ضمن فعاليات مهرجان (جدة 25) أقيمت أمسية شعرية مساء السبت 29-5 أحياها كل من الشاعرين : الشاعر البحريني عبد الرحمن رفيع والشاعر الحجازي عبد الله دبلول ، الأمسية كانت ممتعة بحق حيث مزجت بين الشعر العامي والفصيح ، كما أفرد الشاعر عبد الرحمن رفيع جزءاً منها لذكرياته الطويلة مع الشاعر د.غازي القصيبي. الجزء الأول من الأمسية كان مع الشاعر الحجازي الفكاهي عبد الله دبلول حيث رحب بالشاعر البحريني ، وأمتع الجمهور بسبع قصائد عامية ماتعة من اللون الحجازي, ضحك وتفاعل معها الجمهور ، متأثراً بها في بعض الأحايين ، ابدى الشاعر فيها تواضعه أمام عبد الرحمن رفيع ، حيث عبر عن ذلك ب(التلميذ أمام الأستاذ). القصيدة الأولى في جدة _ عرفتها طفلة وشعرها غجري. وقف الشاعر كثيراً في قصائده على الذكريات الحجازية والحارات ، مستلهماً الأزقة والأدوات القديمة معبراً عن ذلك في قصيدة : زقاق بيتنا القديم, وقصيدة : من يتذكر أيام راحت ، وقصيدة : بيت جدي ، وقصيدة : تبدل الحال ، التي تحكي تبدل الحال من الزمن القديم إلى الآن. ولم يغفل الشاعر عن القضايا الاجتماعية المعاصرة ، حيث كانت له قصيدة المخدرات حيث أظهرها في أبشع صورها مبيناً ضررها على الفرد والمجتمع. أما القصيدة الأخيرة (الوفاء) فلقد كانت مؤثرة وهي عن الوالد أي والد ، حيث أوضح مرارة فقد الوالد والفرصة الذهبية لمن ما زال والده على قيد الحياة حيث طاعته ونيل رضاه. *** الشاعر البحريني عبد الرحمن رفيع كان نجماً كعادته وأخذ أكثر من ثلثي الأمسية ، مدخلاً البهجة والسرور في نفوس الحاضرين حيث ضمن مشاركته بعضا من ذكرياته الطويلة مع الشاعر د.غازي القصيبي ، إضافة إلى قصائد عامية وفصيحة. البداية كانت مع الفصيح بقصيدة : في آخر الليل ، وقصيدة فيها خيال واسع بعنوان (سمعت وراء الباب طرقاً) ، وقصيدة من يقرع الأبواب في الظلام. وبعيداً عن العاطفة كانت له قصيدة في سوار الذهب الذي وصل إلى السلطة وتركها مختارا ومنها : يا سوار الذهبِ أيها الحر الأبي ما رأينا مثلكم في العربِ وصل الكرسي فلم يعلي شأن الخشب سوف تبقى علماً بين أهل الرتب اتبعها بقصيدة : أنا لا اكتب إلا بقلم. وقصيدة نسجها على منوال قصيدة للأخطل الصغير منها : من أول المجد موصولاً بآخره لبنان أجمل فصل في دفاتره تمضي القرون عليه وهو بعد فتىً واحلى الأناشيد تروى في مفاتنه إنَّ الهوى في سوى لبنان مضيعة فاغنم هواه ولا تأبه لسايره ويقول في جدة : وقد ذابت قلوب في هواها وسوف تذوب ما أنت الوحيد وقصيدته الشهيرة المنشورة : قالوا لي : رايحْ على وينْ؟ واللي رايح له ، يسْوَى تترك من أجله البحرينْ وليش طاير لك مثل الطيرْ ريِّحْ ، لا تعجَّل في السير قلت رايح صوب بلد الزينْ لعروس البحر الأحمر رايح جدة واليوم جدة اليوم جدة غير غير وعوداً على الفصيح حيث ذكرياته مع أدونيس ود. غازي القصيبي ، وأفرد لها نصيباً وافراً وكانت ممتعة ، بعد ذلك بين مرحلة من مراحله الشعرية وهي كتابة الخماسيات والثلاثيات ، وختم بقصيدة من نوع فريد بين العامية والفصحى.