في مثل هذا اليوم 14 مايو من عام 1796م، قدم إدوارد جينر وهو طبيب في الريف الانجليزي من بلدة جلاوسترشاير أول لقاح في العالم كعلاج وقائي من مرض الجدري الذي تسبب في مقتل الآلاف عبر البلاد. لاحظ جينر وهو طالب بالطب أن العاملات في مصانع الالبان اللاتي كن يلتقطن مرض جدري البقر الذي يؤدي إلى ظهور بثرات على ثدي الابقار، لم يكن يصبن بالجدري. وكان مرض جدري البقر يؤدي إلى ظهور أعراض مرضية قليلة على هذه النساء على عكس الجدري العادي الذي يؤدي إلى طفح جلدي شديد وإرتفاع درجة الحرارة بدرجة خطيرة. في 14 مايو 1796، أخذ جينر سائلا من إحدى بثرات الجدري البقري وحقنه في جلد طفل يبلغ من العمر 8 أعوام.. وظهرت بثرة واحدة في نفس مكان حقن السائل، ولكن فيبس سرعان ما تعافى. وفي الاول من يوليو ، حقن جينر الصبي مجددا ولكن هذه المرة بعينة من الجدري العادي ولم يظهر المرض على فيبس. وحقق اللقاح نجاحا كبيرا ، وتهافت الاطباء في مختلف أنحاء أوروبا على اتباع طريقة جينر، وكانت النتيجة هي انخفاض حاد في أعداد المصابين بهذا المرض المدمر. وخلال القرنين ال19 والعشرين، طور الاطباء أنواعاً جديدة من اللقاح، متبعين نموذج جينر، لمكافحة العديد من الأمراض المميتة مثل شلل الاطفال والسعال الديكي والحصبة والتيتانوس والحمى الصفراء والتيفود والالتهاب الكبدي الوبائي ب والعديد من الامراض الاخرى. وتم تطوير أنواع أكثر تعقيدا من لقاح الجدري.. وبحلول عام 1970، كانت برامج اللقاح الدولية مثل التي تنتهجها منظمة الصحة العالمية قد تمكنت من القضاء تماماعلى مرض الجدري في مختلف أنحاء العالم.