بداية لا داعي إذا قلت: إنني أشعر بانحياز ماله حدود لهذه البقعة الغالية وأراها معنى تاريخيا يجسد ماضي الأيام ومستقبلها. إنها الجوف مهد الميلاد وقابلة الحاضر، ويشرفنا أن يكون ترابها بحق هو وسادة المنام وقبر النهاية. أكتب عنها اليوم بقلم عاجز خجول، فما أصعب أن أترجم الجوف على سطر وأنقلها لقارئي على جسر من كلمات، ولكن ما يدفعني هو دعوتها لكل محبيها لحضور مهرجانها الأغلى الذي تخير له المسؤولون شعارا يناسبها ولا يخطئها.. الجوف حلوة، كلمة واحدة، ولكنها تحمل معاني عظيمة تحتاج منا لكتب وموسوعات فالأثر الغالي يبدو اليوم زينتها، وأجواؤها السمحة هي العطر الذي نستقبل به زائريها، أما الكرم والشهامة والحب فهي أجمل الطبائع وأحلى الخصال. الجوف حلوة بقلوب أهلها الصافية النقية، لذا فما أصدقه حقا، هذا الشعار فقد استطاع أن يلملم هذا الجمال المتناثر في سلة واحدة نعم، إننا ننتظر بشوق المحبين هذا التاريخ الذي ترفع فيه الستائر عن أجمل المهرجانات وأحلاها لنخرج جميعا مشاركين رجالا كنا أو نساء صغارا أو كبارا لنرد للجوف حقها ونقدم لها هدية الحب في يوم عيدها. وعذرا لو أبديت دهشتي على الصفحات من أناس هجروا هذا المكان الحالم في رحلة صيف أو شتاء ليلوذوا بربوع أوطان أخرى آملين على أن يجدوا على أرضها المتعة والسعادة، ولست أدري أي سعادة تلك، وأي متعة بعدما هجرنا باختيارنا بيت الجمال، وسافرنا بحثا عن شبيه له ومثيل. وعلى قدر دهشتي من قناعات البعض تبدو سعادتي واضحة وقتما أرى هؤلاء عائدين على عجل يسابقون خطواتهم، ولسان حالهم يقول خسرت البقاع جميعها وفازت الجوف برهان الجمال. يا سادة الجوف حلوة نعم حلوة.... فقط تحتاج أن نراها نحن بعيون حلوة فتعالوا نعيد النظرة والإطلالة، ونقرأ صفحة أيامها المشرقة لحظتها سنجدها واحدة بظلال وارفة وسكنا بأبواب آمنة، وحضنا لا يغيب عنه الدفء أبدا ماذا بعد.. عند هذا أكتفى وأرفع قلمي من على الورق وأترك لكم الجوف تتكلم. * كاتبة تربوية ومديرة الابتدائية السابعة بالجوف