اعداد: الشيخ صالح بن سعد اللحيدان * لم أزل في حال ضيق وكرب خاصة بعد تقدم العمر وكثرة الذرية، كنت رجلاً بسيطاً فكافحت في (البيع والشراء) حتى امتهنت (العقار)، ودخل معي وساهم رجال من الكبار، فكنت أتولى أمرهم، وكانوا يحمونني كل حسب طريقته، أثريت وبلغت الثروة شيئاً كثيراً، خاصة العقار الأراضي، بجانب متاجرات أخرى رديفة. المال ساحر، خاصة مع مَن لديه طموح، وهناك مَن يحمي صاحبه من باب تبادل المصالح، مع أنني وإن كنت أرى أنني أنا السيد إلا أنني استُغللت (بضم الهمزة)، فمشيت في هذا ومشيت في غيره. طرقي واضحة لكنها لا تخلو من احتكار وأشياء أخرى، ماذا ترى لي منهجاً صحيحاً حتى أسلم، مع أنني سوف أنظر لكن ما علي، والأمر بين يديك؟ ع.أ.م.ع. - الرياض * نعم، المال.. والجاه.. والقوة أمور تدفع صاحبها وأصحابها أو قد تدفع صاحبها وأصحابها إلى السير في طريق كريه، من ذلك مثلاً: 1- الاحتكار. 2- التعدي. 3- التزوير بلباس فضفاض. 4- التساهل. 5- الاستغلال. 6- التمرد والمركزية. 7- لباس العقل والنزاهة ظاهراً. 8- لباس البذل والرحمة ظاهراً. 9- لباس الصلة وفعل الخير ظاهراً. 10- لباس النزاهة والوضوح ظاهراً. وقليل ما هم أولئك الذين ينجون من هذه المذكورات، قليل ذلك. إن حب السيطرة النفسية وحب الجاه والحياة وعصب ذلك المال والقوة، كل هذا تسيطر نفسياً بشعور وبدون شعور على (الإنسان)، والذين يدركون الخلل في وقت متأخر ويدركون السوء الحاصل قليل هم الذين يتوبون ويضحون بما بين أيديهم أو بعضه حتى ينجوا من الظلم لأنفسهم وللآخرين، وكثير من الناس يعلل ويؤول الأمور بحيل نفسية وعلل نفسية فيصدق نفسه بأنه الشاطر القوي الأمين، فتسير حياته على منوال سيئ قد يناله من هنا أو هناك دعوة عاجلة فيصاب بفتنة أو مرض أو ضياع أو خرف أو خوف وهم ما لم يؤجل الله تعالى له ذلك غداً. ولذلك قيل: عليك بأربع: 1- احذر الحرام تنجُ. 2- إياك والمسلم الضعيف. 3- عليك ببر الوالدين. 4- تجنب هضم حق المسكين. وقيل: عليك بثلاث: 1- حاسب نفسك، من أين لك هذا؟ 2- ما النية في الأخذ والعطاء؟ 3- كل مصيبة وفتنة بذنب فتدبَّر. وقيل: عليك بثلاث: 1- واسِ المظلوم واعدل معه. 2- واس المُساء إليه ولو من نفسك. 3- تدبَّر عاقبات الحوادث والقرون. وقيل: انظر واحدة: لا تستهن بالله وإن ظننت أنك مؤمن. يا أخ ع.أ.م.ع: تدبر وضعك جيداً خلال عملك في التجارة التي صاحبها قوة ونوع من المركزية والاحتكار، تدبر هذا بما يلي: هل أزحت أحداً ما؟ هل تسببت في إيذاء وتجميد أحد ما؟ هل ساهمت في أكل حرام أو شبهة؟ تدبر هذه الثلاثة الأسئلة، وكن منها على بينة، وإياك ورحمة نفسك أو تعليل نفسي سيئ. وإجابتك على هذه الأسئلة تبين لك (مالك وما عليك)، وحينئذ تصفو لك الحياة في حال نقاء وصباحة وضياء. لقد أحببتك صريحاً واضحاً، وبذلت لك الوسع في هذا كله، فعليك إذاً السير على ما ذكرت لك. لقد هزتني ورقتك، خاصة ص (32-33)، ففيها صراحة وحب السلامة في الحياة، وتبين لي صدقك حتى مع معارضة نفسك والهوى لك. آمل منك ما يأتي: 1- صنف المال وبرمج الزكاة فأخرجها. 2- كل مال مشبوه اخرج منه. 3- كل مساهمة أو شخص ضعيف الإيمان تجنبه. 4- كل مَن زاحمته تحلله وأعد إليه رد اعتبار. 5- كل مَن أسأت إليه تحلله ورد اعتباره. 6- كل أرض أو مشروع ما فيه غش أو غبن أو حيلة اخرج منه، لك مالك وعليك ما عليك. ولست ألومك حين نزل بك ما ذكرت من كرب وضيق، منها تان حالتان نفسيتان تدلان على وخز ضمير حي، وجلد عقل حر أمين، فبادر إلى ما ذكرت، وسر عليه ترشد. أخذ الله بيدك إلى كل عزيمة راشدة وهدى مبين.