أعربت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة عن أسفها الشديد لما سببته الأعمال الإرهابية من إساءة بالغة للإسلام.. وحذرت في بيان أصدرته بهذا الشأن الفئةَ الضالةَ من العقاب الإلهي على ما ارتكبته من جرائم بحق الدين والوطن.. وفيما يلي نص البيان: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد، الذي بعثه الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فإن هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية في المملكة العربية السعودية، تابعت الأعمال الإجرامية التي قامت بها الفئة الضالة في أنحاء متفرقة من المملكة العربية السعودية، وأزهقت خلالها الأنفس المعصومة، وروعت الآمنين، وأتلفت الأموال والممتلكات الخاصة والعامة، وخرجت على النظام، وعصت ولي الأمر، واستخفت بالمحرمات في بلد الحرمين الشريفين ومبعث رسالة الإسلام التي بعث بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة لجميع الناس.. {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. وإن الهيئة إذ تستشعر مسؤوليتها الإسلامية والإنسانية والخيرية وأهدافها في إشاعة البر والرحمة بين الناس، وواجبها في محاربة الانحراف فإنها تدين أعمال الإرهاب الإجرامية التي حدثت في المملكة العربية السعودية وتؤكد أن فاعليها أجرموا بحق الإسلام الذي استغلت جهات معادية حدوث جرائم الإرهاب لتشويهه، فصوروه بأنه يستبيح حرمة الدماء والأموال، ويرفض الحوار، ولا يقبل حل المشكلات والنزاعات مع مخالفيه بالطرق السلمية، كما صوروا المسلمين بأنهم دمويون يمثلون خطراً على الأمن والسِلم الدوليين، وعلى القيم الحضارية وحقوق الإنسان، وهذا يؤدي إلى أضرار ومفاسد تنعكس على مصالح الأمة الإسلامية، وتعوق رسالتها في نشر السلام والأمن وحماية حقوق الإنسان وتضر في الوقت نفسه بعلاقات المسلمين بغيرهم. وإذ تعرب الهيئة عن الأسف الشديد لما سببته أعمال الإرهاب من إساءة بالغة للإسلام والمسلمين فإنها تحذر الفئة الضالة من العقاب الإلهي على ما ارتكبته من جرائم بحق الدين والوطن، وتؤكد لكل مهتم بالإنسان وأمنه ما يلي: أولاً: إن الإسلام دين الرحمة الذي كفل أمن الإنسان حيث ينعم المسلمون في حماه بالحماية الكلية، وفق ما أوضحه الرحمة المهداة محمد صلى الله عليه وسلم: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام).. (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).. (لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً).. (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي، وإن كان أخاه لأبيه وأمه). ثانياً: إن أفراد الفئة الضالة خالفوا توجيه الإسلام فقتلوا العديد من المسلمين عمداً، وهو أمر محرم في الشريعة الإسلامية حرمة قطعية، توجب غضب الله سبحانه وتعالى ولعنته وعظيم عذابه يوم القيامة: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (النساء 93). ثالثاً: إن الحوادث الإرهابية أودت بحياة أفراد من غير المسلمين، وهم من المستأمنين الذين لا يجوز قتلهم: {وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ} (الإسراء 33)، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة). رواه البخاري وأحمد وابن ماجه. رابعاً: إن منفذي بعض الجرائم الإرهابية في المملكة أقدموا على قتل أنفسهم عمداً، إذ فجروا أنفسهم، فألقوا بأيديهم إلى التهلكة التي حرم الله: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (البقرة 195)، {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا} (النساء 29-30)، وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل نفسه بشيء عذب به في نار جهنم) متفق عليه. وفي حديث آخر: (من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم، خالداً مخلداً فيها أبداً.. الحديث) متفق عليه. خامساً: إن الوقائع التي برزت في حوادث الإرهاب، وما اجتمع لها من عناصر هي من المحرمات القطعية في دين الله، يجعلها تدخل في باب الإفساد في الأرض، حيث تضمنت القتل والترويع والأذى وهدم المنشآت، والخروج على طاعة ولي الأمر، وقد شرع الله سبحانه وتعالى الجزاء الرادع لهذا العمل وعده محاربة لله ورسوله: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (سورة المائدة 33). إن الهيئة إذ تحرص على أمن بلد الحرمين الشريفين، وعلى وحدة شعبه، فإنها تدعو أفراد الفئة الضالة للاستفادة من فرصة العفو الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود يوم 5 - 5 - 1425ه، وأن يعلنوا التوبة ويبادروا بتسليم أنفسهم للسلطات المختصة، كما تدعو المواطنين والمقيمين في المملكة للتعاون لحماية الوطن، ومنع الأعمال الإجرامية التي تستهدف أمنه والنيل منه. وتهيب الهيئة بالمؤسسات الخيرية والإنسانية في العالم للتعاون في إشاعة قيم الخير والبر والتراحم والتعاطف والأمن والسلام التي حث عليها الإسلام بين الناس. وأخيراً.. فإن الهيئة تقدم صادق العزاء لأسر الشهداء الذين قتلتهم يد الغدر، ونسأل الله سبحانه وتعالى لهم الصبر والسلوان، وانطلاقاً من المسؤولية الإسلامية للهيئة، فإنها عمدت جميع مكاتبها في المملكة لتخصيص كفالات مادية لأبناء الشهداء وبناتهم، تتيح لهم الاستمرار في التعليم حتى نهاية المرحلة الجامعية، وإعادة تأهيل من كان منهم راغباً في الانضمام إلى الوظائف المتاحة في القطاعين الحكومي والخاص. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.