تُجري القيادتان الروسية والاميركية محادثات مكثفة منها ما هو معلن ومنها ما هو بعيد عن الاضواء بشأن إعداد مشروع قرار جديد يجري تقديمه في القريب العاجل الى مجلس الأمن الدولي بشأن العراق وآلية نقل السيادة الى العراقيين في الموعد المحدد في الثلاثين من حزيران - يونيو القادم. وذكرت مصادر دبلوماسية رفيعة ان هذه المسألة ستكون على رأس جدول اعمال اللقاء المقرر بين الرئيسين الروسي, فلاديمير بوتين, والاميركي جورج بوش اثناء لقائهما على هامش قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى في سي ايلاند في الولاياتالمتحدة. وتحضيراً لهذا اللقاء الذي يعوّل فيه بوش على مساعدة صديقه فلاديمير بدأت مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي كوندوليزا رايس في موسكو سلسلة من اللقاءات تشمل رئيس الحكومة الروسية ميخائيل فرادكوف وغيره من المسؤولين الروس بمن فيهم أمين مجلس الأمن القومي إيغور إيفانوف ووزير الدفاع سيرغي إيفانوف ومدير جهاز الأمن الفيدرالي بروسيا الاتحادية نيكولاي باتروشيف. وأبلغت رايس الصحفيين في واشنطن قبل سفرها إلى روسيا بأن أحد الأهداف من زيارتها مناقشة الموقف من إعداد مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي بشأن العراق. وتشمل المباحثات بين المسؤولين الروس ومستشارة الرئيس الأمريكي في العاصمة الروسية عددا كاملا من المواضيع الأخرى بما فيها عملية السلام في الشرق الأوسط والعلاقات الروسية الأمريكية الثنائية. وامس اعلن وزير الخارجية الروسية ,سرغي لافروف من واشنطن حيث شارك في اجتماع وزراء خارجية الدول الثماني الكبرى, ان بوش وبوتين سيبحثان اثناء لقائهما في سي ايلاند موضوع انضمام روسيا الى المبادرة الاميركية حول حظر انتشار اسلحة الدمار الشامل بالاضافة الى التنسيق والتعاون بين موسكووواشنطن في مجال مكافحة الارهاب ,علاوة على المسائل الدولية الراهنة ومنها المسألة العراقية وقضية الشرق الاوسط. الى ذلك, اعتبر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف أن إطلاق سراح حوالي 300 معتقل عراقي من سجن أبو غريب يدل على استعداد قوات التحالف للاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها. ورأى ميخائيل مارغيلوف في الوقت نفسه أن الخطأ الأساسي كان في الاعتداء على العراق مما أدى إلى وقوع أحداث اتسمت بالغموض فيما بعد، ومنها عمليات الاعتقال الإجرامية لعدد كبير من أبناء الشعب العراقي حيث دل إطلاق سراحهم امس على عدم شرعية عمليات الاعتقال. وقال مارغيلوف بهذا الشأن: (إن الأساليب التي اتبعتها قوات التحالف في تعاملها مع المعتقلين أدت إلى إثارة غضب الشعب العراقي الطيب مما يؤثر سلبياً على جميع المواطنين الأوروبيين المتواجدين في العراق بما فيهم الروس.. فلا يستطيع أي شخص بملامح أوروبية أن يشعر بالأمان في العراق.. كما قد تكون أساليب قوات التحالف في تعاملها مع العراقيين هي التي دفعت إلى اختطاف الأجانب في العراق بمن فيهم مواطنان روسيان).
