استمحت قلمي عذراً ان اخط به بعض الكلمات السوداوية وعدداً من الحروف المأساوية وذلك لما وصل اليه بعض بنات حواء من عقلية ساذجة وتصرفات باهتة لا تنم عن عقل مفكر ولا مدبر فقد قرأت خبراً في احدى الصحف مفاده ان امرأة دفعت الى زوجها مبلغاً من المال لكي لا يتزوج عليها. فالحقيقة الخبر غريب ومضحك وجديد ومخجل في آن واحد وإلا متى كان في مجتمعنا هذا النوع من النساء؟ عذراً ان قسوت عليك أختي حواء فهذه الحقيقة وإلا ماذا يعني ان تدفع المرأة مالاً حتى لا يتزوج زوجها عليها وهل وصلنا الى المساومة على الازواج ؟ عزيزتي حواء، إن العلاقة الزوجية أسمى وأطهر وأشرف من قضية بيع وشراء فلو أنك ساعدت زوجك بلا قيد او شرط فهذه قمة الاخلاق وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف بل سيشار لك في المجتمع بالبنان لأنك نعم الزوجة ونعم الشريكة ولكن أن تكون تلك المساعدة بضوابط وشروط وتعهدات فهذا هو الجديد في مجتمعنا انك عزيزتي قد اوردت دعوة مفتوحة للازواج ضعفاء النفوس لاستغلال زوجاتهم فقد يأتي ضعيف النفس ومن ثم يساوم زوجته المغلوبة على أمرها كم تدفعين وإلا سأتزوج عليك؟ حتى وان كان لا ينوي الزواج بتاتاً وهكذا في كل مرة حتى تصبح هذه المسكينة خالية الوفاض لا تملك شيئاً فهو المستفيد أولاً وأخيراً. إن الإسلام شرع الزواج للرجل بأكثر من واحدة بشرط العدل يقول تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً} النساء (3) فهل وضع الإسلام بعد ذلك قيداً أوشرطاً غير العدل؟ لا والله لو أن الإسلام وضع شيئاً آخر لذكر في كتاب الله فكيف تضعين شيئاً من قوانينك أنت؟ إن الرجل الشهم صاحب الكرامة والمروءة لا يرضى ان يساوم عليه لان الكلمة كلمته وهو القائم على أمر المرأة يقول تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (34) سورة النساء فكيف يرضى بأن تشتريه المرأة بمالها وكيف يرضى هو في نفس الوقت ان يستغل المرأة بهذه الطريقة البشعة. انني اخشى ان تتفشى تلك الظاهرة في المجتمع وتبدأ الزوجات بمساومة ازواجهن والرجل يبدأ في تهديد زوجته (فيدخل عليها قائلاً: كم تدفعين يا فلانة وإلا ساتزوج عليك؟ حينها ترتعد فرائصها وتهرول مسرعة إن كانت عاملة لتحسب رصيدها عله يغطي المبلغ المطلوب وإن كانت غير عاملة هبت مسرعة لتبيع صيغتها او تستدين من هنا وهناك حتى تقص جناحيه فلا يطير الى غيرها. والادهى والأمر من ذلك حين تكون تلك المرأة متعلمة انها حين تدرك حجم الخطأ الذي وقعت فيه لتتمنى ان تعيد جهلها فهو ارحم بكثير من هذا العلم الذي لم ينفعها وستردد قول القائل: كل شيء صار مراً في فمي بعد ان أصبحت بالدنيا عليما آه من يأخذ عمري كله ويعيد الطفل والجهل القديما وبعد أختي حواء انني لم اكتب تلك المقالة لاتشفى منك لا والله فأنت (أنا وهي وهن) ولكن خوفاً عليكن من ذئاب البشرية الخادعين!! لذلك فأنا في نهاية مطافي أهمس في اذنك بكلمات نابعة من صميم قلبي قائلة لك انك تستطيعين ان تؤثري على زوجك فلا يتزوج عليك دون دفع مال ولكن هناك ما هو اعظم من ذلك فالكلمة الطيبة والابتسامة الساحرة لهما دور فاعل في حياة الزوج فكم مرة ازاح شهد الكلمة الطيبة غيوم الأسى من حياة الازواج وكم مرة كان لعذب الكلمات والأساليب فعل السحر او اكثر عليهم وكم كان لخفض الجناح والتواضع اثر في بقاء الحب بين الزوجين الى الابد. هكذا هي الحياة اخيتي تستطيعين تحويلها بأسلوبك من السالب الى الموجب فواجبك أن تثري حياة زوجك حناناً وتكونين طبيبة تداوين جروحه حينها لن يطير من قفصك وسيبقى في عشك آمناً مطمئناً الى الابد. أدام الله السعادة بينكما على طاعته.