مما لا شك فيه أن العلاقة بين المتلقي والمبدع تكمن في العمل الإبداعي نقطة التفاعل بينهما، ويعد الكتاب من أبرز نقاط التفاعل إن لم يكن وحيدها. ومع كثرة الملهيات والمنغصات اضحى الكتاب يعاني من الهجر والتغييب، مما أثّر على ثقافة الأجيال ومستوى حصيلتهم المعلوماتية، وهذا من شأنه أن يشعرنا بالأسى، لخروج جيل بلا ثقافة هش البنيان، سريع التشكل، غير قادر على اختيار الأنسب.وهنا تجدر الإشارة إلى دور المكتبات العامة في سبيل خلق التفاعل بين الناشئة والكتاب، ولكن دورها بحاجة إلى مزيدٍ من التفعيل فضلاً عن حاجته للمساعدة من قِبل مؤسسات عدة لتحقيق الغاية المنشودة والمتمثلة في إعادة جو الصداقة بين الكتاب والقارئ. إن خلق مجتمع قارئ لا يقتصر نفعه على القارئ وينمي ملكته فحسب بل يمتد أثره على المبدع أيضاً، إذ إن ردود الفعل حول إصداراته وتناولها بالنقد والتعليق، من شأنها أن تدفعه لمزيد من الابتكار والطرح الثري. لهذا لابد من معالجة البعد عن القراءة بالسبل المتعددة لإحياء حبها لدى الناشئة وفق هواياتهم المختلفة، فمن المعلوم أن القراءة هي البوابة الأولى والأساسية للولوج إلى عالم المعرفة والاطلاع. ومن أهم السبل للتشجيع على القراءة ما يلي: 1- إيجاد القدوة القارئة المتمثلة في الوالدين والاخوة والمعلمين، وذلك بممارستهم للقراءة وإشراك الناشئة معهم وفق ميولهم ورغباتهم. 2- تكوين مكتبة منزلية في مكان مناسب، وتخصيص جزء منها للناشئة شريطة عرضها بطرق شيقة، وتشجيع الصغارعلى قراءتها. 3- تخصيص وقت للقراءة وسؤال القارئ الصغير عما قرأه، او مطالبته بالتلخيص لما فهمه. عوداً على بدء.. تظل القراءة ، والقراءة فحسب هي القنديل المضيء في ظلام الجهل. * إضاءة للمبدعة هيا السمهري: إشراقة الأزمان في القرطاس/ ومقاصد الأوطان عند الناس /هذي المعارف والعلوم تزينت/ في روعة التفكير بالألماس /وتوقدت فكراً منيراً هادياً /بين الصحائف ومضة النبراس