إنها مدينة أبهاالمدينة الوادعة التي حبتها الطبيعة بأروع ما حاكته أناملها من فتنة وجمال ورونق وبهاء.. جبال شامخة أسبغت عليها الغيوم هالات حول هاماتها وكست الغابات الخضر سفوحها وتفجرت المياه ينابيع كاللجين من صخورها الدهرية لتجرى في الأودية الخضر والسهول السندسية فتحيي الأرض وتلبسها هذه الحلة الغضة التي لا تبلى جدتها الفصول.. فلا تعرف الذبول ولا يتمشى في ألوانها الفصول. إن هذه الطبيعة الجميلة الخلابة ليست في مدينة أبها فحسب بل في مختلف قرى ومدن منطقة عسير الشاسعة: إنني حينما وصفتها لم أعطها حقها كاملا فهي تعطي الحقيقة لكل من قدر له السفر إليها.. هناك شيء وأشياء لابد من ايجادها لهذه المنطقة إذا كنا كما نقول نريدها مدينة سياحية. إن الشيء المهم الذي أريد التطرق إليه هو ضرورة إنشاء عدة فنادق سياحية في كل من أبها، السودة، والمحالة لما تمتاز به هذه الجهات من جمال الطبيعة ورونقها وبتوافر هذه الفنادق فإنني واثق جداً من أن أغلب مواطني هذا البلد العزيز وبالأخص الشباب سيتجه إلى مصايف بلادي للاصطياف والترويح لاكتساب طاقة جديدة لبدء العمل والكفاح من جديد مدخرين بذلك القدر الوفير مما سيكلفهم من مال وعناء لو أنهم شدوا الرحال إلى خارج المملكة.. هذا ناهيك عن فوات فرصة الوقوف على مناطق المملكة السياحية ومعرفة البلاد أولا. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نأمل من الله وفي همة سمو أمير المنطقة الشاب الذي اختارته حكمة الفيصل الباني ليكون في هذا المركز المهم الذي جاء من حسن طالع المنطقة لأن ما عرف عن سموه في جميع المجالات التي تبوأ فيها ونالت ما نالت من تقدم وازدهار في عهد باني نهضة المملكة المفدى. أن يسعى والله من وراء القصد في تعبيد الطرق النائية التي تربط المنطقة بالأقاليم الأخرى وخلق المناخ المصالح للتريح وتمضية فراغ المصطافين من متنزهات وفنادق ودور لرعاية الشباب وميادين للرياضة ... الخ حتى نسترعي انتباه السياح الذين يفضلون الخارج وتصبح تلك المنطقة منافسة لغيرها، وبالله العون والاتكال.