أكد الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى وأمين عام مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية وعضو اللجنة التنفيذية بالمؤسسة ورئيس تحرير (المجلة العربية) أن ذكريات الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، التي نشرتها (المجلة العربية) في حياته، تحت اسم (سوانح الذكريات)، أكد أن تلك المذكرات تعتبر توثيقا لحقبة مهمة من تاريخنا الوطني، خاصة أنه علامة الجزيرة شرق وغرب أثناء رحلاته العلمية في جزيرة العرب. جاء ذلك في محاضرته التي استمع إليها رواد خميسية حمد الجاسر الثقافية الخميس الماضي بعنوان (الشيخ حمد الجاسر وسوانح ذكرياته بالمجلة العربية) التي أدارها الأستاذ سهم الدعجاني مدير مركز حمد الجاسر الثقافي والمشرف على الخميسية. بدأ القاضي حديثه عن (سوانح الذكريات) التي خص بها الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، (المجلة العربية)، برواية الطريقة التي اتبعها مع أستاذه علامة الجزيرة ليستكتبه ب(المجلة العربية)، فقال: كنت أتشوق أن يكتب الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، بالمجلة العربية لكنني أعلم أن مجلة (العرب) أثيرة إلى نفسه، فاخترت احد الموضوعات عن رحلاته، رحمه الله، وأعدت نشره بالمجلة العربية على شكل حلقتين، فلما وصلته (المجلة العربية)، هاتفني، رحمه الله، وقال: يا بني أنت تريد أن تجبرني على أن أكتب لديكم، ولكن أترك (الحويل) وسيأتيك (الجديد)، ثم بدأ ينشر سوانح الذكريات، بعد أن أوضح لي أنه كان متردداً، وعلل ذلك التردد بقوله: ليس كل ما يُعلم يُقال، وبدأ الشيخ في نشر حلقات (سوانح الذكريات) في عام 1406ه، أما قبل هذا التاريخ فكان ينشر لدينا موضوعات مختلفة. وصف المحاضر الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، بأنه كان ملتزماً في إرسال حلقات ذكرياته إلى (المجلة العربية)؛ لذا فهو مريح جداً لرئيس التحرير، كما توقف المحاضر عند دقة الشيخ في متابعته لحلقات السوانح، فقد كان يبعث إليه الحلقات بعد صفها ليراجعها ويدققها خوفاً من الأخطاء المطبعية، وأشار القاضي إلى أن ذكريات حمد الجاسر وثقت مرحلة مهمة من تاريخنا الوطني التي كان لها أصداء جميلة في نفوس قراء المجلة (العربية) من مختلف الشرائح في مجتمعنا السعودي والعربي، حيث قال المحاضر: لم أرَ صدى لأي موضوع نشرته (المجلة العربية) مثل ما حصل مع نشرنا لحلقات (سوانح الذكريات)، فقد طالب الكثيرون من قراء المجلة العربية بنشر هذه الحلقات وجمعها في كتاب، ومن أبرزهم الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، الذي هاتفني وكتب خطاباً بهذا الخصوص وأكد فيه أن (سوانح الذكريات) تحوي تاريخاً لوطننا لم نقرأه في الكتب. أما بخصوص ردود القراء حول حلقات (سوانح الذكريات) فقد ذكر المحاضر أن علامة الجزيرة قد طلب منه أن ينشر كل ما يرده بخصوص ذكرياته إلا (المديح) فلا ينشره إلا بالرجوع إليه، وقال المحاضر: كنت أبعث إليه برسائل الرد، فتعود اليَّ، بينما رسائل المديح كنت أرسلها إليه ولا تعود اليَّ. ومن الحلقات التي كانت لها صدى في نفوس قراء (المجلة العربية) هي الحلقة التي كتبها عن زوجته أم محمد، فقد كانت كلماته عنها تنبع من القلب، وذكر (القاضي) ان إحدى القارئات قالت: أين النساء بزوج مثل حمد الجاسر؟ ولا شك أن حلقة حمد الجاسر عن زوجته توضح نظرته الحضارية عن المرأة، خاصة أنه من أوائل من نادى بتعليم المرأة في بلادنا. ثم ذكر القاضي أن الدكتور عائض الردادي مدير عام وكالة الأنباء السعودية (واس)، بادر بجمع حلقات سوانح الذكريات ورتبها بعد رحيل الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، وقد أعدها للنشر بالتنسيق مع الأخ معين بن حمد الجاسر أمين عام مؤسسة حمد الجاسر، وأرجو أن تأخذ طريقها إلى النور قريباً. كما اقترح المحاضر أن يتحدث الحضور بعد المحاضرة عن (ذكرياتهم) مع شيخنا الجليل الذي وصفه بأنه رجل استثنائي في بحثه وجَلَده وزهده في الأضواء، مؤكداً أن هذا الكتاب لو خرج للوجود لكان له دور كبير في توثيق تاريخنا الوطني، كما ذكر القاضي موقف الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، عندما نقل إليه خبر فوزه بجائزة العويس الثقافية، وما بذله في إقناعه لاستلامها حتى اقتنع، لكنه اعتذر عن السفر وكلَّف المحاضر بالسفر إلى دولة الإمارات لاستلامها، وهذا خير دليل على زهده في الأضواء والتكريم. وختم القاضي محاضرته عن (سوانح الذكريات) بذكر الندوة التكريمية التي عقدها المهرجان الوطني للتراث والثقافة لتكريم الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، عام 1415ه عندما تحدث المشاركون عن مناقبه، فقال بتواضع وألم بعد الندوة: أنتم تذكرون محاسني، فأنتم تنعوني، لذا أقول: اذكروا محاسن موتاكم. المداخلات * الدكتور عبدالعزيز الخويطر: وزير الدولة ورئيس مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية والمؤرخ المعروف: الحديث عن الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، لا يمل، وليس منا إلا من له صلة أدبية أو تاريخية أو علمية بالراحل، زياراته كانت تغني وتثري من يتصل به، الشيخ حمد أعطاه الله ميزات كثيرة، منها: حسن الذاكرة، وحسن الانتقاء، وحسن الأداء، وهي الأثافي التي يجلس عليها قِدْر العلم، كان، رحمه الله، دقيقاً في قراءته وكلمه، ولم يكن ماسح روض، بل يتعمق في كل جملة، فقد كان دقيقاً في اختيار الكلمات والشريف منها، لذا كان إضافة كبيرة لمجامع اللغة العربية، وكان يدهش ويباغت أعضاء المجامع بردوده وآرائه وتصويباته الدقيقة. ثم ذكر الخويطر شاهدا على دقة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، ومعرفته باللغة العربية، عندما كان يتألم لبعض الكلمات التي تأتي في كتابات الأدباء، وكان من أبرز تلك الكلمات التي تؤلمه هي:(الهامة، بسيطة، عادة، الزخم، الإفراز)، وقد ذكر معاليه شواهد حول هذه الكلمات، أعجبت الحضور، ثم ذكر موقفا طريفا للأستاذ حمزة عابد بخصوص الألم عند سماع بعض الكلمات، ثم تحدث عن أم محمد زوجة علامة الجزيرة، حيث قال معاليه: لا يستغرب عندما يمدح علامة الجزيرة هذه المرأة العظيمة لأنه متزوج من ضرات كثيرات هي الكتب التي لا تشيب، وصبر أم محمد على هذه الضرات يجعلها تستحق هذه المكانة وأكثر، ثم قسم معالي الدكتور الخويطر الرجال: رجل مليء بالمجد لا يحتاج إلى الضوء، ورجل جائع إلى المجد يتطلع إلى الضوء، فحمد الجاسر كان مليئا بالمجد؛ لذا كان يتفادى الأضواء مثل قول الشاعر: ملأى السنابل تنحني تواضعاً والفارغات رؤوسهن شوامخ لذا فعلامة الجزيرة مليء بالمجد، فهو مثل (السنبلة المليئة)، لا يستطيع أن ينهض برأسه، فهو مثقل بالمجد. * الشيخ عبدالعزيز السالم، أمين عام مجلس الوزراء وعضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية: تحدث عن أهمية سوانح الذكريات، وذكر قصة طريفة سمعها من الشيخ حمد الجاسر، حيث كان معاليه قد سمعها منه في مجلسه، ثم ذكر موقفا عن الأستاذ عبدالله عريف عندما كان يرأس تحرير جريدة البلاد، فقد ذكر (عريف) أنه لم يقف معه ويساعده مثل الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، إبان رئاسته لتحرير جريدة (البلاد). * الدكتور أحمد الضبيب، عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير مجلة (العرب): وصف ما قدمه المحاضر بأنها إضاءات جميلة لسوانح الذكريات، وعلق معاليه على كلمتي (بسيطة) و(زخم) وتحدث عن مشكلة كثير من الكتاب مع هذه الكلمات الشائعة. * الدكتور عبدالعزيز المانع عضو هيئة تحرير مجلة (العرب) والباحث المعروف: وجه سؤالاً إلى المحاضر: هل مرَّ قلم (الرقيب) على سوانح الذكريات؟ حيث إنه أطلع على حلقات (سوانح الذكريات) مسودة ومنشورة. * المهندس معن بن حمد الجاسر، أمين عام مؤسسة حمد الجاسر الثقافية: قال: أود التعليق بصفتي معن بن حمد الجاسر، عن حمد الجاسر الإداري، فقد وجدت في والدي، رحمه الله، بعض الخصائص التي قلما توجد في متخصص في الإدارة، وهي: تحديد الأهداف، والوضوح في مخاطبة الآخر، والاستغلال الأمثل للموارد، (لا أذكر أنه استخدم ورقة بيضاء ليكتب شيئا له)، الدقة في المواعيد. * الأستاذ علي السعيد مشرف النشاط الثقافي بإدارة التربية والتعليم بعنيزة والكاتب المسرحي المعروف: الذي حضر خصيصا من (عنيزة) لهذه المحاضرة، والذي ذكر موقفاً طريفاً حصل مع علامة الجزيرة يدل دلالة قوية على ذاكرته، رحمه الله، عند زيارة لقرية (الفاو) التاريخية، قبل عدة سنوات، وقدم صورة تذكارية جمعته مع الشيخ حمد الجاسر في تلك الزيارة التاريخية. * الدكتور عبدالمحسن الرشود: اقترح على مؤسسة حمد الجاسر الثقافية إنتاج فيلم تلفزيوني عن حياة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، يرصد مسيرته، ويجسد حياته وجهاده وريادته التاريخية في جزيرة العرب. * الدكتور إبراهيم العواجي، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية، ورئيس اللجنة التنفيذية: شكر الدكتور عائض الردادي، وأثنى على دوره في جمع حلقات سوانح الذكريات، وطالب بالتعجيل بنشرها لأنها في حقيقة الأمر ذاكرة وطنية، خاصة أن صاحبها، رحمه الله، شخصية تنويرية خدمت تاريخنا الوطني، ثم ذكر موقفا مرّ عليه عندما دخل على الشيخ حمد الجاسر إبان رئاسته لتحرير جريدة (اليمامة)، وقدّم له قصيدة، في عام 1379ه، بعنوان (المواكب الصاعدة) فأبرزها الجاسر، رحمه الله، في الجريدة، وعندما سئل، رحمه الله، عن ذلك قال: هذا مولد شاعر. * محمد القشعمي، الباحث المعروف: تحدث عن ذكرياته مع فوز حمد الجاسر بجائزة الدولة التقديرية للأدب. * الأستاذ سعد البواردي، عضو مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الثقافية والكاتب المعروف: الشيخ حمد الجاسر، أروع ما فيه أنه متواضع وطيب القلب، قد يغضب أحيانا لكنه يتراجع حالاً، وهذه صفة يندر وجودها في الأدباء، وقد أنصف الحضور الشيخ حمد الجاسر، وأيد البواردي انتاج عمل تلفزيوني يؤرخ للشيخ حمد الجاسر في ذاكرة الأجيال. * الدكتور عائض الردادي، مدير عام وكالة الأنباء السعودية (واس): وضح علاقته ب(سوانح الذكريات) قائلاً: جمعت ما جمعت بخصوص سوانح الذكريات، حباً وتقديراً للشيخ حمد الجاسر، واقترح ألا تراقب سوانح الذكريات قبل أن تراقب من قبل وزارة الثقافة والإعلام. * الدكتور يحيى أبوالخير: أشاد بقدرة الشيخ حمد الجاسر في إدارة المعلومة التاريخية، وبناء استراتيجية في تبويب الحقائق، نستطيع أن نتعرف منها على وصف الزمان والمكان، وسلط الضوء على اهتمام الشيخ بالمفاهيم. * محمد المحيسن: دعا إلى عدم تضخيم دور (الرقيب) قبل إخراج (سوانح الذكريات) وطالب أن تترك الرقابة لوزارة الثقافة والإعلام. * الدكتور سليمان العنقري: ذكر قصة عن تواضع حمد الجاسر وإنكاره لذاته في القاهرة، فقد كان الشيخ يرفض أن يستقبله عبر (بوابة) كبار الزوار في مطار القاهرة عندما كان الدكتور سليمان العنقري ملحقاً ثقافياً بها، كما كان، رحمه الله، يصر على أن يودعه إلى حد باب المصعد بشكل يومي، عندما يزوره في شقته بالقاهرة. ثم أكد على دقته في المواعيد، وذكر موقفاً طريفاً في ذلك. * الأستاذ محمد الأسمري، الباحث الإعلامي والكاتب المعروف: تحدث عن (الوفاء) الذي يتصف به علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله، وذكر بعض القصص التي عايشها مع علامة الجزيرة، رحمه الله، بهذا الشأن.