أسفرت المواجهات بين المسلمين والمسيحيين التي اندلعت الأحد في امبون عاصمة ارخبيل الملوك الإندونيسي عن سقوط 22 قتيلاً وعدد كبير من الجرحى، وكانت حصيلة سابقة للشرطة تحدثت عن مقتل 14 شخصاً وجرح 121 آخرين. ونقل مئات من رجال الشرطة والعسكريين إلى مبون (2400 كلم شرق جاكرتا)، حيث تواصلت أعمال العنف صباح أمس الاثنين. وقال سكان إنه كان بإمكانهم سماع أصوات إطلاق نار بشكل متقطع في كل أنحاء امبون عاصمة جزر الملوك، وقامت حشود أيضاً بإحراق عدة منازل في أحد الأحياء وأجزاء من جامعة مسيحية.وأغلقت المحال التجارية وقلت وسائل الموصلات العامة بعد أحداث العنف في عاصمة جزر الملوك، وكان الاشتباكات التي وقعت الأحد أعنف قتال طائفي منذ أن وقعت الفصائل المتحاربة على اتفاق سلام في فبراير - شباط 2002 لإنهاء ثلاث سنوات من الاشتباكات أودت بحياة خمسة آلاف شخص، واشتعلت النيران في مكتب للأمم المتحدة بين عدد من المباني على يد حشود استخدمت مناجل ومدى ومسدسات بدائية الصنع. وقالت الشرطة في جاكرتا إن الأحوال استقرت. وقال سوناركو دانو اردانتو نائب المتحدث باسم الشرطة الوطنية أمس الأشياء في وضع إيجابي إلى الآن، ولكننا أرسلنا 200 رجل أمن من فرقة متنقلة للتعزيز. وقال: نقيم متاريس ونضع رجال بين المناطق السكنية ونعد بيبان مفصل بإجمالي الخسائر، وبدأت اشتباكات يوم الأحد بعد أن اعتقلت الشرطة عدداً من الناس ثم أفرجت عنهم فيما بعد لمحاولتهم رفع العلم المحظور لجماعة مغمورة يغلب عليها المسيحيون وهي حركة جمهورية جزر الملوك الجنوبية. وتستجوب الشرطة أكثر من 20 عضواً في حركة جمهورية جزر الملوك الجنوبية بينهم كبار مسئوليها في امبون الواقعة على بعد 2300 كيلو متر إلى الشرق من العاصمة الإندونيسية جاكرتا. ولم يصب أحد من موظفي الأممالمتحدة. ولم ترفع حكومة إندونيسيا أكبر دول العالم الإسلامي سكاناً قيود الطوارئ المدنية في جزر الملوك الا في سبتمبر - أيلول الماضي بعد صراع طائفي جلب نشطاء مسلمين من جماعات مثل الجماعة الإسلامية التي تتهم بعدد من الهجمات الإرهابية والتي لها علاقة بتنظيم القاعدة. وقال السكان إن الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء يوم الأحد في محاولة لتفريق الاشتباكات، وقالت صحيفة إندونيسية مقرها جاكرتا إن غالبية الضحايا ماتوا بسبب إصاباتهم برصاصات. ويشكل المسلمون نحو 85 في المئة من الشعب الإندونيسي البالغ تعداده 220 مليون نسمة غير أنه في بعض المناطق بشرق البلاد يتساوى عدد المسلمين مع عدد المسيحيين تقريباً. من جهة أخرى اضطرت الشرطة الإندونيسية أمس الاثنين إلى تأجيل ما كانت تعتزمه من استجواب الشيخ أبي بكر باعشير الذي يشتبه في قيامه بأنشطة إرهابية الذي أدى استمرار اعتقاله إلى إثارة موجة من الاتهامات بأن الشرطة تتلقى أوامرها من الولاياتالمتحدةالأمريكية، حسبما قال محامو الدفاع. فقال محمد ماهندراداتا رئيس فريق الدفاع عن باعشير إن الشرطة لم تقدم إذن الاستدعاء في الوقت المناسب فكان يتعين عليها أن تقدمه قبل استجواب المعتقل بثلاثة أيام.