يا سيدي شهيداً عليَّاً مثلما طِبْتَ في الحياة تقيَّا طِبْتَ طاب الدم الزكي يروِّي طهره ذلك التراب الزكيَّا طِبْتَ طابتْ رُبى فلسطين طابَتْ أنفسٌ ترفض المقام الدنيَّا طِبْتَ يا أيها الشهيد وقد قرَّ بَكَ الله راضياً مَرْضِيَّا * * * إيه يا أمة الجهاد هنيئاً لكِ هذا المصاب يكشف غيَّا الضباب الذي ثوى في المآقي بات نسياً وماضياً منسيَّا والسراب الذي تصبى قلوبا سذجا بات أمره سخريَّا والحجاب الذي توارت ضباع خلفه قد هوى عليها هُويَّا رب وهمٍ فشا وعرًش فينا أن درب السلام بات سويَّا أسفر الصبح، وقدة الشمس نزت فأذابت شحم السلام الطريَّا رقصة الموت والصواريخ تشدو لحن (بوشارون) الرخيم الشجيَّا والجماهير في ذهول وصمت أخبتَتْ للشهيد طلْقَ المحيَّا * * * إيه ياسينُ، لم تمت، ما شهيدٌ مات، لكنْ يقيم في الخلد حيَّا لأرجى لك الكرامة تلقى ثَمَّ حوراً عِيناً وربعاً حفيَّا ولك الخلد يا شهيد، وتشوي قاتليك الجحيم لا ريب شيَّا رغم وهْن العظام كنتَ القويَّا رغم ضعف العتاد عشتَ الأبيَّا وبرغم انعزال قوم بعيداً أنتَ لم تنتبذْ مكاناً قصياً لستَ أعشى يا من وَهَبْتَ ضياءً لعيونٍ بكَت ضياها الوضيَّا لم تكن مُقْعَداً، فعزمكَ يكفي أمة يا حسامَنا السمهريَّا رجلٌ أنتَ من رجال رباطٍ ما نرى في الرباط إلا كميَّا أسدٌ أنتَ والعداة كلابٌ نابحاتٌ تحوط كلباًَ خصيَّا عشتَ رمزاً وقد ترحَّلتَ رمزاً ليت لي موتك اللذيذَ الشهيَّا نَم عزيزاً فدربك اليوم يَطْوي لرُبى القدس صفحة الأرض طيَّا ولقد أسفر الصباح فهيّا نشرب النور،أمةَ النور، هيَّا