عجيب هذا الزمن؟! فيه بشر يريدون تغيير معالم وطننا بشعارات لا تنطلي على أحد بفعلهم الإرهابي يقولون: نحن مجاهدون، يا له من جهاد عجيب، ولكن ليس هناك أعجب ممن يقتل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء باسم الدين؟! ديننا بريء منهم ومن سلوكهم المشين الذي ينسبونه للجهاد وهم أبعد ما يكونون عن الجهاد الحقيقي، وهنا أريد أن أسأل هل نجد من هؤلاء ومن هم على شاكلتهم من يدافع عن حدود الوطن لو حدث مكروه لا سمح الله ؟ بالطبع لا، بل سيكونون هم أول الفارين وإن هم لزموا أمكانهم فسيكون للمساهمة في زيادة جرح الوطن لا أحد بعد الأحداث الدامية من الممكن أن يصدق أو يتعاطف معهم بأي شكل من الأشكال فالقاتل لا يستحق ولو نظرة شفقة حتى وإن قال البعض إنه مغرر بهم، لهذه الدرجة يصل التغرير ولحساب من؟! ومن هو المستفيد إن التنظيمات الإرهابية وتجار السلاح والمخدرات يسعدهم ذلك فعندما تتدهور الأخلاق والأمن تنشط تجارتهم ويلتف حولهم تجار كل شيء وأي شيء وكل يبيع بطريقته وهؤلاء الإرهابيون يبيعون دينهم ووطنهم بثمن بخس بدون متعة بدون أمان، لكن لكل شيء نهاية، وإن طالت، فالكل يدرك أن دحر فكرهم وفعلهم جهاد لتصحيح مفاهيم سماحة الدين الحقيقي بدون دماء ولا صوت طلقات الرصاص ولا دموع المفارقين للأحبة، ديننا رائع لو طبق كما جاء بدون عبث البشر وسكوت بعض من يدعون الالتزام ويسعدون بكلمة شيخ وهم أبعد ما يكون عن روح المسلم البسيط الذي لا ترضيه لعبة الخارجين عن الدين والوطن - فهو يدرك حقيقة الأمور بقلبه الصافي الذي يدرك أن الولاء الحقيقي يكون لله ورسوله ولأئمة المسلمين وأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح فأية مصلحة يرجو البعض من ساسة الإرهاب؟! إنه بحق صفقة لصالحهم فقط ولحساب من يخطط لهم ولكنهم لا يدركون أنها ستتحول إلى صفعة قوية تفقدهم حياتهم وتجتث فكرهم العقيم رغما عن كل شيء.