اطلعت على ما سطرته أنامل الأخت الكاتبة فاطمة العتيبي في زاويتها المعروفة (نهارات أخرى) عن موضوع في صميم الحياة الاجتماعية وذلك في العدد 11575 وتاريخ 19ربيع الآخر 1425ه. والموضوع الذي تطرقت إليه الأخت فاطمة ينتظر من المسؤولين تفعيل العلاج وهو حالة أبناء السعوديات المطلقات من أجانب!! فليست المشكلة زواج الأجانب من سعوديات وليس هذا عيباً لكن المشكلة النتائج المترتبة من وراء ذلك التي تجعل أهل الزوجين في حيرة من أمرهم وأذكر بعضا من النتائج وهي كما يلي: 1- نظرة المجتمع الى أبناء الزوجة على أنهم من غير بلدهم وذلك في الشارع والمدرسة والمسجد بالرغم من وجود التشابه الكبير بالملبس واللهجة والى حد كبير وقد يكون بالشكل وما يترتب على ذلك من آثار نفسية واجتماعية على الزوجة بالندم والكدر على ما فات وعلى الأبناء بتجرعهم هذه النظرة والمرارة التي يذوقون طعمها مع الأيام وما تخلفه سلبا على مستقبلهم الاجتماعي والعملي. 2- الاختلاف على المصروفات المادية إذا كانت الزوجة مطلقة من أجنبي وكيف تتم آليتها إذا ما عرفنا أن أبناءها لديها وحالتها المادية أدنى من المتوسط فهي ستتحمل مجموعة ضرائب وعلى رأسها تجديد الاقامة وجواز السفر فضلا عن رغبة الأبناء بزيارة أبيهم وبلدهم ناهيك أيضا عن المصروفات الشخصية. فكيف تصنع الزوجة في ظل هذه المعادلة الصعبة على كاهلها؟ هل تقوم حتما بدور الأب في النفقة دون النظر الى واجبه الشرعي تجاه أبنائه وذلك في ظل غيابه أم أنها ستتنازل عن حنانها وأمومتها بترك أبنائها تحت رعاية أبيهم وتتحمل تبعات ذلك والنتيجة سوف تكون بين أمرين أحلاهما مر؟ 3- المشكلات والاجراءات التي تواجه أبناء السعودية المطلقة في المعاملات والأنظمة الحكومية ومن ذلك عدم السماح لهم بالعمل الحكومي أو مزاولتهم للأعمال التجارية الحرة أو تملكهم لأبسط الحقوق الوطنية التي تمتلكها شريحة كبرى من أقاربهم السعوديين الذين يعيشون في محيطهم وكل ذلك لعدم حملهم الجنسية السعودية. فهذه الآثار وغيرها نتيجة العواقب التي تمر بها السعودية المطلقة بزواجها من غير بلدها فبعض السعوديات تم تزويجهن من باب المعرفة والصداقة أو ممارسة العمل التجاري من وراء الزوجة بحيث تصبح كفيلة لزوجها ويعمل باسمها أو محبة مؤقتة زائلة لا تعرف عواقبها الوخيمة إلا بعد الطلاق. فكل هذه الأمور لا يتجرعها إلا بنت الوطن التي اقترنت قبل أن تفكر بمستقبلها ومستقبل أبنائها، أما عن العلاج في نظري فهو معالجة أبناء السعوديات المطلقات ان المطلوب هو تعديل وضعهم بمنحهم الجنسية، ومن ثم اصدار قرار بمنع الزواج بالأجنبي مهما كانت العلاقة وبيان العواقب المترتبة على ذلك عبر مكاتب الأنكحة ووزارة الشؤون الاجتماعية أو حتى العكس لكي نحد من الأرقام المخيفة والاحصاءات الكبيرة عن أبناء السعوديين بالخارج وحالهم المكلومة أو أبناء السعوديات المطلقات من أجانب بالداخل. أ. إبراهيم بن عبدالكريم بن محمد الشايع