انطلقت يوم أمس فعاليات الدورة السادسة للمسابقة المحلية على جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، في صورة رائعة من صور عناية ولاة الأمر في بلادنا المباركة بالقرآن الكريم، هذه العناية التي بدأت منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله ، والذي جعل القرآن الكريم هو دستور الحكم قولاً وعملاً، ووجه ابناءه إلى العناية به. ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذه المسابقة، التي تكفل بقيمة جوائزها، البالغة مليون ونصف المليون ريال من ماله الخاص، وهي امتداد طبيعي، وثمرة طيبة من ثمار ما غرسه الملك المؤسس - طيب الله ثراه . ففي صباح يوم كهذا عام 1364ه، احتفلت مدرسة الملك عبدالعزيز بختم الأمير سلمان للقرآن الكريم، وها هو اليوم، وبعد مرور أكثر من ستة عقود من الزمن، يرعى حفظة القرآن الكريم من خلال هذه المسابقة المباركة التي تحمل اسمه, وتهدف إلى تشجيع الناشئة والشباب لحفظ كتاب الله العزيز، وإجادة تلاوته وتفسيره، وهذه المسابقة واحدة من عطاءاته الخيرية والإنسانية التي يلمسها كل أبناء وطننا الحبيب. ولعل في رعاية سموه لهذه المسابقة ما يشير إلى سمو أهدافها، وامتداد نفعها، فالأمير الذي اتم حفظ القرآن الكريم في سنوات الطفولة الأولى، هو الذي يرعى ويكرم الحفظة، ويقدم لهم الجوائز القيمة، فرعاية القرآن حفظاً لا تنفصل عن رعايته عملاً ودعماً وتكريماً لحفظته، لينال سموه - بإذن الله تعالى - فضل خيرية متعلم القرآن ومعلمه، التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف:( خيركم من تعلم القرآن وعلمه). ولا شك أن الأعمال الخيرية والإنسانية الكثيرة التي يحرص سمو راعي الجائزة على دعمها، هي ثمرة التخلق بأخلاق القرآن وآدابه، التي تحقق الخير كل الخير لمن يتخلق بها، وللمجتمع عموماً، نأمل أن يحذو حفظة القرآن الكريم بصفة عامة، وخريجو مسابقة الأمير سلمان على وجه الخصوص، حذو راعي الجائزة في العناية بالقرآن حفظاً وعملاً ودعماً لمناشط تحفيظه، كل قدر استطاعته، لتعم الخيرية جميع أرجاء بلادنا المباركة، مهبط الوحي، ومهد الرسالة الخاتمة.. جزى الله راعي الجائزة خير الجزاء.