مصطلح العلاقات العامة مصطلح قديم، حيث انتشر في جميع المجتمعات، وأصبح محل اهتمام الدول والشعوب والأفراد.. وراحت الشركات الكبرى تنفق على تطويره وتحديثه وتطبيقه الأموال الطائلة. كما أصبح للعلاقات العامة شأن كبير في علاقات الدول المحلية والإقليمية والدولية، ولقد تحدث مؤلفو العلاقات العامة عن تعريف المصطلح.. والكل راح يبرر صدق التعريف الذي رآه مطابقاً أكثر من غيره.. ومع تعدد هذه التعريفات وتنوعها وتشعبها إلا أننا نجد أنها تدور حول علاقة المؤسسات بجماهيرها.. ولعل التعريف القائل بأن العلاقات العامة هي:(أي جهد تبذله المؤسسة، وأي قرار تتخذه، وأي سياسة تتبناها، وأي رسالة تصدرها أو تستقبلها ما دامت تستهدف تعزيز التفاهم بين المؤسسة وكل أو بعض جماهيرها) هو أقرب وأصدق تعريف. ومع أن العلاقات العامة وجدت منذ وجد الإنسان، إلا أنها لم تبرز بالشكل المفهوم والمتعارف عليه الآن إلا منذ بدايات القرن العشرين، حيث قام (إيفي لي) عام 1906م بوضع المبادئ العامة لها وهو من هذا المنطلق يعتبر أبا العلاقات العامة.. وقد مرت العلاقات العامة بمراحل عديدة في تطورها، أولها مرحلة العلاقات العامة القديمة وهي التي سادت في القرن التاسع عشر الميلادي.. ثم مرحلة الدعاية والنشر التي سادت حتى بداية الحرب العالمية الأولى.. أتت بعد ذلك مرحلة الاتصال باتجاهين القديمة التي سادت فيما بين الحربين العالميتين.. وأخيراً مرحلة الاتصال باتجاهين الحديثة التي ظهرت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومازالت سائدة حتى الآن.. والمتعمق في فلسفة العلاقات العامة يجد أنها تتفق مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى الصدق والأمانة وتجنب الغش والخداع والتدليس.. وهي ترتكز على أساس الثقة والاحترام المتبادل وتتسم بالحيوية والتفاعل. وإذا ما تساءلنا عن ضرورة العلاقات العامة في هذا الوقت بالذات فإننا نجد أن التطورات التكنولوجية التي طرأت على وسائل الاتصال، وما توفر من فرص للاتصال والتسوق الجماهيري، وكذلك تضخم المؤسسات مما جعلها بعيدة عن المستهلكين كل ذلك أضفى أهمية بالغة على دور العلاقات العامة. . كذلك نجد أن ارتفاع المستوى التعليمي، ونمو الطبقة المتوسطة في المجتمع زاد من الطلب على المعرفة وحب الاستطلاع.. وكل هذا يستلزم دوراً هاماً يتزايد باستمرار فهي تستمد أهميتها من عدة عوامل: أولها العامل الديني كاحترام الفرد والجماعة والاهتمام بالصالح العام، ثم العامل الإنساني ذلك أن العلاقات العامة تقوم أساساً على احترام الإنسان واحترام رأيه.. كما أن هناك عاملاً هاماً هو العامل التنموي حيث الحاجة إلى تعاون الجمهور مع المؤسسات التي تساهم في تنمية المجتمع.والعلاقات العامة في نفس الوقت نشاط يمكن أن يمارسه أي شخص في حياته وفي تعاملاته مع الآخرين، من هنا اكتسب أهمية كبيرة، وهي ما دفعني إلى الكتابة عنه بالإضافة إلى إحساسي بأهميته البالغة والتي لمستها بشكل واضح من خلال انتسابي إلى قسم العلاقات العامة بجامعة الملك سعود وممارستي للتدريب العملي الذي جعلني أعيش جو العلاقات العامة عن قرب.. ولا يفوتني هنا أن أشكر العاملين بقسم العلاقات العامة والإعلام بجامعة الملك سعود وعلى رأسهم أستاذي الفاضل الدكتور علي بن دبكل العنزي المشرف العام على العلاقات العامة والإعلام بجامعة الملك سعود لما يغرس فينا نحن الطلاب من حب للعلاقات العامة.وأخيراً أختم مقالي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والله الهادي إلى سواء السبيل. Email:[email protected]