معلمتان فاضلتان تعملان في معهد التربية الفكرية بالرياض قامتا بتأليف كتاب لذوي الإعاقة الذهنية في مادة الرياضيات وصدر منذ أيام، ولأهمية مثل هذا الجهد الذي لاشك أنه جهد مشكور رأيت من واجبي أن ألقي الضوء على هذا الكتاب. إن الأختين الكريمتين زبيدة العيد وابتسام البديري مؤلفتي هذا الكتاب قامتا بجهد كبير في إعداده حيث جاء في مائتين وأربع وثلاثين صفحة من القطع العادي بأربعة ألوان على ورق فاخر، وقدم لهذا العمل الجميل الدكتور ناصر بن علي الموسى المشرف العام على التربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم وقال في تقديمه: تغمرني سعادة بالغة حين أجد كتاباً يشق طريقه إلى النور ليخدم فئة من ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في مجال التربية والتعليم. وأضاف قائلاً: وقد استخدمت المؤلفتان أسلوباً سهلاً مبسطاً ووسائل تدريسية أكثر سهولة ترشد المعلم أو المعلمة إلى كيفية توصيل المعلومة الرياضية لهؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية من خلال بعض التوصيات للمعلمين والمعلمات قبل تدريس كل فصل من فصول الكتاب مما يجعل هذا الكتاب دليلاً مرشداً لمعلمي ومعلمات مادة الرياضيات في معاهد وبرامج التربية الفكرية. أ.ه. يحتوي الكتاب على تسعة فصول، عُنون الفصل الأول ب(المفاهيم) ومما جاء فيه: توصيات قبل تدريس المفاهيم الرياضية، طرق تدريس المفاهيم الرياضية، قواعد تدريس المفاهيم الرياضية، المفاهيم المكانية، المفاهيم الزمانية، ومواضيع أخرى. أما الفصل الثاني فتحدثتا فيه عن الإعداد بطريقة علمية ميسرة جداً، أما الفصل الثالث مكان عن العمليات الحسابية، والفصل الرابع مهارات الحياة اليومية وكان الفصل الخامس عن الأرقام الإنجليزية، والسادس عن الآلة الحاسبة، والسابع عن الحاسب الآلي وقد أفاضتا في هذا الفصل بصفة الحاسب الآلي بات خياراً أكيداً لأي متعلم مهما كان مستواه العلمي أو الذهني، أما الفصل الثامن فاختيار جميل حتى لمن ليس لديهم إعاقة ذهنية ألا وهو الأناشيد في خدمة الرياضيات فكم نحن في حاجة إلى توصيل المعلومة الرياضية إلى أذهان أطفالنا. وفي الفصل التاسع والأخير تحدثت المؤلفتان عن الألعاب التعليمية وقد وفقتا كثيراً في نماذج الألعاب المختارة. إن الجهد المبذول في إعداد هذا الكتاب كما أسلفت جهد مميز لم تسبق إليه الأختان الكريمتان وقد وفقتا كثيراً خاصة أنه موجه إلى فئة خاصة تحتاج إلى تعامل خاص. ومما تجدر الإشارة إليه والإشادة به الجهد الإشرافي للمادة العلمية من قبل الدكتور إبراهيم بن ناصر الثابت الأستاذ بكلية التربية بجامعة الملك سعود بالرياض. إنني عندما أحرر هذه المقالة عن هذا الكتاب الرائع فإنني لأَشد على يدي المؤلفتين أن تستمرا في إفادة هذه الفئة ومَنْ يتعامل معها من معلمين وأولياء أمور بما يحقق لهذه الفئة أعلى ما يمكن من استفادة علمية حضارية تؤهلهم بأن يكونوا على أقل تقدير قادرين على نفع أنفسهم. وفي الختام آمل أن يلقى جهد الأختين تقدير الجهة المعنية وهي وزارة التربية والتعليم وخاصة معالي وزيرها الذي عُرِفَ عنه تقدير العاملين المخلصين وما أحسب الأختين زبيدة وابتسام إلا مخلصتين. أسأل الله أن يضاعف أجر كل عامل بإخلاص والله المستعان. [email protected] فاكس: 4080796