تتأذى عين الإنسان السوي عندما تقع على رجل أطال شعر رأسه، وحلق لحيته إلى حد يصعب تمييزه عن النساء، أو يرتدي ملابس تشبه ملابس النساء، أو امرأة تتزين بزي الرجال، أو تقلدهم في مظاهرهم، أو سلوكهم، لما في ذلك من اعتراض ومجافاة لحكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه، لكن لماذا يقدم رجل للتخلي عن مظهره الرجولي والتشبه بأنثى، ولماذا تفعل المرأة مثل ذلك، ولماذا حرم الإسلام هذا السلوك المنبوذ؟ ***** جاء الإسلام ليخلص البشرية من أدران الجاهلية وأمراضها، ويقوم السلوك الإنساني ضد أي اعوجاج أو انحراف عن الفطرة السوية، ويقدم العلاج الشافي لأمراض الإنسان في كل العصور القديم منها والحديث، مما حملته العصور الحديثة بتقنياتها ومستجداتها، وهو علاج تقبله كل نفس سوية، ولا ترفضه إلا نفوس معاندة مكابرة، جاهلة، أضلها هوى، أو متعة زائلة. وقد استوعبت الشريعة الغراء كل ما قد يقترفه الإنسان من ذنوب، أو محرمات في كل عصر، سواء كانت أقوالاً أو أفعالاً، أو حتى ما يعتمل في الصدور من مشاعر وانفعالات، وأبانت أسباب تحريمها جُملة وتفصيلاً في القرآن الكريم والسنة المطهرة، إلا ان الكثيرين مازالوا يسقطون في دائرة المحرمات هذه، إما جهلاً، أو استكباراً، أو استصغاراً لها، أو بحثاً عن منفعة دنيوية رخيصة واستجابة لشهوة لحظية، بل إن بعض هؤلاء يحاولون الالتفاف على حكم الإسلام الرافض لهذه السلوكيات، بدعاوى وأقاويل هشة لا تصمد أمام وضوح وإعجاز الإسلام في رفضه لهذه الموبقات التي تضر ليس مرتكبها فحسب، بل تهدد المجتمع بأسره. و«الجزيرة».. تفتح ملف هذه السلوكيات المرفوضة، تذكرةً وعبرةً ووقايةً للمجتمع من أخطار هذه السلوكيات، وتحذيراً لمن يرتكبها من سوء العاقبة في الدنيا والآخرة، من خلال رؤى وآراء يقدمها أصحاب الفضيلة العلماء والقضاة والدعاة وأهل الرأي والفكر من المختصين كل في مجاله.. آملين ان تكون بداية للإقلاع عن مثل هذه السلوكيات التي حرمها الله، قبل ان تصل بصاحبها إلى الندم وسوء الخاتمة.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. ***** في البداية يقول فضيلة الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض: النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من تشبه بقوم فهو منهم)، فلا يجوز التشبه بالكفار، ولا الرجل بالمرأة، ولا المرأة بالرجل، ومما يؤسف له ان كل مظاهر هذا التشبه المرفوض ينشأ بين شباب المسلمين من خلال وسائل الإعلام، التي تقدم الماجنين والفاسقين، على أنهم قدوة، وتقدم التعري والتشبه بأبشع صوره وأقبحها على أنه طريق إلى النجومية والشهرة وغير ذلك مما يخدعون به شباب المسلمين، ولا شك ان هذا من كيد اليهود، وقد نصوا عليه في البروتوكول الرابع، والبروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء بني صهيون، وسعيهم الحثيث لذلك، ودعوا إلى أهميته ونشره بين شباب المسلمين، ونجحوا مع الأسف الشديد في اصطياد كثير من شباب المسلمين، ولذا فان من واجبنا ان نقوم بالاتجاه المضاد، وان نوجد إعلاماً إسلامياً صادقاً، يخاطب الشباب بغريزتهم، وأريحيتهم، وتوجهاتهم، وميولهم، وطبائعهم، خطاباً شبابياً نقياً صافياً، لأن هؤلاء الشباب غصن طري يقبل التوجيه والنصح والإرشاد، ولكنه بحاجة إلى مخلص غيور، وبحاجة إلى رفيق حكيم، يستطيع ان يعتني بهم عناية تامة، وهذا هو الطريق الأمثل ان يسلك بالشباب صراط الله المستقيم، وأن يسلك بهم سبيل الدعوة إلى الله، وان يشجعوا، وان تتضافر جهود رجال المال الإسلامي لإيجاد إعلام عالمي قوي، لأن الإعلام هو لغة التخاطب في العصر الحديث. حالات التشبُّه من جانبه يشخص فضيلة الشيخ رضوان بن عبدالكريم المشيقح رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة بريدة ملامح وأسباب هذه الظاهرة والتي تنتشر بين بعض الشباب، فيقول: ان هذا الفعل ينم عن فساد الأخلاق، ومجاهرة من الفساق بتشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، تكشف بوناً شاسعاً بين المسلمين وبين تعاليم الكتاب المبين، وسيرة خاتم النبيين، موضحاً: لقد كثر وانتشر تشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال لا سيما في هذا الزمان، وهذا مصداق لما رواه أبو نعيم في الحلية عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعاً: (من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة منها تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال). ويعدد الشيخ المشيقح حالات تشبه الرجال بالنساء، فيقول: تبدأ من لبس الذهب، فلقد لبس بعض الرجال الذهب في أيديهم، خواتم في الأصابع وأسورة في الأيدي، ولبسوه في أعناقهم قلائد وسلاسل، وبعض الرجال لبس الذهب في صدره أزارير ومرصعات، وبعضهم كبكات من الذهب، وبعضهم ساعة من ذهب أو ساعة مموهة بماء الذهب - فسبحان الله العظيم - رجال يتحلون بالذهب لينزلوا عن كمالهم الذي وهبهم الله إياه إلى نقص النساء، قال تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ}، فهؤلاء نزلوا بأنفسهم ليشاركوا النساء فيما خصهن الله به من الزينة، فالرجل ليس بحاجة أن ينزل بنفسه إلى مستوى النساء، وتتبع مثل هذه السفاسف التي تبعده عما هيئ له من الشؤون العظيمة، والنظر في شؤون دينه ودنياه، وهؤلاء الرجال بذلك جمعوا بين معصيتين، إحداهما التشبه بالنساء، فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال) والمعصية الثانية استحلال ما هو محرم على الذكر بالنص الصريح الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ حريراً وذهباً فقال هذان حرام على ذكور أمتي حل لإناثهم، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه، وقال: (يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده)، فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ خاتمك انتفع به، فقال: لا والله لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. لبس الحرير ومن حالات تشبه الرجال بالنساء أيضا لبسهم للحرير، لأنه من ملابس النساء، ولابسه من الرجال لا بد ان يكون فيه أنوثة تدعوه إلى التشبه بالنساء، وكما قيل: وكل امرئ يهفو إلى ما يناسبه، ومن ذلك أيضا ما افتتن به كثير من الرجال من حلق اللحى، لتكون وجوههم ناعمة لا شعر فيها، ولا شك ان في ذلك مخالفة لهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهدي الأنبياء قبله، وما كان عليه الخلفاء الراشدون، وسائر الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (جزوا الشوارب وارخوا اللحى خالفوا المجوس)، وقد قال ابن عبدالبر وغيره يحرم حلق اللحية. كذلك من تشبه الرجال بالنساء ما يفعله كثير من الرجال من التصفيق في المجالس والمجامع والمنتديات والمسابقات والحفلات عند رؤية ما يعجبهم من الأفعال، وعند سماع ما يستحسنونه من الخطب والأشعار، أو افتتاح منشأة من المنشآت، فهذا التصفيق سخف ورعونة ومنكر مردود، لأن التصفيق من خصائص النساء لتنبيه الإمام إذا فاته شيء من صلاته، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (إنما التصفيق للنساء)، فالنبي صلى الله عليه وسلم أنكر على الرجال لما صفقوا في الصلاة أنهم فعلوا فعلاً لا يجوز للرجال فعله، ولا يليق بهم، وإنما يليق بالنساء، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الجملة الوجيزة بالحصر والاستغراق والاختصاص، فدلت على منع الرجال من التصفيق البتة، وعلى هذا فمن صفق من الرجال فقد تشبه بالنساء فيما هو من خصائصهن، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء كما رواه الإمام أحمد والبخاري وغيرهما. ويضيف الشيخ المشيقح: إن الإنسان العاقل ليعجب كل العجب عندما يرى رجلاً بالغاً أو رجلاً مسناً متمثلاً بمسؤوليته وأما جمع غفير من الناس تراه يصفق بيديه كما يصفق السفهاء والنسوان، فينبغي للرجل ان يكون له ثقله أمام الرجال، وإذا رأى شيئاً يعجبه ان يقول: الله أكبر، أو لا إله إلا الله، ولهذا لم يكن التصفيق من هدي الرسول عليه السلام ، ولا من هدي أصحابه رضي الله عنهم، ولا من عمل التابعين وتابعيهم بإحسان، وإنما حدث في المسلمين أثناء القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية، لما كثرت مخالطة المسلمين للكفار، وأعجب جهال المسلمين بأفعالهم الذميمة، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب خطباً ما خطب أحد على وجه الأرض أقوى ولا أبلغ منه خطبة، وكذلك يخطب البلغاء وفصحاء العرب بحضرته، وينشد فحول الشعراء عنده أضخم الشعر وأجزله، ومع ذلك لم ينقل ان أحداً من أصحابه صفق عند سماع خطبة ولا قصيدة، وكذلك الخلفاء الراشدون بعده لم ينقل عنهم ولا عن غيرهم في عصرهم انهم كانوا يصفقون عند التعجب والاستحسان. الأدهى والأمر ومن تشبه الرجال بالنساء ما هو أدهى وأمر مما سبق ذكره، ألا وهو ما يقوم بعض الرجال أو الممثلين علانية وعلى مرأى ومسمع من الناس سواء على المسرح في الحفلات أو عن طريق شاشات التلفاز، حيث يقوم الرجل بتمثيل دور المرأة في صورتها ولباسها وفي كلامهما وهيئتها تمثيلاً متقناً كأنه المرأة تماماً، في حين ان هذا الرجل لو قيل له يا شبيه المرأة، لاستشاط غضباً ورأى ذلك مسبة له، فالله أكبر ما هذا التناقض، يغضب من قول شبيه بالمرأة ويراه مسبة له، ثم يحقق تلك المشابهة بنفسه، وما علم المسكين ان الفعل أبلغ من القول، لأن الفعل أمر واقع، حتى ان البعض من الرجال الممثلين لدور المرأة قد لا يعرف عند عامة الناس إلا بأم فلان، فتمثيل الرجل لدور المرأة تشبه لا محالة بالنساء، وخدمته للمجتمع كما يزعم يستحق على قيامه بهذا العمل الفريد اللعنة من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولكونه تجرأ مجاهرة أمام الناس بمعصية الله تعالى بدون حياء ولا خجل، فقد ثبت في صحيح البخاري وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل)، ومعنى كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى، وإذا طرد وأبعد العبد عن رحمة الله تعالى فقد خسر الدنيا والآخرة، ولذا قال الخليفة الراشد عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى رحمة واسعة: (لقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض). ومن تشبه الرجال بالنساء أيضا ما يقوم به بعض الشباب من وضع المساحيق والمكياج، وإظهار التجمل بذلك، وكذلك ما يقوم به بعض الشباب من التكسر في المشية، وإظهار النعومة وترقيق الكلام، ولبس الضيق من اللباس وغير ذلك من استعمال بعض خصائص النساء، فكل ذلك داخل في تشبه الرجال بالنساء، وان فاعله يستحل اللعن على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، والطرد والإبعاد عن رحمة الله تعالى. الوعيد الشديد لهؤلاء ويؤكد الشيخ المشيقح انه بهذا الوعيد الشديد والطرد العظيم صار تشبه الرجل بالمرأة وتشبه المرأة بالرجل من كبائر الذنوب التي لا بد فيها من توبة نصوح، ورجوع إلى الله تعالى رجوعاً صحيحاً يندم فيه المرء على ما جرى منه ويعزم على الا يعود، أما تشبه النساء بالرجال فكثير جداً، ومنه ما يقوم به بعض النساء الآن بقص شعورهن إلى حد تشبه الرجل في ذلك، والتي تعرف (بقصة ولادية) ففي اسمها ولادية دليل على انها مشابهة لقصة الأولاد الذكور. ومن تشبه النساء بالرجال كذلك ما يقوم به بعض النساء بتمثيل دور الرجل سواء على خشبة المسرح، أو بين بنات جنسها، فجميع تلك الأفعال، مما ورد فيها الوعيد الشديد على ما ارتكبها سواء كان التشبه في لباس، أو حلية، أو كلام، أو مشي، أو غير ذلك من الأفعال والهيئات، ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان وغيره، وفي رواية لأحمد قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخنثي الرجال الذين يتشبهون بالنساء، والمترجلات من النساء المتشبهات بالرجال. الغزو الفكري من جانبها تقول الأستاذة حفصة الطاسان المتخصصة بالقرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالرس: في عصر الانفتاح، والفضائيات، وكثرة الفتن والشبهات، تأثر كثير من المسلمين والمسلمات، وخاصة الشباب والفتيات، بركام حضارة الغرب، ونفاياته التي أصبحت تصل إلينا في أبشع صور الغزو الفكري، الذي يستهدف الأمة برجالها ونسائها، لإزالة الفوارق بين البنين والبنات، حتى يكون الانسجام والاندماج المحرم بينهم من حيث لا يشعرون، وانعكست هذه المشاهد على تصرفات المسلمين والمسلمات في تجاهل عجيب لنصوص الوحيين في خطر وتحريم هذا التشبه والتقليد، وأصبحت ظواهرهم إعلاناً سافراً، ودعوة ملحة لقبول هذا الغزو، ومن ينكره عليهم ويحذرهم منه يتهم بالرجعية والتخلف. وإنه لمن دواعي الأسى والألم ما نشاهده اليوم من انتشار الميوعة بين الشباب والفتيات، وتشبه بعضهم ببعض، ومظاهر التخنث التي تقتل روح الرجولة، وتمسح الأخلاق، فنراهم أشباه الرجال ولا رجال والعياذ بالله، شباب ينافسون الفتيات في تتبع الموضات، واستخدام مساحيق التجميل والإكسسوارات، قصات غريبة وملابس أفرنجية لا تتماشى مع العادات والتقاليد لكلا الجنسين، حتى الصغار لم يسلموا من موجة هذا التشبه المذموم، فلا نفرق بين الذكور والإناث. وتتساءل الأستاذة حفصة الطاسان أين حقيقة الإسلام والعزة بأحكام الدين في هذا السلوك المشين؟ أين الاستسلام لله في كل شيء؟ ما معنى ان تكون مسلماً مخالفاً للنصوص الصحيحة الصريحة التي تعلن اللعن والطرد من رحمة الله للمخنثين من الرجال والمترجلات من النساء؟ مظاهر عجيبة يتسابق عليها الرجال والنساء، وإننا لنرى حديث (حذو القذة بالقذة) ماثلاً أمام أعيننا، فها هو أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكون لباس الرجل ما بين الكعبين إلى نصف الساق، والمرأة ان ترخي ثوبها ذراعاً، قد ضرب به عصياناً وجهلاً، فرفعت المرأة ثيابها حتى الركبة، بل أكثر من ذلك، أما الرجل فقد أخذ أمر الرسول للنساء وطبقه على نفسه، وأصبح يجر ثوبه شبراً أو ذراعاً!! وفي مجتمعنا المحافظ قدم إلينا البنطال، وتحرج بعض الوافدين من الرجال من لبسه لما يرى من استنكار له وشيئاً فشيئاً غلب البنطال لباسنا الأبيض الساتر، فأضحى البنطال سيد الشارع بلا منازع، بل وحتى في المساجد، أما الأطفال فلا تسأل عن لباسهم الأبيض إلا في يوم العيد وبعض المدارس الحكومية!! هذا للرجال والأطفال أما النساء فقد انتشر بينهن انتشار النار في الهشيم، بدأ على حياء في المنازل ثم نزل إلى الشارع ولم يستنكر الأب ولا الزوج ذلك، حتى كثر الخبث فلم يعد هناك من ينكر ويستنكر!! بل ربما أعد البنطال ستراً وحشمة في مقابل ما سيأتي بعده، وقد هيئ الرجال - الذكور - لكل شيء، ولا نتعجب بعد ان فتح باب الفتن والتشبه من ان تلبس امرأة حذاء رجالياً وتسير به في الشارع، فالله المستعان. وتضيف الأستاذة الطاسان، أقول لكل مسلم ومسلمة: لا بد ان تعي معنى الانتماء للدين، وتبعات ذلك الانتماء، ولا بد ان يكون الدين مهيمناً على حياتنا، ويضبط حركاتنا، وسكناتنا، فالمسلم متميز في لباسه ودينه ومظهره وأفكاره، وكل حركاته، والمرأة المسلمة متميزة أيضا عن الرجل، ومن يحاول ان يجعل الرجل مثل المرأة أو العكس فقد حاد الله في قدره وشرعه، لأن الله له الحكمة البالغة فيما خلق وشرع، والحذر كل الحذر من ان نؤتى من قبل أنفسنا ونحن لا نشعر، أو أن نستورد البلايا من الموضات والتقليعات الوافدة المنافية للدين بحُرِّ أموالنا، ومحض أفكارنا، فإن الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، ولنحذر من محقرات الذنوب فإنها لا تزال بصاحبها حتى توقعه في هاوية الانحراف، ومن ثم الانسلاخ والتحلل من الدين فكراً وسلوكاً.