سعادة رئيس التحرير خالد المالك تحية طيبة آه ثم آه نقولها صبحا ومساء، ونقولها والقلب يحترق أسى، نقولها والفؤاد يلتهب نارا، والعين تسيل دمعا، نقولها ودماؤنا أصبحت رخيصة، وكرامتنا أهينت مع كل يوم تفجعنا الأحداث، وتكشف لنا حقائق غيبت عنا عمدا، وأسرار أخفيت ظلما وعدوانا، هو حال المواطن المسلم والعربي بما حل بإخوان له في الدين والدم، وهو يشاهد ويرى تلك المناظر والمواقف مما يمارسه أعداء الله والإنسانية.. لقد صعقنا إن لم نكن صفعنا مما مارسته وحوش الغزاة، وعصابات الإجرام وأعداء الإنسانية من الصليبيين والصهاينة ضد إخواننا المضطهدين في عراق الحضارة والخلافة، صور نشرتها وعرضتها شبكة (سي. بي. اس) الأمريكية لسجناء عراقيين عراة ومقيدين وهم يتعرضون للضرب والتعذيب على يد جنود الصليبيين وساستهم. وقد تناقلتها كافة وسائل الإعلام بعدما كان السبق لل(سي. بي. اس)، وقد نشرت الجزيرة بعددها الصادر (11539) ليوم الأحد الموافق 13- 3-1425ه عددا من الصور التي تجعل الإنسان الحر الشريف يمسك رأسه لهول المصيبة ،وكبرى الطامة لما يمارسه الجلادون والمجرمون أبناء القردة والخنازير في صور بشعة تؤكد قمة الحقد والكراهية ضد إنسانية العرب والمسلمين. هذه الصور التي صاحبها موجة غضب عالمي، وردود فعل شعبي لتؤكد قمة الجرم والانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان من قبل دولة الاستعمار والاستبداد وبلد الحرية الزائفة، وحامية حقوق الإنسان الكاذبة، إنها أمريكا التي تعد أكبر عدو للعالم الإسلامي والعربي على وجه الخصوص.. إن هذه الصور لتؤكد للعالم أجمع أن احتلال العراق لم يكن من أجل أسلحة الدمار الشامل، وليس من أجل تخليصه من نظامه السابق الذي يعد أفضل بملايين المرات، مما هو واقع الآن، وكأني بالمثل القائل (ما تعرف خيري حتى تجرب غيري) أمريكا جاءت لتحقق حلم الصهاينة من النيل إلى الفرات، وهذا ما تحقق، ولكنها لم تسعد بعد في ظل مواجهة مقاومة شرسة مباركة من قبل أبناء الرافدين، ومن كان معينا لهم لجأت لسياسة الجرم والإجرام، وهتك الأعراض، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والتنكيل والتعذيب للمعتقلين دون وازع أخلاقي أو ضمير إنساني أو خوف من قانون دولي.. نعم هزلت أمريكا، وبان هزالها وكذبت، وبان كذبها، هذه الدولة التي تريد أن ترسم خريطة الشرق الأوسط الكبير، هذه الدولة التي تريد أن تنقذ الشعوب العربية مما تعانيه من كبت الحرية وفقدان الديمقراطية لتنعم في ظل الحرية الأمريكية، وهي تمارس سياسة الجرم المعلن، وعلى أرض أوطاننا.. بل العجب العجاب أن تنهمر دموع التماسيح من قبل ساسة البيت الأبيض وعلى رأسهم داعم الإرهاب ومؤيد الإجرام بوش اللعين ليقول (ما حصل في سجن أبو غريب أعمال بغيضة لا تمثل أمريكا التي أعرفها)، وهو لم يقدم اعتذارا لما ارتكبه جلادوه المجرمون بل زاد بقوله: إن (أمريكا دولة رحيمة تؤمن بالحرية) مؤكدا (بإجراء تحقيق وتقديمهم للعدالة) نشر بعدد الجزيرة (11543).. أقول له لقد عرف عنك: إنك أشهر رئيس أمريكي كذاب، وأنك مارست أساليب التضليل والتدليس ضد شعوب العالم كله وشعبك على وجه الخصوص، حتى ألفت في حقك الكتب، وأنه عرف عنك بدعمك للإرهاب ومساندته على مستوى العالم، ولك الشرف أن منحت أعظم مجرم عرفته البشرية وسام رجل سلام (الإرهابي شارون..) أما قولك: إن أمريكا دولة رحيمة!! فما هو معيار الرحمة في نظركم؟! هل هو استحلال الدول بالقوة مستخدمين أفتك الأسلحة وأخطرها التي تصب جام غضبها على السكان صبا؟! وهل الرحمة قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ؟! وهل الرحمة تهجير السكان وإخراجهم من ديارهم، كما فعلتموه بأفغانستان من قبل، وما تفعلونه في العراق الآن؟! وهل الرحمة تدمير المساجد على من فيها، كما ارتكبتموه في أفغانستان من قبل، وفي العراق من بعد؟! وهل الرحمة منع الغذاء والدواء للأطفال والجرحى؟! وهل الرحمة سجن وتعذيب وقتل وتدمير وترويع وترهيب؟؟! وهل الرحمة تصدير أحدث الأسلحة وأفتكها وتسليمها لعصابات الإجرام في إسرائيل لقتل الشعب الفلسطيني وبشكل يومي؟!. نعم وألف نعم هذه هي الرحمة وفق القانون والعرف الأمريكي، وما عدا ذلك فهو زيف وكذب وتضليل.. إن جرائم المجرمين في العراق تحتاج من كافة وسائل الإعلام العربية، وإعلام الدول الحرة إلى مزيد من العرض والتحليل لتكشف المزيد والمزيد مما جرى ويجري، ولكشف الأقنعة الزائفة من قبل دولة الحرية وحامية حمى الإنسان! ناصر بن عبدالعزيز الرابح