، وهو الخير والصلاح لها في الدنيا والآخرة، ولاشك - أيضاً - أن الذي يدعو إلى خروجها من مملكتها بلا ضوابط ويدعو إلى مساواتها بالرجل في الحقوق والواجبات إما أنه إنسان معتوه أو منكوس الفطرة.. وهو في كلا الحالتين عدو للمرأة، قصد ذلك أم لم يقصد!! عموماً أحب أن أقول لهؤلاء (بلغتهم التي يفهمون). إن مجتمعا يتنفس برئة واحدة.. خير لنا من مجتمع يختنق ولا يستطيع أن يتنفس!! ومعلوم لدى العقلاء أن خروج المرأة من بيتها ومزاحمتها للرجل في كل شيء (وخاصة فيما هو من خصائصه) سيسبب للمجتمع العديد من المشاكل والأضرار النفسية والأسرية والاجتماعية، كما أن عمل المرأة خارج المنزل في عدة مجالات يكلف المجتمع الكثير، وينهك اقتصاد البلد لمن تأمل. فعمل المرأة في أعمال يستطيع أن يقوم بها الرجل فيه مزاحمة له، والرجل - كما هو معلوم شرعا - مطالب بالقوامة على المرأة بخلاف المرأة التي ليست مطالبة بذلك، وعلى هذا فالأولى أن يكون العمل للرجل ما دام هناك رجل كفء بحاجته. ثم إن عمل المرأة خارج بيتها يؤدي بالضرورة إلى إهمال البيت والأولاد (مع اختلاف نسبة ذلك من امرأة لأخرى) فتضطر المرأة غالبا في هذه الحالة إلى جلب خادمة للبيت ومربية للأولاد.. وجلب الخدم يؤثر على اقتصاد الدولة على المدى القريب والبعيد، كما أن تربة الخدم للأولاد يؤثر - بشكل أو بآخر - على سلوكهم لافتقادهم الحنان، لأن الخادمة مهما كانت لن تعوّض حنان الأم. وبانحراف الأولاد - المحتمل حدوثه - يتأثر المجتمع في المستقبل، ولهذا ستضطر الدولة إلى تأديب وتهذيب سلوك أبنائها بفتح دور الرعاية الاجتماعية والمستشفيات النفسية وغيرها، وستشقى الدولة في سبيل حل مشكلة انحراف الشباب والفتيات، ولاشك أن كل هذا سيؤثر على المجتمع من عدة نواح، ومن ينظر إلى الدول الغربية وغيرها من الدول التي سمحت بتحرير المرأة سيجد الآثار السلبية، لذلك وسيعرف مدى تأثر عمل المرأة خارج المنزل بلا ضابط على المجتمع.. والسعيد من اتعظ بغيره. أخيراً: (لو سلمنا جدلاً بمقولة التغريبيين) أعيد وأقول: أعتقد أن العيش برئة واحدة خير ألف مرة من الموت اختناقاً. أليس كذلك.؟!