قالت هيئة من الخبراء والمسؤولين الأمريكيين السابقين: إن عدم وجود حوار مستمر مع ايران على مدى الخمسة والعشرين عاما الماضية يضر بالمصالح الامريكية في وقت يشهد انخراط الولاياتالمتحدة بدرجة غير مسبوقة في الشرق الاوسط وآسيا الوسطى.وحذرت الهيئة في تقرير نشره امس الاثنين مجلس العلاقات الخارجية وهو مركز بحثي من ان (التغلب على عدم وجود اي اتصالات امريكية - ايرانية ربما يكون هو البديل الوحيد... للجوء للقوة) من أجل تهدئة المخاوف الامريكية بشأن سلوك ايران. وأوصت الهيئة الولاياتالمتحدة بأن تغير توجهها نحو إجراء حوار (انتقائي) مع ايران والذي يشمل تقديم حوافز مثل احتمال إقامة علاقات تجارية مع الولاياتالمتحدة وتطبيق عقوبات سعيا لحل القضية النووية وإشاعة الاستقرار في الشرق الاوسط.وأعلنت النتائج التي توصلت اليها الهيئة اثناء حملة انتخابية امريكية تركز على سياسة الرئيس جورج بوش الخارجية وفي وقت يشهد مخاوف امريكية متزايدة من أن ايران تتجه بسرعة نحو بناء قنبلة نووية. وكانت ادارة بوش طوال فترة رئاسته منقسمة حول اذا ما كان ينبغي إجراء اتصالات مع ايران بعد ربع قرن من العداء أم ينبغي تشديد الموقف معها.وألمح جون كيري المرشح الديمقراطي للرئاسة الى اهتمامه بإجراء حوار اكبر مع طهران. وخلصت الهيئة التي ترأسها مستشار الامن القومي السابق زبيجنيو بريجنسكي وروبرت جيتس مدير وكالة المخابرات المركزية السابق الى ان (الافتقار الحالي لاتصال مستمر مع ايران يضر بالمصالح الامريكية في منطقة حساسة من العالم وأنه ينبغي إجراء حوار مباشر مع طهران حول مجالات محددة ذات اهتمام مشترك). وقال التقرير: يجب عدم تأجيل الحوار السياسي الامريكي - الايراني الى ان يتم حل الخلافات حول طموحات ايران النووية وتدخلها في الصراعات الاقليمية. واضاف (بل ان عملية الحوار السياسي الانتقائي نفسها قد تمثل وسيلة فعالة لمعالجة هذه الخلافات). وأضاف التقرير ان ايران التي تقع (في وسط قوس الازمة في الشرق الاوسط) لها علاقات متشابكة مع العراق وأفغانستان وهما من مناطق العمليات العسكرية الامريكية الكبرى، وأنها تمثل (عاملا حاسما) في تحولات ما بعد الحرب في الدولتين. ووصف التقرير طموحات ايران النووية بأنها واحدة من اكثر القضايا التي تواجهها الولاياتالمتحدة إلحاحا. وانقسم اعضاء الهيئة حول ما اذا كانت ايران عاكفة على نحو كامل على تطوير سلاح نووي ولكنهم اتفقوا على انه حتى مع تعاونها مع المراقبين النوويين التابعين للامم المتحدة فإنها ستواصل (محاولة اخفاء نطاق برنامجها النووي من اجل الحفاظ على خياراتها مفتوحة لأطول وقت ممكن).