كشف تقرير فلسطيني عن أوضاع مهولة تعاني منها الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال حيث يتم عزلهن، ومس كرامتهن بمختلف التهديدات، ومنها التهديد باغتصابهن، في وقت ازدادت فيه ممارسات الاحتلال قسوة في معظم الأراضي الفلسطينية، حيث عمد جيش الاحتلال إلى هدم منزل منفذ عملية القدس واعتقل وعذب أقرباءه.. وكانت كتائب شهداء الأقصى المنبثقة عن حركة فتح أعلنت مسؤوليتها عن العملية التي نفذها محمد زعول (20 عاما) من قرية حوسان قرب بيت لحم. كما هدم الجيش الإسرائيلي هدم أيضا منزل ناشط فلسطيني آخر في كتائب الأقصى هو أحمد سليم في قرية سلفيت في شمال الضفة الغربية، موضحة أن هذا الفلسطيني معتقل منذ تشرين الثاني- نوفمبر 2002 وخلال اقتحامها لقرية حوسان اعتقلت قوات الاحتلال كافة أفراد عائلة منفذ عملية القدس الاستشهادية، حيث بدأ الاقتحام بفرض طوق على منزل الاستشهادي محمد عيسى الزعول، وطلبت قوات الاحتلال من سكان المنزل إخلاءه تمهيدا لهدمه، كما اعتقلت سلطات الاحتلال 11شخصا من عائلة الاستشهادي الزعول. وقالت مصادر في القرية المحاصرة أن قوات الاحتلا اعتقلت كلا من والد ووالدة الاستشهادي وزوجته وثلاثة من أشقائه وخمسة من شقيقاته، وأن هذه القوات اعتدت على المعتقلين بالضرب المبرح خلال استجوابهم ميدانيا قبل نقلهم إلى منشأة اعتقال تابعة لجيش الاحتلال. وكانت سلطات الاحتلال قد فرضت طوقا شاملا على مدينة بيت لحم وشوهدت طائرات الاباتشي والطائرات العمودية وهي تحلق في سماء المدينة، وقال راديو إسرائيل ان القوات الاسرائيلية لديها معلومات بأن هناك خططا لتنفيذ أكثر من 50 هجوما آخر، واعتقلت القوات الإسرائيلية الليلة الماضية 18 مطلوبا فلسطينيا في الضفة الغربية. وعلى صعيد آخر اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأحد في قطاع غزة العقيد في الشرطة الفلسطينية محمد درويش ومرافقه الشرطي رمزي نصار، وقالت وكالة الانباء الفلسطينية ان قوات الاحتلال المتمركزة على حاجز المطاحن اعتقلت العقيد درويش ومرافقه أثناء عودتهما من عملهما على حاجز أبو هولي جنوب دير البلح وسط قطاع غزة0 وعلى صعيد آخر ذكر راديو إسرائيل أن الشرطة وقوات الجيش الإسرائيلية وضعت في حالة تأهب قصوى قبل جلسات الاستماع المقررة في محكمة العدل الدولية في لاهاي حول بناء الجدار العازل في الضفة الغربية، وقال الراديو إن هناك تحذيرات بشأن تنفيذ المزيد من الهجمات. وقد أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأحد المداخل الرئيسة لمدينة القدس لعدة ساعات وأعاقت حركة المواطنين الفلسطينيين ونصبت دوريات عسكرية وشرطية مشتركة في الشوارع والطرقات ومحاور الطرق، ونقلت مصادر صحفية عن مسؤولين محليين قولهم: إن قوات الاحتلال شنت حملة واسعة النطاق شملت توقيف المواطنين الفلسطينيين وتدقيق هوياتهم وتدوينها بعد إجراء مسح أمني عليها، وتعرضت مركبات المواطنين الفلسطينيين في منطقة (تل بيوت) الصناعية جنوبالقدس وفي الشارع الرئيس القدس بيت لحم إلى الرشق بالحجارة والزجاجات الفارغة من قبل مستوطنين، وداهمت مجموعة أخرى من المستوطنين الورش الصناعية وورش البناء واعتدت بالضرب المبرح على عدد من العمال الفلسطينيين. وفي ذات الوقت استولت سلطات الاحتلال على خمسة دونمات من الأراضي الزراعية الواقعة على شارع جنين الناصرة بالقرب من المدخل الجنوبي لقرية الجلمة شمال جنين. ومن جانب آخر أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في تقرير نشرته الاحد أن أوضاع الأسيرات الفلسطينيات تزداد سوءا بسبب ما يواجهن من سياسة قمع وتهديد وضرب وإذلال مستمر من قبل إدارة السجون الإسرائيلية. وجاء هذا التقرير بعد زيارة محامية الوزارة الفلسطينية (ايناس يونس) للمعتقلات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية. ويؤكد التقرير أن القرار الإسرائيلي الأخير القاضي بنقلهن من سجن (الرملة) الى (هشارون) القريب من حيفا أدى إلى زيادة المسألة سوءا وتعقيداً. وبالإضافة إلى سلسلة من القمع والتهديد والضرب والإذلال المستمر من قبل حراس السجون, تواجه الأسيرات الفلسطينيات، حسب المحامية، سياسة العزل والضرب والرش بالغاز والتعذيب النفسي والجسدي بكافة أشكاله، وكشفت المحامية الفلسطينية أن قرارا بعزل خمس أسيرات اتخذ مؤخرا بسبب مطالبتهن بتحسين أوضاعهن الاعتقالية. وطال هذا القرار (رابعة حمايل) و(سعاد غزال) و(عائشة عبيات) و(فيروز مراحين) و(آمنة منى) حيث زج بهن في غرف انفرادية. وأوضحت الأسيرات للمحامية أن هذه الإجراءات تأتي استكمالا للاعتداء الوحشي الذي تعرضت له الأسيرة سعاد غزال على أيدي جنود الاحتلال الذين قاموا بضربها وتمزيق ثيابها، كما قاموا بالاعتداء على الأسيرة آمنة منى التي مازالت آثار الضرب ظاهرة للعيان في مختلف أنحاء جسدها. ويشير التقرير إلى الأوضاع المتردية التي يعيشها الطفلان المولودان مؤخرا داخل السجن ندر ووائل اللذين حرما من الرعاية الصحية منذ الولادة في وسط سجن تنتشر فيه الفئران والحشرات والرطوبة وانعدام الماء الساخن. وحسب التقرير, فإن إدارة سجن (هشارون) تلجأ بين الفينة والأخرى إلى تهديد الأسيرات بالاغتصاب وإسماعهن كلاما يمس مشاعرهن وكرامتهن في وقت منعت فيه الأسيرات من أداء الصلاة الجماعية يوم الجمعة.