في مثل هذا اليوم من عام 1815م، وفي قرية واترلو البلجيكية، مني الامبراطور الفرنسي نابليون بونابارت بهزيمة كبيرة على يد دوق ولينجتون، والتي وضعت النهاية للعصر النابليوني في تاريخ أوروبا. يعد نابليون، الكورسيكي المولد، من أعظم الاستراتيجيين العسكريين في التاريخ، وقد تدرج في مناصب الجيش الثوري الفرنسي في أواخر 1790 . مع حلول عام 1799، كانت فرنسا متورطة في حروب مع معظم دول أوروبا، فعاد نابليون من الحملة الفرنسية على مصر لتولي مقاليد الحكومة الفرنسية وإنقاذ بلاده من الانهيار. في عام 1800، أصبح نابليون المستشار الاول للبلاد، فأعاد تنظيم جيوشه وهزم النمسا. في عام 1802، وضع نابليون القانون النابليوني، وهو نظام جديد للقانون الفرنسي، في عام 1804 تُوِّج امبراطوراً لفرنسا بكتدرائية نوتر دام. ومع حلول عام 1807، كانت الامبراطورية الفرنسية قد اتسعت رقعتها شمالاً وجنوباً. في عام 1812، بدأ نابليون يعاني من الهزائم العسكرية للمرة الاولى في تاريخه، حيث قاد حملة فاشلة لغزو روسيا، ثم خسر أسبانيا لدوق ولينجتون في حرب شبه الجزيرة، ثم مني بالهزيمة الكاملة على يد قوات الحلفاء في 1814 . وعلى الرغم من نفيه إلى جزيرة إلبا الواقعة بالبحر المتوسط، إلا أنه تمكن من الفرار والعودة إلى فرنسا في بداية عام 1815 وكون نظام حكم جديدا، ثم كوَّن نابليون جيشا كبيرا لمواجهة الحلفاء، وبدأ نابليون زحفه نحو بلجيكا. في 16 يونيو 1815، هزم نابليون جيش بروسيا تحت قيادة جبهارد لبيرخت فون بلشر في ليجني، وأرسل 33 ألف رجل أو ثلث جيشه تقريباً لتعقب فلول جيش بروسيا. في 18 يونيو، قاد نابليون ال72 ألف جندي الباقين في جيشه لمواجهة جيش دوق ولينجتون المكوَّن من 68 ألفا بالقرب من قرية واترلو. وبسبب تأخر نابليون بإعطاء أمر الهجوم، تمكنت قوات بلشر -الهاربة- من العودة والانضمام إلى المعركة، وفشل نابليون في اختراق صفوف الوسط في جيش الحلفاء، ومع انضمام قوات بروسيا بدأت هذه القوات الضغط على الجبهة الشرقية من جيش بونابارت. بمرور الوقت بدأ جيش الحلفاء في التقدم مع استمرار ضغط القوات البروسية، فبدأ الفرنسيون انسحاباً غير منظم. وقد وصلت الخسائر الفرنسية البشرية في معركة وترلو إلى 25 ألف جندي ما بين قتيل وجريح، إلى جانب أسْر 9 آلاف جندي آخرين، بينما وصلت خسائر الحلفاء إلى 23 ألف جندي. عاد نابليون إلى فرنسا، وفي 22 يونيو تنازل عن العرش لابنه، وقرر الرحيل عن فرنسا خوفاً من القوات المعادية للثورة. وفي 15 يوليو، استسلم إلى الحرس الانجليزي بميناء روتشفورت آملا في الذهاب إلى الولاياتالمتحدة، ولكن إنجلترا أرسلته إلى جزيرة سانت هيلينا في المحيط الاطلنطي. اعترض نابليون ولكنه لم يجد بديلاً عن قبول المنفى الذي عاش فيه بهدوء حتى وفاته بعد ستة أعوام في مايو 1821 هو في 51 من عمره بسرطان المعدة على الأرجح. في 1840، أُعِيْدَ جسده إلى فرنسا وأقيمت له جنازة مهيبة، ودفن جثمانه تحت صخرة الجندي المجهول بقوس النصر.