تدخل المعلمة على فصلها الذي يفترض أنه يوجد به طالبات.. فلا ترى إلا مقاعد خالية.. فما السبب يا ترى؟انطلاقاً من طرح هذا السؤال بدأت الطالبات بالتهافت إليَّ دفاعاً وتبريراً لهذا السلوك الذي اكتشفت انه ضرورة خصوصاً في مثل ظروفهن.. فليتنا سمعنا كلامهن قبل لومنا لهن وانتقادهن.بدأت إحدى الطالبات الحديث قائلة: إنه لا يوجد كفاءة أبداً في المدرسات اللاتي تغيب عن حصصهن ووجودنا وعدمنا سواء فلا مانع من الاستمتاع واستغلال هذا الوقت بالتنقل في الممرات وخصوصاً أن من أمن العقاب أساء الأدب. وفاجأتني طالبة أخرى بهجومها القوي الذي حسب زعمها غيض من فيض قائلة انها لا تفهم شيئاً من شرحهن فبعض المعلمات لم يستطعن توصيل المعلومة بالوسائل الحديثة المتطورة كاستخدام البروجكتر أو أسلوب المسابقات والهدايا للترغيب ولو في بعض الحصص بل مازلن على النهج القديم في التدريس وهو التلقين، فالأمر بالنهاية عائد على المعلمة نفسها فهي قادرة على الجذب أو الكسب. بالإضافة إلى أن أغلب المعلمات ليس لديهن الخبرة الكافية بل هن يكبرننا ببضع سنوات فقط!وجاءت أخرى مؤيدة لهن ومضيفة: أن الدوام تسع حصص فلا نستطيع التحمل خصوصاً مع الحصص الإضافية كأن تدخل معلمة الفيزياء على حصة الرياضة أو معلمة الأحياء على حصص الفن والنسوية أو الحصص التي تكون معلمتها غائبة فلماذا برأيهن لا نستحق حصص راحة بعد بذل كل ذلك الاجتهاد في حصصهن الأساسية مما يسبب لنا الضجر! وجاءني صوت من الخلف معترضاً بقوة: معلماتنا يأخذن من وقت الفسحة زيادة على حصصهن وهي من حق الطالبات فنتصرف على هذا النحو ليشعرن بما في نفوسنا.وسط كل تلك الضجة في الممر فوجئنا بصراخ غريب من أوله وكانت مع الأسف احدى الإداريات فحاولت أن آخذ رأيها هي الأخرى ولكنها لم تولني أي اهتمام وأدخلتنا الفصول رغماً عنا.. من غير اقتناع ومن دون نقاش!!. نعتذر يا إدارة على هذا التصرف ونعلم أنه غير سليم ولكن هذا التصرف هو أسهل الحلول فهدفنا بالنهاية هو توصيل الفكرة وإن أساء فهمنا البعض! فإلى متى ستظل هذه الفجوة عميقة في مدارس الطالبات؟لم أجد بداً من أن أرجو لمقعدي في الفصل وأضع ورقتي هذه مع غيرها من الأوراق.. في ملف قديم كتبت عليه (فضفضة طلابية)!!