بادئ ذي بدء لابد أن نكون صريحين وواقعيين عندما نطرح المشكلة ندرس أسبابها - طرق الوقاية والعلاج لكي نصل إلى النتيجة المرضية على الأقل، والمفروض أن نصل إلى النتيجة الأمثل، ولكن شيئاً أحسن من لا شيء. فعندما نتحدث عن المرشد الطلابي ودوره التربوي لابد أن نأخذ بعين الاعتبار أموراً كثيرة ومنها اختيار المرشد كيف يتم وما هي إمكانياته التربوية وماذا لديه من ثقافة إرشادية، وما هي صفاته الخلقية - القيادية - تاريخه الإرشادي؟.. وما إلى هنالك من الصفات المؤهلة لجعله مرشداً طلابياً. وهنا نتساءل هل المرشد الطلابي هو وحده الذي لديه العلاج السحري للمشاكل الطلابية من بين العاملين في المدرسة كافة.. وبخاصة المعلمين والإداريين؟. ويخطئ من يظن أن المرشد هو الوحيد القادر على حل المشاكل دون مؤازرة الجميع لإيجاد المناخ التربوي فلا بد أن يأخذ المعلم دوره التربوي ويؤازر المرشد وكذلك الإداري حتى العامل العادي يجب أن يأخذ ودره. وإذا عدنا إلى المرشد التربوي وكيفية تعيينه لوجدنا أن ذلك يتم بشكل عشوائي وأحياناً لمجرد سد الفراغ دون النظر إلى أي اعتبار آخر. فقسم من المرشدين يلزمهم إرشاداً. وهنا تتضاعف المشكلة، ففاقد الشيء لا يعطيه. وتبدأ رحلة المرشد الشاقة التي يتعرف من خلالها على طبيعة عمله وغالباً ما تستمر سنة أو اكثر. وبرأيي يجب أن يكون المرشد حاصلاً على دورات تأهيلية وممارسات ميدانية قبل أن ينخرط في منظومة الإرشاد. إذ أن الشهادة العلمية وحدها لا تكفي. فالخبرة الميدانية هي المؤهل الحقيقي وكذلك الإطلاع الدائم على ما هو جديد في هذا المجال يزيد من الفاعلية المهنية لدى المرشد. وبهذه المناسبة أقول ان كل معلم يجب أن يكون مرشداً وكذلك الإداري. وهكذا نصل إلى منظومة إرشادية متكاملة يمكن أن تحقق نتائج تربوية جيدة. فالتربية بالقدوة والتربية على المثل الأعلى وبعث النزوع والتطلع إليه لابد من نماذج ورموز في كل مكان لمحاكاته والارتقاء إليه لإكساب أبنائنا المفاهيم التربوية السليمة وتنميتها وازدياد خبرتهم. ولابد كذلك للمناهج من أن تكون ذات بيئة تعليمية متخصصة ومنتظمة بطريقة متعمدة ومقصودة لتوجيه اهتمامات الطلاب وقدراتهم للمشاركة في الحياة الفاعلة وإكسابهم الاتجاهات والقيم المستهدفة لإثراء حياتهم والإسهام في تحسين بيئتهم ومجتمعهم. وكذلك معايشة الحياة بكل أبعادها الماضي بخبراته والحاضر بمشكلاته والمستقبل بتوقعاته واستشرافه.