احتفلت محافظة الزلفي مؤخراً وبحضور معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد بتكريم الطلاب والطالبات الفائزين بجائزة الفالح للتفوق العلمي في سنتها الثالثة، هذا الجائزة التي أحسن آل فالح صنعاً حينما أعلنوا عن تأسيسها لتشجيع أبناء المحافظة على التنافس في هذا المضمار التربوي، والعمل على تقدير جهود المجدين وتكريم المبرزين، وشحذ هممهم إلى ما هو أسمى وأعلى. لقد كان عرساً جميلاً وليلة مبهجة تلك هي ليلة الجائزة، فقد تعطرت أسماعنا بكلمات التشجيع والاحتفاء بكوكبة من أبنائنا اجتهدوا فجنوا ثمرة اجتهادهم. وأعطوا العلم نصيبه من الجد والمثابرة فأعطاهم ما يستحقونه من الرفعة وعلو الشأن والمنزلة. فليت شعري كم ردد الطير في تلك الليلة من تغريده وشجنه احتفاء بهم وفرحاً بما نالوه: اطلب ولا تضجر من مطلب فآفة الطالب أن يضجرا أما ترى الحبلَ بتكراره في الصخرة الصَّمَّاء قد أثَّرا إن هذه الجائزة بمضامينها السامية وأهدافها النبيلة ليست ترفاً من الأفكار او اسلوبا من اساليب الدعاية وحب الشهرة. ولكنها احساس جميل وصادق بما على الإنسان من مسئولية تجاه مجتمعه. وهي درجة من الوعي النابه لمجال الاستثمار الحقيقي المتمثل في إعداد البشر وتأهيلهم لخوض غمار المستقبل الذي لا يرحم الضعفاء ولا أمثالهم أو أشباههم، وإذا كان جل رجال الأعمال والمشتغلين بالتجارة يدرسون الجدوى قبل إقدامهم على أي مشروع ويحسبونها وقل ان يخطئوا الحسبة. فإن ندرة منهم أيضاً فقهوا أن هنالك مشروعا جدواه أكبر وعائده أكثر، فاتجهوا له وبذلوا في سبيله رغم ان الجدوى ليست ظاهرة في المدى القريب أو المنظور، ولكنهم أدركوا ذلك ببعد نظرهم وعمق رؤيتهم. إنني جد فخور بهذا العمل المشرف من رجل الأعمال الفاضل الشيخ محمد بن ناصر الفالح وإخوانه الكرام فجزاهم الله خيراً على ما قدموه ويقدمونه وبارك في أموالهم واعمارهم. وإنه ليحدوني الأمل وغيري الكثير من أبناء المحافظة أن يتم في وقت قريب إنشاء مقر دائم للجائزة في أحد المواقع الرئيسية في البلد. متطلعين الى ان يراعى في تصميم هذا المقر أن يكون معلما بارزاً وواجهة ثقافية، وبمثابة مركز حضاري يستفاد منه في المناسبات المختلفة اجتماعية كانت أو ثقافية أو تربوية.