ما يحصل اليوم في بلادنا.. أمرٌ يندى له الجبين.. ويحزن له القلب.. وتبكي له العين.. كيف لا.. ونحن نرى أنَّ من أحلَّ دماءنا.. هم من أبناء جلدتنا.. ولو كان ذلك من أعدائنا.. والله لهان الأمر علينا. وصدق من قال: وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهندِ عموماً.. فإن المتتبع للتاريخ الإسلامي يعلم يقيناً.. بأن هذه الفئة الضالة ليست بجديدة.. وقد أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ألف وأربعمائة عام.. عندما أتى رجلٌ إلى الرسول الكريم وهو يوزع الغنائم فقال: يا محمد اعدل!!!! فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: من يعدل إن لم أعدل.. فهمَّ به الصحابة.. ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم منعهم.. وقال: يخرج من ضعضع هذا.. رجال تحقرون صلاتكم لصلاتهم وتحقرون قيامكم لقيامهم.. يخرجون من الإسلام كما يخرج السهم من الرميَّة. ومر الزمان.. وخرجت الفئة الضالة.. بقيادة قطري بن الفجاءة!! أمَّا صفاتهم.. فهم يقومون الليل ولا يفترون.. ويصومون النهار ولا يفطرون.. لا يعترفون إلا بالقرآن.. وعلى أهوائهم له يفسرون.. أما الرسول صلى الله عليه وسلم.. فهو في نظرهم من البشر.. وكما أخبرهم (قطري) فإن البشر يصيبون ويخطئون.. أحلّوا دماء المسلمين.. وسلبوا الأمن من الآمنين لا يهابون الموت.. بل له يسعون.. وفي ذلك يقول قطري يخاطب نفسه: أقول لها وقد طارت شعاعاً من الأعراب ويحك لن تراعي فإنك لو سألت بقاء يوم على الأجل الذي لك لم تراعي فصبراً في مجال الموت صبرا فما نيل الخلود بمستطاع بل إنهم يعتقدون بأنهم على صواب وأن غيرهم على خطأ.. رفعوا راية الجهاد.. وأبادوا العباد.. ولكن المسلمين تكاتفوا ضدهم وأعلنوا الجهاد عليهم لأنهم شقوا عصا الطاعة وابتعدوا عن الجماعة وخرجوا على ولي أمر المسلمين وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أتاكم ليشق عصاكم فاقتلوه) وهم شقوا العصا.. وخرجوا على ولي أمر المسلمين فهزمهم المسلمون.. وأراحوا العباد من شرهم.. وهاهو الزمان.. يخرجهم مرة أخرى.. وبنفس الثوب القديم.. يأخذون آيات من القرآن الكريم نزلت في قتال الكافرين.. فيحملونها على المسلمين.. وبها يحلون دماءهم.. ألا وهي تلك الفئة التي أطلقت على نفسها (كتائب الحرمين). وبنفس الأسلوب (باسم الجهاد يريدون إبادة العباد) وبنفس الصفات (حب الموت.. والخروج على ولي أمر المسلمين) وبنفس التكتيك (التخفي بثوب الدين واستمالة العوام بآيات فسروها على أهوائهم). والفرق بينهم وبين الخوارج.. هو ان الخوارج يظهرون في النهار أما هم.. فهم لا يخرجون إلا في الظلام. ويجب علينا ان نحاربهم.. ولا يقتصر ذلك على رجال الأمن فإذا وصلت الأمور على المساس بأمن هذا الوطن فكلنا رجال أمن.. نعم.. وعلى العلماء أن يوضحوا للعوام أمرهم.. وهذه فتنة.. واليوم يتجلى دور العلماء والدعاة.. في جميع وسائل الإعلام.. المقروءة والمسموعة والمرئية.. وكذلك يجب إعلان الجهاد عليهم.. كما أعلنوا الحرب علينا.. وفتح المجال لمن أراد ان يجاهدهم.. كيف لا.. وقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار. اللهم يا من أعز جنده.. ونصر عبده.. وهزم الأحزاب وحده.. اللهم اهزمهم.. اللهم اجعل تدبيرهم تدميرهم اللهم إنا نجعلك في نحورهم.. ونعوذ بك من شرورهم الله آمين.