إنني من خلال (الجزيرة) التي لها دور كبير في معالجة الكثير من القضايا أوجِّه خطاباً مفتوحاً لمعالي وزير الكهرباء والمياه الذي يحرص على تلبية مطالب المواطنين وخاصة الضرورية منها، وأهالي محافظة الرس يوجِّهون هذا النداء العاجل لمعالي الوزير عن موضوع في غاية الأهمية يعاني منه أهالي محافظة الرس كل عام ألا وهو شح المياه الذي تأزمت مشكلته وقد تقدم الكثير من المواطنين لفرع المصلحة بالمحافظة لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة وعدم انتظام هذه الخدمة المهمة لبعض الأحياء السكنية، ومعروف مدى أهمية الماء للإنسان لقوله تعالى {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}. ولعلنا من خلال هذا الموضوع الذي يشغل بال الكثير من أهالي الرس أن نتناوله ببعض النقاط المهمة على النحو التالي: أولاً: يلاحظ أن أزمة المياه تتزايد سنوياً في محافظة الرس وما يتبعها، والرس تتعدد فيها الأحياء وتكثر المخططات التي توزع على المواطنين كل فترة، وسرعان ما تتحول هذه المخططات إلى أحياء سكنية ومن خلال ذلك اتسعت رقعة المدينة وكثر سكانها من جراء الهجرة التي تشهدها الرس من المدن والقرى المجاورة لتوفر الخدمات وخصوصاً أن الرس قابلة للامتداد العمراني دون معوقات بخلاف المدن الأخرى، وهذا بلا شك يحتاج إلى توفير الخدمات الضرورية للسكان ومنها الماء ولكن ما تعانيه المحافظة هو مشكلة شح المياه وعدم توفرها بالشكل المطلوب ونقصها وخاصة في وقت الصيف. ثانياً: من الأسباب التي جعلت الرس تعاني من نقص المياه منذ سنوات وقوعها على منطقة الدرع العربي المعروف جغرافياً بشح المياه كونه يعتمد على المياه السطحية التي يعتمد على مياه الأمطار وهذا لا يكفي مع هذا التطور والاتساع للمدينة لندرة مياه الأمطار ولا بد من إيجاد الحلول المناسبة لذلك. ثالثاً: نظراً لما سبق أن ذكرنا من أن الرس تكثر فيها الأحياء لتوفّر المخططات والأراضي وكثرة السكان الذين يزدادون سنوياً للهجرة الوافدة إليها من القرى المجاورة، حيث إن المياه المجلوبة لها من محطة التنقية في محافظة البدائع لا تفي بالمطلوب مع هذا الاتساع والتطور وحاجة الاستهلاك للمياه، بالإضافة إلى المشاركة مع محافظة البدائع التي هي الأخرى تطورت واتسعت وكثر سكانها إلا أنه وبهذا الحجم فإن المحطة في الوقت الحاضر لا تستطيع تلبية المطلوب مما يحتاج معه إلى تطوير المحطة لتواكب هذا التطور وتلبي حاجة المواطنين. رابعاً: يعلم الجميع أن مشروع المياه المحلاَّة تم توصيلها إلى منطقة القصيم والأهالي في محافظة الرس وجميع المدن والقرى في غرب المنطقة والتي تقع على منطقة الدرع العربي التي تعاني من مشكلة المياه نرى أنها هي الأولى بمد المياه المحلاَّة من البحر ونأمل من المسؤولين وعلى رأسهم معالي الوزير سرعة توصيل هذه الشبكة لمحافظة الرس وما حولها لتحل هذه المشكلة التي تزداد سنوياً. خامساً: جهود كبيرة يبذلها فرع وزارة المياه في المحافظة لحل هذه المشكلة من واقع ما يرد الفرع من طلبات والذي يعمل وفق إمكانيات محدودة ويحاول عن طريق صهاريج المياه حل هذه المشكلة ولكن لعدم وجود عدد كافٍ من الصهاريج لكثرة تلبية الطلبات اليومية من نقص المياه وعدم وجود مقاول متخصص لهذه المهمة زادت المشكلة وتأزمت والذي يأمله المواطنون والفرع هو توفير عدد كافٍ من الصهاريج حتى لا يضطر الأهالي للشراء من السوق السوداء وبمبالغ كبيرة وهذا يسبب مشاكل كثيرة ومتعددة، حيث إن بعض المياه المجلوبة غير صالحة للاستعمال ودون مراقبة وقد تسبب أضراراً صحية ولهذه الأسباب فإن الأهالي يأملون سرعة إيجاد حلول مناسبة لهذه المشكلة ويرجون من معالي الوزير سرعة تطوير المحطة وإنشاء محطة مستقلة لمحافظة الرس وأخرى لمحافظة البدائع والتي هي الأخرى تعاني نفس المشكلة وكذلك سرعة جلب المياه المحلاَّة لهذه المحافظات وهذا بحد ذاته يعتبر حلاً نهائياً لهذه المشكلة أو على الأقل ينظر إلى محطة التنقية الحالية في البدائع ويتم تطويرها لوفرة المياه في جوف الأرض والذي يحتاج إلى تخطيط وتوزيع بشكل أكبر، ولا شك أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني يبذلون جهوداً كبيرة ومضاعفة ويصرفون الأموال الطائلة لتوفير هذه المشاريع المهمة لجميع مناطق ومحافظات المملكة، حيث إن دولتنا ولله الحمد من الدول المتقدِّمة عالمياً في هذا المجال وخاصة في جلب المياه المحلاَّة من البحر على أحدث الطرق وذلك من أجل رفاهية المواطن في هذا الوطن الغالي، وإننا على ثقة من وصول أصواتنا إلى المسؤولين، وتلبية رغباتنا ستكون محل اهتمامهم لكي تسعد الرس بالمياه الوفيرة.. وبالله التوفيق.