كتب الأخ عبدالعزيز الدباسي في عدد الجزيرة 11522 وتاريخ 25 صفر 1425ه موضوعاً بعنوان (الزواج عليها هو الحل معها). وكان في الأصل تعقيباً على موضوع للاستاذ عبدالله الكثيري نشر في صفحة شواطئ بعنوان الإدمان. وتكمن فكرة الموضوع أن هناك زوجة مدمنة للفضائيات وتذمر زوجها منها وطلب الرأي والمشورة.. وادعى بأن المشكلة الأساسية لهذه المرأة ليست الفضائيات بالدرجة الأولى فلا يعقل أن تترك المرأة زوجها وبيتها وأطفالها وتهمل صحتها من أجل هذا الإدمان! ولكن هذا الإدمان ماهو الا مشكلة جانبية تمخضت عن مشكلة زوجية ترتب عليها مشكلة نفسية بالدرجة الأول مما نتج عنها هذا القلق والأرق وربما الاكتئاب وفقدان الشهية وتدهور الصحة وبالتالي الهروب من الوضع الراهن الى الفضائيات ومحاولة البعد ما أمكن عن الواقع المؤلم. وقد عالج الأخ عبدالعزيز المشكلة بحل غير منطقي ابداً وربما زاد المشكلة سوءا.. حيث أشار بالزواج عليها دون أي اعتبار لحالتها النفسية وصحتها المتدهورة.. وفي الحقيقة بأن كلا الأمرين احلاهما مر الطلاق أو الزواج بأخرى.. أيضاً من المستغرب أن الزوج لم يلحظ على زوجته تلك التصرفات وسوء حالتها الصحية الا بعد فترة طويلة ويا ترى هل هما يعيشان معاً في منزل واحد وغرفة واحدة تضمهما المودة والرحمة؟ أنا لا اعتقد.. وان كانا كذلك يا ترى في أي مكان قصي يقبع الزوج داخل المنزل حيث لا يعرف عن زوجته انها تسهر على الفضائيات حتى شروق الشمس ويا ترى كيف هي العلاقة الحميمية بينهما؟ أعتقد أنها شبه معدومة ان لم تكن معدومة تماماً.. ويبدو لي أنهما يعيشان انفصالاً او طلاقاً عاطفياً كبيراً بحيث لا يعلم كل منهما عن الآخر ولا يهتم به.. الا بعد فوات الأوان وفي الأزمات فقط وربما عند وجود المصلحة المشتركة.. أنا اذا لم احمل الزوج المسئولية كاملة فأحمله جزءا كبيرا منها لاسيما وان الزوجة لم تصل إلى تلك الحالة الا وهي في بيته واعتقد بأن الزوج لم يجلس يوماً مع زوجته على طاولة النقاش والتفاهم العقلاني ليصلا معاً الى الأسباب الحقيقية والدوافع الكامنة وراء تلك المشكلة.. اذن فلينظر الزوج ماذا عمل فإن كان هو السبب فليبدأ بإصلاح نفسه وان كانت زوجته فليقف معها وليساندها وليبحث عن علاجها بدلاً من أن يأخذها لحماً ويرميها عظماً وليعرف بل ليتأكد بأن المشكلة ليست في ادمان الفضائيات بدليل أنه ازال من بيته كل ماله علاقة بالفضائيات وبالرغم من ذلك استمرت الزوجة على ماهي عليه اذن فالمشكلة اكبر من ذلك بكثير.