لا شك أن لحليب الإبل فوائد كثيرة وهذا ما هو متعارف عليه عند (البادية) من قديم الزمن، والإبل من مخلوقات الله الكبرى التي ذكرها الله في كتابه الكريم، حيث ذكر عزّ وجلّ في محكم التنزيل {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} ، وهذا دليل على وجود ما يؤكد في الآية الكريمة أن الإبل من عجائب مخلوقات الله ولا شك أنها تتصف بمواصفات تتناسب مع حجم هذه الآية الكريمة وفيه فوائد كثيرة. لكن مع انتشار بيع حليب الإبل هذه السنوات على الطرقات وما يديرها من عمالة غير نظيفة وغير نظامية الهدف منها الربح المادي, فإن تلك الفوائد تصبح معدومة لأن من الاشتراطات في تلك الفوائد أن تكون الإبل من الإبل التي تعيش في الصحاري وتأكل من أعشاب الأرض لأن الفائدة في ما تأكله من حشائش الأرض، والتي توصل الطب أيضاً إلى أن بعض الأعشاب الموجودة في الصحراء لها فوائد كثيرة على صحة الإنسان وهذا ما تجرى عليه الأبحاث العلمية لاستخراج الأعشاب الصحراوية مما هو علاج لأمراض كثيرة. أما بالنسبة لمن يبيع حليب الإبل والتي لا تخرج من الاحواش وتأكل إما برسيماً أو غير ذلك من ليس له فائدة، فإن ذلك في اعتقادي ليس له أي قيمة لا غذائية ولا صحية، لأن جميع ما تأكل لن يخلو من المواد الكيميائية والتي بالطبع سوف تنعكس على صحة الإنسان. فالذين يعرفون حليب الإبل جيداً يميزون الحليب من لونه ومن طعمه، فالإبل التي تأكل من الأعشاب الصحراوية تظهر رائحة ونكهة ما تأكل في حليبها وتشعر بفوائد ذلك، أما التي لا تكل إلا ما هو اصطناعي والذي ليس له لا طعم ولا رائحة، فهذا ليس له أي فوائد غذائية، بل قد تكون له مضار صحية، وهذا بالطبع من واقع تجربة عايشتها مع حليب الإبل وعايشها غيري ممن هم أعرف مني بذلك، إضافة إلى ما توصل إليه الطب حالياً حيال فوائد حليب الإبل الصحية والغذائية.